اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة الجريدة الكويتية
نشر بتاريخ: ٢ أيلول ٢٠٢٥
صدر مؤخرا للناقد د. آدم يوسف كتاب بعنوان «العدول في الشعر السعودي الحديث 1965/ 2005... دراسة وفق نظرية التلقي»، تناول فيه تطور القصيدة السعودية الحديثة خلال أربعة عقود من الزمن، بدءا من منتصف الستينيات وحتى عام 2005، معتمدا في تحليله على منهج نقدي حديث يربط بين العدول اللغوي ونظرية التلقي، وذلك في قراءة نقدية تسعى إلى استكشاف البنية الأسلوبية والمضمون الفني في قصائد الشعراء السعوديين خلال تلك الحقبة.ويفرد الكتاب مساحة كبيرة لشعراء جيل الثمانينيات أمثال: محمد الثبيتي، سعد الحميدين، محمد جبر الحربي، محمد العلي، عبدالله الصيخان، فوزية أبو خالد، علي الدميني، ومحمد عبيد الحربي، وغيرهم، وذلك في إطار يناقش قضية الحداثة برمتها، والتي اشتعلت، وتنامى الحوار الفكري بشأنها في تلك الحقبة، حتى باتت موضوعا يشغل المنابر الفكرية، وساحات الصحف، وباحات المساجد والجامعات، حيث وجدنا المنابر الفكرية موزعة في تلك الحقبة، منها من يقف إلى جانب الحداثة ورؤاها قلبا وقالبا، في حين تنبذها طبقة أخرى، وتراها فكرا دخيلا مناهضا للأعراف سواء الثقافية أو الدينية.ويقدم المؤلف د. آدم يوسف تعريفا لكل شاعر من أولئك الشعراء، مع اختيار نص شعري مميز لهذا الشاعر، وجعله منطلقا للقراءة التحليلية التي تمضي في مساري العدول والتلقي، مع الاستفادة من الأدوات القرائية الأسلوبية بمختلف توجهاتها. ويُمثّل هذا الإصدار إضافة نوعية للمكتبة النقدية السعودية والعربية، من حيث تناول قضية «العدول» كأداة تحليلية أدبية، وربطها بنظرية التلقي التي بدأت تشق طريقها في الدراسات النقدية العربية، لا سيما تلك المعنية بتفاعل القارئ مع النص الأدبي.يركز الكتاب على الشعر السعودي الحديث بوصفه حقلاً غنياً بالتجربة، متأثراً بتحولات ثقافية واجتماعية وفكرية شهدتها المملكة في العقود الماضية، خاصة في ظل الجدل الكبير حول الحداثة الشعرية وما صاحبها من رفض أو قبول ضمن أوساط النخبة والمجتمع، ويرصد الباحث في هذا السياق تطورات قصيدة التفعيلة التي برزت في السبعينيات، وصعود قصيدة النثر في التسعينيات، محاولاً تتبع تحولات النص الشعري عبر قراءته من داخل بنيته الأسلوبية ومن خلال استجابة المتلقين له.ويعد تحديد الفترة من 1965 حتى 2005 أمراً بالغ الأهمية، حيث شهدت المملكة خلال تلك الحقبة انفتاحاً فكرياً متدرجاً، إلى جانب بروز تيارات ثقافية متباينة. وقد استطاع الباحث في هذا العمل أن يقدم مقاربة شاملة لنماذج شعرية سعودية ضمن هذا الإطار الزمني، مستخدماً أدوات تحليل لغوية وأسلوبية دقيقة، أبرزها العدول أو الانزياح اللغوي، بوصفه مؤشراً على التجديد الأسلوبي الذي يكسر أفق التوقع لدى القارئ.ولعل أبرز ما يميز هذه الدراسة كونها من أوائل الدراسات التي تعتمد على نظرية التلقي كمنهج لتحليل النصوص الشعرية السعودية الحديثة عبر هذه الفترة الزمنية الطويلة. ويشار هنا إلى أن العديد من الدراسات السابقة تناولت الشعر السعودي من جوانب متعددة، لكنها لم تجمع بين التحليل النصي العميق والأبعاد الأخرى ذات الاتصال بنظرية الاستقبال، أي تفاعل المتلقي مع النصوص الشعرية بوصفه محوراً أساسياً في فهم التحولات الجمالية.ويسعى الكتاب إلى توثيق الجدل الثقافي الذي دار حول الشعر الحداثي في المملكة، لا سيما خلال الثمانينيات، حين تصاعد الخلاف بين تيارات أدبية محافظة وأخرى حداثية، في ظل تأثير الصحوة الإسلامية من جهة، والانفتاح على التجارب الشعرية العربية الأخرى من جهة أخرى، مما أدى إلى ما وصفه المؤلف بـ «الصدام الفكري» بين الطرفين.ويتناول الكتاب مجموعة من النقاط، من بينها: التعريف بمصطلحي «العدول» و«التلقي»، وأثرهما في فهم النص الشعري، وتسليط الضوء على أهم المراحل التي مرت بها القصيدة السعودية، وتحليل أساليب شعراء التفعيلة والنثر خلال تلك الفترة، كما يطرح أسئلة بحثية محورية، من قبيل: متى ظهرت القصيدة الحداثية في المملكة؟ ما أسباب رفضها من بعض التيارات؟ وما دور المتلقي في توجيه مسار القصيدة؟ إضافة إلى استكشاف أدوات الشعراء الفنية وأساليبهم في التعبير.
صدر مؤخرا للناقد د. آدم يوسف كتاب بعنوان «العدول في الشعر السعودي الحديث 1965/ 2005... دراسة وفق نظرية التلقي»، تناول فيه تطور القصيدة السعودية الحديثة خلال أربعة عقود من الزمن، بدءا من منتصف الستينيات وحتى عام 2005، معتمدا في تحليله على منهج نقدي حديث يربط بين العدول اللغوي ونظرية التلقي، وذلك في قراءة نقدية تسعى إلى استكشاف البنية الأسلوبية والمضمون الفني في قصائد الشعراء السعوديين خلال تلك الحقبة.
ويفرد الكتاب مساحة كبيرة لشعراء جيل الثمانينيات أمثال: محمد الثبيتي، سعد الحميدين، محمد جبر الحربي، محمد العلي، عبدالله الصيخان، فوزية أبو خالد، علي الدميني، ومحمد عبيد الحربي، وغيرهم، وذلك في إطار يناقش قضية الحداثة برمتها، والتي اشتعلت، وتنامى الحوار الفكري بشأنها في تلك الحقبة، حتى باتت موضوعا يشغل المنابر الفكرية، وساحات الصحف، وباحات المساجد والجامعات، حيث وجدنا المنابر الفكرية موزعة في تلك الحقبة، منها من يقف إلى جانب الحداثة ورؤاها قلبا وقالبا، في حين تنبذها طبقة أخرى، وتراها فكرا دخيلا مناهضا للأعراف سواء الثقافية أو الدينية.
ويقدم المؤلف د. آدم يوسف تعريفا لكل شاعر من أولئك الشعراء، مع اختيار نص شعري مميز لهذا الشاعر، وجعله منطلقا للقراءة التحليلية التي تمضي في مساري العدول والتلقي، مع الاستفادة من الأدوات القرائية الأسلوبية بمختلف توجهاتها.
ويُمثّل هذا الإصدار إضافة نوعية للمكتبة النقدية السعودية والعربية، من حيث تناول قضية «العدول» كأداة تحليلية أدبية، وربطها بنظرية التلقي التي بدأت تشق طريقها في الدراسات النقدية العربية، لا سيما تلك المعنية بتفاعل القارئ مع النص الأدبي.
يركز الكتاب على الشعر السعودي الحديث بوصفه حقلاً غنياً بالتجربة، متأثراً بتحولات ثقافية واجتماعية وفكرية شهدتها المملكة في العقود الماضية، خاصة في ظل الجدل الكبير حول الحداثة الشعرية وما صاحبها من رفض أو قبول ضمن أوساط النخبة والمجتمع، ويرصد الباحث في هذا السياق تطورات قصيدة التفعيلة التي برزت في السبعينيات، وصعود قصيدة النثر في التسعينيات، محاولاً تتبع تحولات النص الشعري عبر قراءته من داخل بنيته الأسلوبية ومن خلال استجابة المتلقين له.
ويعد تحديد الفترة من 1965 حتى 2005 أمراً بالغ الأهمية، حيث شهدت المملكة خلال تلك الحقبة انفتاحاً فكرياً متدرجاً، إلى جانب بروز تيارات ثقافية متباينة. وقد استطاع الباحث في هذا العمل أن يقدم مقاربة شاملة لنماذج شعرية سعودية ضمن هذا الإطار الزمني، مستخدماً أدوات تحليل لغوية وأسلوبية دقيقة، أبرزها العدول أو الانزياح اللغوي، بوصفه مؤشراً على التجديد الأسلوبي الذي يكسر أفق التوقع لدى القارئ.
ولعل أبرز ما يميز هذه الدراسة كونها من أوائل الدراسات التي تعتمد على نظرية التلقي كمنهج لتحليل النصوص الشعرية السعودية الحديثة عبر هذه الفترة الزمنية الطويلة. ويشار هنا إلى أن العديد من الدراسات السابقة تناولت الشعر السعودي من جوانب متعددة، لكنها لم تجمع بين التحليل النصي العميق والأبعاد الأخرى ذات الاتصال بنظرية الاستقبال، أي تفاعل المتلقي مع النصوص الشعرية بوصفه محوراً أساسياً في فهم التحولات الجمالية.
ويسعى الكتاب إلى توثيق الجدل الثقافي الذي دار حول الشعر الحداثي في المملكة، لا سيما خلال الثمانينيات، حين تصاعد الخلاف بين تيارات أدبية محافظة وأخرى حداثية، في ظل تأثير الصحوة الإسلامية من جهة، والانفتاح على التجارب الشعرية العربية الأخرى من جهة أخرى، مما أدى إلى ما وصفه المؤلف بـ «الصدام الفكري» بين الطرفين.
ويتناول الكتاب مجموعة من النقاط، من بينها: التعريف بمصطلحي «العدول» و«التلقي»، وأثرهما في فهم النص الشعري، وتسليط الضوء على أهم المراحل التي مرت بها القصيدة السعودية، وتحليل أساليب شعراء التفعيلة والنثر خلال تلك الفترة، كما يطرح أسئلة بحثية محورية، من قبيل: متى ظهرت القصيدة الحداثية في المملكة؟ ما أسباب رفضها من بعض التيارات؟ وما دور المتلقي في توجيه مسار القصيدة؟ إضافة إلى استكشاف أدوات الشعراء الفنية وأساليبهم في التعبير.
اعتمد د. يوسف، في دراسته، على المنهج الوصفي التحليلي، مع توظيف عدد من المفاهيم الإجرائية المستمدة من نظرية التلقي والدراسات الأسلوبية، وقد راعى في تحليله التنوع الأسلوبي بين الشعراء، إذ يفرق بين البنية السياقية الكبرى للنص، ممثلة في الوزن والإيقاع العام، والبنية السياقية الصغرى التي تظهر في تفاصيل الانزياحات اللغوية داخل النص.
كما استخدم في تحليله مفردات الرمزية، والإيقاع الداخلي، والتوازي، والتكرار، والسجع، والجناس، في قراءة فنية تهدف إلى الكشف عن جماليات النص ومرجعياته الثقافية، ومدى تفاعله مع الذائقة العامة والخلفيات الفكرية للمتلقين.
وقسّم المؤلف كتابه إلى 5 فصول، اشتمل الأول والثاني منها على التأصيل النظري لمفاهيم العدول والتلقي، إلى جانب التعريف بالحقبة الزمنية والجيل الشعري السابق لعام 1965، أما الفصول التطبيقية الثلاثة المتبقية فقد غطت ثلاثة أجيال شعرية:
• الجيل الأول (1965 - 1980): ضم شعراء التفعيلة مثل محمد العلي، وسعد الحميدين، وعلي الدميني.
• الجيل الثاني (1980 - 1995): تناول شعراء بارزين مثل محمد الثبيتي، ومحمد جبر الحربي، وعبدالله الصيخان.
• الجيل الثالث (1995 - 2005): ركز على شعراء قصيدة النثر، مثل فوزية أبوخالد، ومحمد عبيد الحربي، مع الإشارة إلى تجارب أخرى في النثر الحداثي.
ويتميز هذا الكتاب عن غيره بتناوله نصوص الشعراء من خلال تحليل فني عميق مدعوم بنظرية التلقي، كما استفاد من الدراسات السابقة في مجالات العدول والأسلوبية والبلاغة، دون الوقوع في فخ التكرار. وقدّم رؤية جديدة للقصيدة السعودية من حيث الشكل والمضمون، الأمر الذي قد يؤدي إلى اتساع دائرة النقاش حول علاقات تلك القصيدة بالتحولات الاجتماعية والفكرية في المملكة.
خلاصة
الكتاب صادر عن دار كنوز المعرفة في الأردن، ويقع في 350 صفحة.