اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ١٣ حزيران ٢٠٢٤
خلال فترة الاحتفال بعيد الأضحى، تركز الولائم على أطباق اللحوم الحمراء. وبالنسبة لكثير من الخبراء، فإن الإكثار من تناول اللحوم الحمراء يقترن بمضار صحية. ولكن الأمر لا يخلو من الفوائد أيضاً.
توضح اختصاصية التغذية العلاجية حياة الصايغ، أن الاعتدال في تناول اللحوم الحمراء الصافية (الخالية تقريباً من الشحم) مفيد للصحة. وشرحت موضحة: ربط اللحم الأحمر بالأضرار الصحية جعل الكثيرين يرفضون ويتفادون تناوله تماماً. ولكن الحقيقة هي أن تناول اللحوم الحمراء باعتدال من الأمور التي توصي بها المنظمات والجمعيات الصحية وذلك لاحتوائه على مغذيات أساسية ومهمة، مثل:
• الدهون المفيدة - الأحماض الدهنية التي تسمى اختصاراً DPA – ويقترن تناولها مع ارتفاع الكوليسترول المفيد في الدم وخفض الإصابة بأمراض القلب والشرايين.
• معدن الزنك الذي يسهم في تقوية المناعة.
• فيتامين B12 الذي له دور في صناعة كريات الدم الحمراء والوقاية من فقر الدم وضعف المناعة ويدعم صحة الجهاز العصبي.
• البروتين الخالص المهم لبناء الكتلة العضلية والحفاظ على الوزن وضبط معدل سكر الدم.
• الحديد المهم لتكوين كريات الدم الحمراء والوقاية من الإصابة بفقر الدم. حيث يحتوي على النوع الثابت من معدن الحديد الذي لا يتأثر امتصاصه بشرب الشاي والقهوة بعكس الحديد الموجود في المصادر النباتية.
◄ أي مصادر البروتين أكثر صحة؟
يعرف أن اللحم مصدر مهم للبروتين، ولكن تختلف أنواع اللحوم ما بين حمراء (كلحم البقر والخروف والغنم) وبيضاء (كلحم الدواجن والسمك). ويعتبر السمك مصدراً خفيفاً وصحياً للبروتين ويليه في ذلك لحم الدواجن ثم لحوم المواشي. وخلال فترة عيد الأضحى، تركز موائد الوجبات على اللحم الأحمر مما يجعل الأشخاص يتناولون كمية كبيرة منه. ولتفادي ذلك ينصح بتنويع مصادر البروتين على موائد الطعام عبر تحضير أطباق متنوعة من الدجاج والسمك.
كما تجدر الإشارة إلى أن أكثر اللحوم ضرراً هي اللحوم المصنعة والمدخنة مثل لحم المورتديلا والببروني والنقانق واللحوم الباردة عموماً. حيث أثبتت الدراسات ارتباط تناولها مع الإصابة بالسرطان، وقد أصدرت منظمة الصحة أخيراً توجيهات توصي بتفادي تناولها تماماً.
◄ لماذا نشعر بالشبع لمدة أطول بعد تناول اللحم؟
يستغرق هضم مصادر البروتين مثل اللحم وقتاً طويلاً (يتراوح ما بين 4 و6 ساعات) مما يجعل الشخص يشعر بالشبع والامتلاء والطاقة بعد تناول اللحم لمدة أطول مقارنة بتناول مصادر الكربوهيدرات التي يستغرق هضمها وقتاً أقصر (ما بين 2 و4 ساعات). كما يقترن حرق البروتين مع اتزان معدل سكر الدم والأنسولين، بينما يقترن حرق الكربوهيدرات بارتفاع سريع في سكر الدم ويليه انخفاض وهبوط في الطاقة. وذلك يبرر شعور متناول البروتين بالطاقة لمدة أطول مقارنة بمن يتناول الكربوهيدرات الذي سيشعر بالتعب والجوع بعد فترة قصيرة.
◄ كمية اللحم الصحية
بينت الاختصاصية حياة أن الكمية الصحية التي يوصي خبراء الصحة بتناولها هي 70 غم من اللحم المطبوخ (حوالي حجم كف اليد)، وأن يقتصر تناولها على 2–3 مرات في الأسبوع.
◄ مضار الإفراط في تناول اللحم الأحمر
أثبتت بعض الدراسات ارتباط الإكثار بتناول اللحم الأحمر بارتفاع مخاطر الإصابة بسرطانات الجهاز الهضمي وارتفاع الكوليسترول وأمراض القلب وحتى الإصابة بالنوع الثاني من السكر.
◄ فوائد خلطه مع الخضروات
تحتوي الخضروات على العناصر الغذائية والألياف، ولذا يعتبر دمج تناولها مع بروتين اللحم مثالاً للوجبة الصحية. وقد بينت دراسات عدة أخيراً أن تناول الخضروات الغنية بالألياف مع بروتين اللحم مفيد لتخفيف امتصاص دهون اللحوم. لذا، ينصح بتناول السلطة قبيل تناول البروتين أو خلطها معه. فذلك سيعزز الإحساس بالشبع والامتلاء ويخفف أيضاً من امتصاص دهون اللحم.
◄ كيف تجعل اللحم صحياً أكثر؟
• عند شراء اللحم أو تحضيره في المنزل يجب إزالة الشحوم منه بقدر الإمكان حتى تصبح القطع عبارة عن لحم صافٍ.
• تخفيف الدهون في اللحم المفروم، حتى لا تتعدى كمية الشحم %5.
• عدم طبخ اللحم بالقلي، بل تحضيره بطريقة صحية مثل الشواء في الفرن أو السلق في مرق. فذلك سيقلل سعراته الحرارية كثيراً ومن كمية الدهون الضارة.
◄ تخرين اللحم بطريقة صحية
• اذا كان سيتم تناول اللحم خلال يوم أو يومين فيمكن وضعه في الثلاجة. ولكن يجب وضعه في آخر رف في الثلاجة وتحته صينية حتى تحفظ الصينية أي سوائل تسقط من اللحم وتمنع تلوث الأغذية المخزنة في الثلاجة.
• إذا كان سيتم طبخ اللحم بعد فترة طويلة فينصح بوضعه في الفريزر. ومن الخطأ الاعتقاد بأن تجميد اللحم سيؤثر في قيمته الغذائية بل هو يحافظ عليها.
• عند تحضير وإزالة الثلج من اللحم المجمد ينصح بعدم إخراجه من كيسه المغلق بل وضعه في طنجرة وصب ماء دافئ عليه. ويجب عدم تركه في الهواء والرطوبة ساعات عدة.
وأضافت الاختصاصية حياة موضحة: «طبخ اللحم المجمد أو الذي يحتوي على برودة لن يقلل من قيمته الغذائية أو أمان تناوله ولكنه قد يؤثر في مذاقه».
نصائح لتجنب زيادة الوزن
قدمت اختصاصية التغذية العلاجية حياة الصايغ نصائح للتعامل مع ولائم العيد من دون الضرر بصحتك أو زيادة وزنك، أبرزها ما يلي:
1 - اختيار الصحن الأصغر لوضع الطعام، مثل صحن وجبة المقبلات.
2 - تجنب شرب السوائل التي تحتوي على السكر، ويشمل ذلك العصائر الطازجة.
3 - الإكثار من شرب الماء طوال اليوم، فشعورك بالعطش قد يزيد من فرصة الإفراط في الطعام.
4 - بدء الوجبة بتناول السلطة، لأنها غنية بالمغذيات والسوائل والألياف. وينصح بأن يتبع ذلك تناول البروتين ومن ثم النشويات. وقد بينت دراسات عدة فائدة خلط النشويات مع البروتين (كخلط الرز مع اللحم)، فذلك سيخفف امتصاص النشويات ويسرع الشعور بالشبع.
5 - عدم التركيز على تناول اللحوم الحمراء بل يفضل اختيار تناول أطباق محضرة من اللحم الأبيض وبخاصة الأسماك.
6 - تفادي تناول المقليات تماماً وتناول الأطباق التي تحضر بالشواء أو السلق كالمرق.
لتفادي نوبة الهبوط
نصحت الاختصاصية المصابين بالسكر أو ارتفاع ضغط الدم بتكرار قياس معدل السكر والضغط خلال اليوم. موضحة: «خروج المرضى المتكرر طوال اليوم لزيارة أقاربهم وتعرضهم لحرارة الجو المرتفعة يزيدان من فرصة شعورهم بالانهاك البدني والحراري وإصابتهم بنوبة الهبوط. لذا، ينصح المرضى بحمل عبوة ماء معهم دائماً والاكثار من شرب الماء لتفادي الجفاف والهبوط. كما عليهم حمل عصير أو طعام سكري ومالح حتى يتناولوه في حالة شعورهم بأعراض الهبوط».