اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٢٠ تشرين الثاني ٢٠٢٥
أكثر من خمس سنوات في مجال تطوير شخصية المراهقين والمراهقات، وعندما نتكلم عن محور وأساس خلقتنا وعبادتنا، يركز الأبناء على الصلاة والقرآن كعبادة، غافلين وغير واعين ومستشعرين أن كل تصرفاتنا وكلامنا وعملنا وحتى دراستهم عبادة. ومن هنا تنشأ الثغرة، ومن هنا نفهم لماذا نجد أحيانًا أن الدين غير متداخل في الأخلاق والتعاملات من تسامح وحفظ المودة والأسرار والأمانة وغيرها من الأخلاق والقيم النبيلة التي نعتز كمسلمين بالتخلق بها. ولا شك أن الوالدين يتمنون من أبنائهم أن يكونوا على هذا الحد من الخلق والدين والاتزان والشخصية المتزنة. القيم لا تُلقّن.. بل تُعاش؛ كثير من الأهالي يظنون أن تعزيز الدين يعني حفظ نصوص أو توجيهات أو تكرار عبارات «سوِّ هذا» و«اترك ذاك»، لكن الحقيقة أن القيم لا تُزرَع في لحظة، ولا تُرسَّخ في محاضرة، بل تتشكل من مواقف صغيرة تتكرر كل يوم. عندما يرى ابنك أنك تكظم غيظك.. فهذه قيمة، وعندما تراك ابنتك تساعد دون أن تنتظر مقابلا.. فهي تتعلم معنى الإحسان، وعندما يسمع المراهق أبويه يتحدثان عن الحمد بدل الشكوى، وعن الصبر بدل الضيق.. فهو يتربى على نموذج يعيش أمامه لا يُملى عليه. القيم تُمارس قبل أن تُقال، والدين ليس قيودًا.. بل أمان.
الامان الذي يحتاجه كل فرد منا، وهو يأتي بالثقة بالله وتدبر اسمائه وصفاته، كل ذلك سينصب في مراهق يتبنى قيما دينية واخلاقية متأصلة، وهذا ما يركز فيه المنهج الملكي الذي يساعد في تطوير شخصية المراهقين والمراهقات.
ان العالم سريع، ضاغط، ومليء بصور مثالية مزيفة.
الدراسات الحديثة تؤكد أن المراهق الذي يملك قيمًا واضحة ودينًا يطمئنه:
- يتمتع بثقة أعلى ويتخذ قرارات أقل اندفاعًا
- يمتلك قدرة أكبر على ضبط ذاته
- يشعر بانتماء يحميه من العزلة
- يقلّ تعرضه للقلق والاكتئاب
- القيم تحمي، والدين يثبّت.
ندى مهلهل المضف


































