اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٢٨ تموز ٢٠٢٥
كل تطوير ونجاح رياضي، وفي أي لعبة من الألعاب أو في أي وجه من وجوه الحياة الإدارية والفنية وغيرها، يرتكزان على معايير محددة لا ينفصل الواحد منها عن الآخر، أولها القيادة القادرة على فهم المعنى الحقيقي لمسؤولية الإدارة، والتعامل مع من معه بالعمل، وكذلك المشرف وبقية الموظفين أو اللاعبين في القضايا الرياضية، كالمدرب ومشرف الفريق واللاعبين، وحين يغيب أي دور أو يضعف، فلا شك أن النتائج ستكون غير مبشّرة بالخير، فلا تطوير ولا ارتقاء، بل ولا حتى انتظار للنجاح، الذي تتوق إليه الجماهير المتيمة بهوى الرياضة والمستهيمة بحبها وعشقها.
منذ عقد من الزمان، وربما أكثر، ونحن نبكي حسرة على أوضاعنا الرياضية، خصوصاً الكروية منها، ونجتر القهر والندم على ما آلت إليه منتخباتنا الكروية والرياضية بصورة عامة، ونتذكّر العصر الذهبي لها، الذي مضى مع إداراته ومدربيه ولاعبيه، ونقارن باتحاداتنا ومنتخباتنا الحاضرة، فلا نرى سوى القليل من هذه المقارنة، هذا إن كانت هناك مقارنة بمستوى الأمس عن اليوم.
لدينا اتحاد للقدم على سبيل المثال لا الحصر، وهو الذي تقع عليه مهام تطوير المنتخبات، بتوفير كل متطلبات النجاح، ولا أقول الفشل، ومع كل التقدير له، فإنه وللأسف لا يملك اتخاذ قراراته، وليس له سلطان في إصدارها، ولا في تنفيذها، خصوصاً في اختيار من يستحق تمثيل الكويت في أي منتخب، وفي اختيار الإداريين والمشرفين على هذه المنتخبات، هذا واقع تتلمسه كل جماهير الرياضة، لأن هناك من يفرض عليه طريقة وسبل الاختيار، فلا شأن للمدرب بالاختيار، لأن طبخة اختيار اللاعبين جاهزة حتى قبل وصوله، وما على الاتحاد سوى حاضر يا أفندم.
هناك جهة رياضية واحدة تملك وتفرض ما تريد على الاتحاد، ومع كل الاحترام لكل من يشرف على منتخباتنا الكروية، فإنها لا تملك فلسفة الإدارة والإشراف الناجح والمطلوب مع اللاعبين، لأنها تتعامل معهم من منطلق مصالح الأندية، التي تنتمي إليها، لا مصالح المنتخب الذي تشرف عليه، ولو كان الحال غير ذلك لما سمعنا شكاوى اللاعبين في المنتخبات من الإداريين، ولما عشنا انعكاسات وانتكاسات هذه المنتخبات المتكررة، التي لا تنقصها الأموال بقدر ما ينقصها الإلمام بمعنى الإدارة والإشراف، الذي يدفع اللاعب إلى بذل العطاء والجهد في الملعب، لا التذمر والشكوى من سوء التعامل، وربما حتى التحريض على أنديتهم لمصلحة أندية محددة.. والشاطر يفهم.
حال منتخاباتنا المختلفة ونتائجها المتكررة بالفشل و«الخيبات» المتلاحقة، لا تعطينا الأمل بالنهوض والتطور، ما دامت هذه إداراتها المباشرة، وما دام اختيار اللاعبين يخضع لمقولة «تعال عندي»، أو لن ترى المنتخب وإن كنت فيه، فمكانك كراسي الاحتياط، فهل هكذا كان حال منتخباتنا يوم كانت لدينا منتخبات تهز الارض وتلهب الجماهير؟!
نغزة:
كل إنتاج زراعي لا يعطي ثماره إلا بتوفير كل متطلباته من ماء وأدوية وتربة، وهذا ما ينطبق على بناء منتخب ناجح وحاجته إلى مدرب له كلمته، ولاعبين على مستوى، وإداريين لا يعملون لناديهم ومصلحته على حساب المنتخب.. طال عمرك.
يوسف الشهاب