اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ١ تموز ٢٠٢٥
ريم قاسم -
يلجأ البعض للأكل العاطفي استجابة لمشاعر معينة وليس جوعاً جسدياً، إذ يمنحهم الأكل راحة وهدوءا كما يخفف درجة التوتر لديهم. وللتخلص من هذا الأكل القهري وتغيير بعض العادات السيئة التي تصاحبه، ينصح خبراء وفق تقرير نشرته مجلة Sante باتباع بعض الأساليب بينها الاستماع إلى الجسد وتقبل المشاعر وإعادة النظر في بعض العادات.
وفي ما يلي هذه النصائح التي أوجزها عدد من علماء النفس والأعصاب.
1 - إلغاء الممنوعات وتعزيز الثقة بالنفس
وردت هذه النصيحة على لسان اختصاصية التغذية النفسية والاختصاصية في علم النفس السريري سابرينا جوليان سوارتس، التي تقول: «المنع يولد رغبة في الأكل لأن الدماغ يرغب في استعادة حريته وهذا يُعرف بـ «الرد الفعلي النفسي» وكلما زادت سيطرتنا الذهنية واستراتيجياتنا العقلية، زاد احتمال حدوث نوبات من الشراهة والأكل العاطفي، وتصبح الأزمة أكثر حدة، إذ يجب علينا أن نسمح لأنفسنا بأكل كل شيء من دون قيود، ونعطي أنفسنا حق الاختيار.
وتضيف «نحن نمتلك نظاماً فسيولوجياً فعالاً ينظم الشهية والوزن وأما الأشخاص الذين يعتمدون بشكل مفرط على الأكل العاطفي، فإنهم عادةً لا يشعرون بالجوع أو الشبع، ومع الوقت يتحول الطعام من مصدر للراحة إلى مصدر للقلق والخوف، ويكمن الحل في العودة إلى الانصات لعلامات جسمنا».
2 - إعادة النظر في نمط الحياة بشكل كامل
تشير أستاذة علم النفس المرضي أميلي روجو الى أن التغذية المتوازنة والنوم الجيد والنشاط البدني الكافي، كلها عوامل تساهم في تحسين جودة الحياة، وتساعد على تنظيم العواطف، وعلى إدارة التفكير المفرط وأن تقنيات مثل التأمل و اليوغا وتنظيم نبض القلب تؤدي إلى تنظيم العواطف السلبية، وتساعد الناس على المدى الطويل على التعامل بشكل أفضل مع جميع المواقف التي تُعتبر مصدر توتر وقلق، بشرط أن تتم ممارستها بانتظام.
لا يجب أن نشعر بالذنب أو أن نُقلل من أنفسنا، فذلك يضر بصورة الذات ويزيد من العواطف السلبية. من الجيد أحيانًا أن نأخذ استراحة ممتعة لنفسح المجال للراحة النفسية.
3 - التعاطف مع الذات
عندما تظهر مشاعر معينة، علينا أن نلاحظها ونسميها وفق اختصاصية علم النفس السلوكي فلوريان سافر ثم نقيّمها على مقياس من 0 إلى 10، ما معناها؟ وما الغرض منها؟ فقبول هذه المشاعر يساهم في تقليل التهويل، ويخفف من حدة المشاعر السلبية وتبعاتها كما أن هذا التمرين يساعدنا على التكيّف بشكل أفضل مع الموقف، بدلاً من اللجوء إلى الأكل كوسيلة للهروب أو التهدئة.
وسوء إدارة التوتر والمشاعر السلبية غالبًا ما يشير إلى أننا بحاجة إلى أخذ قسط من الراحة، وعليه من المهم منح أنفسنا فترات راحة منتظمة، كل 90 دقيقة تقريباً، والقيام بأمور تُشعرنا بالراحة مثل الاستماع لمقطوعة موسيقية أو الاتصال بصديق أو المشي أو أخذ قيلولة قصيرة.
4 - التعرف على المحفزات
توضح كاميّ رينغو - وهي طبيبة نفسية متخصصة في اضطرابات السلوك الغذائي - أن علينا التحقق، ويفضَّل أن يكون ذلك بمساعدة اختصاصي تغذية، مما إذا كانت الوجبات التي نتناولها كافية وتغطي جميع الاحتياجات الغذائية. فالنقص في التغذية يمكن أن يؤثر في الحالة النفسية، بل وقد يزيد من حدّة المشاعر ويؤدي إلى سلوكيات قهرية في الأكل.
كما أن الخلاف مع زميل في العمل أو الضغوط المهنية أو حتى جوا متوترا أثناء وجبة عائلية، كلها عوامل يمكن أن تحفز نوبة أكل قهري لذلك من الضروري إعادة بناء علاقتنا مع الطعام بناءً على الإشارات الجسدية، لا على جداول زمنية صارمة.
5 - الاحتفاظ بأطعمة صحية في متناول اليد
للوقاية من الأكل العاطفي تشدد الباحثة في علم الأعصاب أليا سيلاربوكوس على أهمية دعم أفراد العائلة والأصدقاء المتفهّمين، فهذا يعزز نمط حياة أكثر صحة، كما ينبغي علينا الاستعداد من خلال توفير خيارات صحية جاهزة مثل الخضروات النيئة مع صلصات خفيفة أو المكسرات والفواكه.
وتشير الخبيرة إلى أن الجسم في بعض الأحيان، يخلط بين الجوع والحاجة إلى الترطيب، لذا من الأفضل شرب كوب كبير من الماء قبل تناول أي طعام، والانتظار بضع دقائق لمعرفة ما إذا كانت الرغبة لا تزال موجودة.
ولتجنّب الانجراف نحو تناول أطعمة غير صحية، من الأفضل عدم الاحتفاظ بها في المنزل. كما يُنصح بعدم التسوق أثناء الشعور بالتوتر أوالغضب.