اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٤ كانون الأول ٢٠٢٥
من حزام الأمان إلى نظام الحماية الجانبية، ثم الوسائد الهوائية الذكية، تواصل فولفو كتابة فصول جديدة في قصة عنوانها الدائم «الأمان ليس ميزة.. بل هو مبدأ».
في المقال السابق، تحدثنا عن الوسائد الهوائية الجانبية التي شكّلت ثورة في مفهوم الأمان داخل المقصورة. واليوم ننتقل إلى ابتكار آخر من فولفو، ابتكار يهبط من أعلى كستارة نجاة لحماية أغلى ما لدينا «الرأس». إنها الوسائد الهوائية الستائرية، أو كما تُعرف بـ Curtain Airbags، التي قدّمتها فولفو للعالم عام 1998، لتُضيف بُعدًا جديدًا للحماية الجانبية.
بدأت الفكرة من ملاحظة دقيقة، وهي أنه عند وقوع تصادم جانبي، غالبًا ما يتعرض الرأس لخطر شديد بسبب الارتطام بالزجاج أو بالأجسام الخارجية، وهو ما قد يؤدي إلى إصابات قاتلة حتى في الحوادث المتوسطة القوة. ومن هنا، قررت فولفو أن تجعل السقف نفسه جزءًا من منظومة الأمان، لا مجرد غطاء معدني. فعند استشعار الحساسات لأي ميلان أو تسارع جانبي مفاجئ، تنفتح الوسادة الستائرية خلال أجزاء من الثانية، من أعلى السقف نزولًا على كامل جانب المقصورة، لتغطي النوافذ وتحمي رؤوس الركاب من الارتطام أو الزجاج المتطاير. هذه الوسائد لا تعمل كدرع لحظة الاصطدام فقط، بل تبقى منتفخة لثوانٍ بعد الحادث لتوفر حماية إضافية في حال انقلاب المركبة أو وقوع صدمة ثانية.
تتميّز وسائد فولفو الستائرية عن غيرها بأنها تمتد بطول المقصورة كاملة، من المقعد الأمامي حتى الخلفي، لتضمن أن كل راكب - صغيرًا كان أو كبيرًا - تحت مظلة أمان واحدة. وهي ليست مجرد كيس هوائي، بل جزء من نظام متكامل يجمع بين الهيكل المقاوم للصدمات الجانبية ووسائد الهواء الجانبية في المقاعد، لتشكّل طبقات متتابعة من الحماية تعمل بتناغم مذهل.
أما الجانب العبقري في هذا النظام فهو في استجابته الذكية: فبمجرد أن تتنبّه الحساسات لتسارع جانبي أو انقلاب محتمل، تُطلِق وحدة التحكم إشاراتها بسرعة تفوق لمح البصر، فتنفجر الوسائد الستائرية خلال 0.02 ثانية، أي أسرع من رمشة عين الإنسان بست مرات. إنها لحظة لا تُرى، لكنها تصنع الفرق بين الأمان والخطر.
ولأن فلسفة فولفو لا تتوقف عند «إنقاذ الركاب» بل تمتد إلى «الوقاية قبل الخطر»، تم تصميم هذه الوسائد بحيث تفتح حتى في حال الانقلاب وليس فقط في التصادم الجانبي، لتصبح حماية الرأس مستمرة من جميع الاتجاهات. إنها حرفيًا «مظلّة حياة» تهبط من السقف عندما لا تتوقعها، لكنها دائمًا في الوقت المناسب.
في طرق الكويت، حيث تتنوع ظروف القيادة بين السرعة والمفاجآت، تمنح هذه الوسائد الركاب طمأنينة صامتة. فهم لا يشعرون بها أثناء القيادة، لكنها جاهزة دائمًا، تنتظر اللحظة التي لا نريدها لتقوم بما وُجدت من أجله: حماية الإنسان.
وكما فعلت فولفو دائمًا، لم تحتكر هذا الاختراع، بل شاركته مع بقية العالم، لتصبح الوسائد الهوائية الستائرية اليوم معيارًا عالميًا للأمان في كل السيارات الحديثة.
وفي المقال القادم، سنتناول أحد أكثر أنظمة فولفو تميزًا في حماية الإنسان من الإصابات الخفية - نظام الحماية من إصابات الرقبة WHIPS لحماية الرقبة من إصابات الارتداد، ولماذا أصبح المقعد نفسه جزءًا من منظومة الأمان الذكية. وكيف استطاع أن يُغيّر مفهوم الأمان حتى في الحوادث البسيطة التي يظنها البعض غير مؤذية.
مشعل يوسف الصفران


































