«الشيخان 1950 - 1961» يرصد مرحلة مفصلية في حياة الكويت

يتمحور كتاب «الشيخان»، الشيخ عبدالله السالم الصباح، حاكم الكويت الراحل، والشيخ عبدالله المبارك الصباح، نائب حاكم الكويت، منذ عام 1950 حتى 1961، حول شخصيتين وطنيتين، الأول الشيخ عبدالله السالم الحاكم الحادي عشر لإمارة الكويت، والذي تولى الحكم في 25 فبراير 1950، حتى وفاته في 24 نوفمبر 1965، وقد شهد عهده عملية تغير اجتماعي واسعة النطاق، بفعل عائدات النفط، وما أدت إليه من تغيير وجه الحياة في جوانب المجتمع كافة، وهي أيضاً الفترة التي تم فيها وضع القواعد والقوانين والنظم لاستقلال الكويت، وإنهاء معاهدة الحماية البريطانية التي وقعت في عام 1899، وبالفعل ألغيت المعاهدة يوم الاثنين 19 يونيو 1961، وتم إعلان استقلال دولة الكويت، وبهذا استكملت الكويت مقومات استقلالها، وانضمت إلى جامعة الدول العربية في 16 يوليو 1961، وبعدها إلى الأمم المتحدة في 14 مايو 1963، وسائر المنظمات الدولية الأخرى.والثاني هو الشيخ عبدالله المبارك، نائب الحاكم، فكان الرجل الثاني في نظام الحكم، وجاء ترتيبه البروتوكولي مباشرة بعد الأمير، وتولى الرجل أمور الأمن والجيش في البلاد، وأسس مدرسة ونادي الطيران المدني، وكان له الدور الرئيس في بناء القوات المسلحة، وشارك في إنشاء الأندية الرياضية والثقافية وهيئات المجتمع المدني.ربطت بين الرجلين وشائج وعلاقات متنوعة، فمن ناحية، كان الشيخ عبدالله السالم أكبر سناً من الشيخ عبدالله المبارك، فقد كان يكبره بتسعة عشر عاماً، جعلت كلاً منهما ينتمي إلى جيل مغاير، ومن ناحية ثانية كان المبارك وهو أصغر أنجال الشيخ مبارك الكبير، الشقيق الأصغر للسالم والد الشيخ عبدالله، ومن ثم فقد كان عبدالله المبارك عم الشيخ عبدالله السالم. وفي مقدمة الإصدار، تقول مؤلفة الكتاب الشيخة سعاد الصباح: «تستلهم الشعوب من تاريخها عناصر قوتها وإرادتها ووحدتها الوطنية لتحقيق تطلعاتها وأمانيها، ولذلك اهتممت بالكتابة عن الشخصيات التي تركت بصماتها على تاريخ الكويت، فصدر لي خمسة كتب: أولها عن الشيخ عبدالله المبارك الصباح، والثاني عن والده الشيخ مبارك الصباح حاكم الكويت السابع، ثم كتاب عن الشيخ عبدالله بن صباح الصباح الحاكم الخامس للكويت، وفي الرابع تحدثت عن عهد الشيخ محمد بن صباح الصباح الحاكم السادس للكويت، ثم كتاب الكويت في عهدي جابر بن عبدالله الصباح الحاكم الثالث، وصباح بن جابر الصباح الحاكم الرابع، ثم كتاب تأسيس الكويت في عهدي صباح الأول ونجله عبدالله الأول»، ثم هذا الكتاب السابع الذي يحمل عنوان «الشيخان» عبدالله السالم الصباح حاكم الكويت وعبدالله المبارك الصباح نائب حاكم الكويت (1950 - 1961).وتوضح صفحات هذا الكتاب الجهود التي بذلها حاكم الكويت الشيخ عبدالله السالم الصباح ونائبه الشيخ عبدالله المبارك الصباح، في بناء مؤسسات الدولة الحديثة في الخمسينيات وبداية الستينيات من القرن العشرين، بالإضافة إلى تسليط الضوء على بعض الجوانب المهمة من فترة حكم الشيخ أحمد الجابر الصباح، رحمهم الله جميعاً.وأحمد الله أن مكنني من استكمال الكتابة عن تاريخ الكويت منذ مرحلة التأسيس والرعيل الأول من حكامها الذين وضعوا أسس بناء الدولة والمجتمع، إلى مرحلة الاستقلال وبناء الدولة الحديثة.الدراسة والبحث 

يتمحور كتاب «الشيخان»، الشيخ عبدالله السالم الصباح، حاكم الكويت الراحل، والشيخ عبدالله المبارك الصباح، نائب حاكم الكويت، منذ عام 1950 حتى 1961، حول شخصيتين وطنيتين، الأول الشيخ عبدالله السالم الحاكم الحادي عشر لإمارة الكويت، والذي تولى الحكم في 25 فبراير 1950، حتى وفاته في 24 نوفمبر 1965، وقد شهد عهده عملية تغير اجتماعي واسعة النطاق، بفعل عائدات النفط، وما أدت إليه من تغيير وجه الحياة في جوانب المجتمع كافة، وهي أيضاً الفترة التي تم فيها وضع القواعد والقوانين والنظم لاستقلال الكويت، وإنهاء معاهدة الحماية البريطانية التي وقعت في عام 1899، وبالفعل ألغيت المعاهدة يوم الاثنين 19 يونيو 1961، وتم إعلان استقلال دولة الكويت، وبهذا استكملت الكويت مقومات استقلالها، وانضمت إلى جامعة الدول العربية في 16 يوليو 1961، وبعدها إلى الأمم المتحدة في 14 مايو 1963، وسائر المنظمات الدولية الأخرى.

والثاني هو الشيخ عبدالله المبارك، نائب الحاكم، فكان الرجل الثاني في نظام الحكم، وجاء ترتيبه البروتوكولي مباشرة بعد الأمير، وتولى الرجل أمور الأمن والجيش في البلاد، وأسس مدرسة ونادي الطيران المدني، وكان له الدور الرئيس في بناء القوات المسلحة، وشارك في إنشاء الأندية الرياضية والثقافية وهيئات المجتمع المدني.

ربطت بين الرجلين وشائج وعلاقات متنوعة، فمن ناحية، كان الشيخ عبدالله السالم أكبر سناً من الشيخ عبدالله المبارك، فقد كان يكبره بتسعة عشر عاماً، جعلت كلاً منهما ينتمي إلى جيل مغاير، ومن ناحية ثانية كان المبارك وهو أصغر أنجال الشيخ مبارك الكبير، الشقيق الأصغر للسالم والد الشيخ عبدالله، ومن ثم فقد كان عبدالله المبارك عم الشيخ عبدالله السالم.

وفي مقدمة الإصدار، تقول مؤلفة الكتاب الشيخة سعاد الصباح: «تستلهم الشعوب من تاريخها عناصر قوتها وإرادتها ووحدتها الوطنية لتحقيق تطلعاتها وأمانيها، ولذلك اهتممت بالكتابة عن الشخصيات التي تركت بصماتها على تاريخ الكويت، فصدر لي خمسة كتب: أولها عن الشيخ عبدالله المبارك الصباح، والثاني عن والده الشيخ مبارك الصباح حاكم الكويت السابع، ثم كتاب عن الشيخ عبدالله بن صباح الصباح الحاكم الخامس للكويت، وفي الرابع تحدثت عن عهد الشيخ محمد بن صباح الصباح الحاكم السادس للكويت، ثم كتاب الكويت في عهدي جابر بن عبدالله الصباح الحاكم الثالث، وصباح بن جابر الصباح الحاكم الرابع، ثم كتاب تأسيس الكويت في عهدي صباح الأول ونجله عبدالله الأول»، ثم هذا الكتاب السابع الذي يحمل عنوان «الشيخان» عبدالله السالم الصباح حاكم الكويت وعبدالله المبارك الصباح نائب حاكم الكويت (1950 - 1961).

وتوضح صفحات هذا الكتاب الجهود التي بذلها حاكم الكويت الشيخ عبدالله السالم الصباح ونائبه الشيخ عبدالله المبارك الصباح، في بناء مؤسسات الدولة الحديثة في الخمسينيات وبداية الستينيات من القرن العشرين، بالإضافة إلى تسليط الضوء على بعض الجوانب المهمة من فترة حكم الشيخ أحمد الجابر الصباح، رحمهم الله جميعاً.

وأحمد الله أن مكنني من استكمال الكتابة عن تاريخ الكويت منذ مرحلة التأسيس والرعيل الأول من حكامها الذين وضعوا أسس بناء الدولة والمجتمع، إلى مرحلة الاستقلال وبناء الدولة الحديثة.

الدراسة والبحث 

يتناول الكتاب بالدراسة والبحث دور شخصيتين بارزتين في تاريخ الكويت المعاصر عملا معاً في مرحلة حاسمة من مراحل تطورها الاقتصادي والاجتماعي والسياسي. أول هذين الرجلين، الشيخ عبدالله السالم الصباح حاكم الكويت الذي تسلم الحكم في فبراير 1950، والرجل الآخر، هو الشيخ عبدالله المبارك الصباح نائب الحاكم، الذي كان عضد الحاكم وساعده الأيمن في إدارة شؤون الكويت في تلك المرحلة المهمة من تاريخها، وتحديداً ما قبل استقلال دولة الكويت خلال الفترة 1950-1961.

وعن الهدف من الإصدار، تقول المؤلفة: «عندما أتناول في هذا الكتاب شخصيتي عبدالله السالم وعبدالله المبارك، فإن الهدف هو تقديم نموذج للقدوة الاجتماعية والأخلاقية وللتعاون والتآزر في مواجهة التحديات والشدائد، فمثل هذه الشخصيات - في كل المجتمعات - تمثل القدوة التي تتعلم من سيرتها الأجيال التالية، وتتأسى بها، وتستفيد من تجاربها وخبراتها، فالقدوة نموذج يتعلم منه الآخرون، وذلك حسب القول العربي المأثور: تأهل قبل أن تتصدر، بمعنى أنه على المرء أن يدرس ويتعلم ويستفيد ممن سبقوه في أي عمل من الأعمال قبل أن يتصدر».

وتابعت: «لقد تحقق الكثير من الإنجازات في الكويت خلال الفترة محل الدراسة، وكان للشيخين دور بارز فيها، وساهم معهما العديد من الشيوخ ورجالات الدولة وأبناء الكويت الذين أخلصوا لوطنهم وحكامهم، وأداروا شؤون البلاد في سائر المجالات، وسلكوا دروباً لم يكن لبلدنا سابق عهد بها، فالتعاون والتكاتف لإنجاز العمل هما من التقاليد الراسخة في الثقافة الكويتية».

وحول مضمون الإصدار، تقول: «الكتاب لا يتناول دور كل من الشيخين في حد ذاته أو باستقلال عن الآخر، وإنما يركز على نقاط التماس وعلاقات التفاعل بينهما في إدارة شؤون الكويت، فقد عمل الشيخان في مرحلة ليس من المبالغة وصفها بأنها كانت مرحلة مفصلية في حياة الكويت، ففيها تم توظيف عوائد النفط للقيام بطفرة عمرانية غير مسبوقة، وعملية بناء وتعمير واسعة النطاق، لم يكن لها سابقة في العالم، وترتب على هذا التحول تغيرات عميقة في تركيبة السكان والبناء الاجتماعي، ففي حقبة الخمسينيات من القرن العشرين نزحت أعداد متزايدة من العرب والأجانب للعمل في الكويت، وتضاعف عدد المقيمين من مختلف الجنسيات والثقافات».

حول التغيرات التي طرأت خلال هذه المرحلة، تقول المؤلفة: «تم تطوير مؤسسات الدولة الحديثة من دوائر حكومية، وشرطة وقوات مسلحة، وأندية وجمعيات ثقافية، وغيرها من هيئات المجتمع المدني. لقد اتسمت حقبة الخمسينيات على المستوى الداخلي، بحدوث تطورات سريعة أدت إلى تغيير وجه الكويت بأسره وشكل الحياة فيها».

وتابعت: «كما اتسمت على المستوى الإقليمي بحالة من الخلافات بين الدول العربية التي وصلت إلى حد الاستقطاب، كان من مظاهرها قيام حلف بغداد عام 1955، وتأميم شركة قناة السويس عام 1956 وما تبعه من العدوان الثلاثي على مصر في 29 أكتوبر من نفس العام، ثم قيام كل من الجمهورية العربية المتحدة بين مصر وسورية، والاتحاد العربي المعروف إعلامياً باسم الاتحاد الهاشمي بين العراق والأردن في 1958، ثم تدخل الجيش العراقي في نفس العام لإنهاء النظام الملكي وإعلان الجمهورية».

قادة الكويت

واستطردت سعاد الصباح في الحديث عن الأحداث المهمة التي كانت تجري بمختلف دول الوطن العربي، كما شهدت هذه المرحلة أيضاً قيام الثورة المصرية في يوليو 1952، واندلاع الثورة الجزائرية في نوفمبر 1954، واحتدام الصراع بين الحركة الوطنية المغربية والاستعمار الفرنسي، وطرحت هذه الأحداث تأثيراتها على الكويت، وفرضت عليها ضغوطاً بالوقوف مع هذا المعسكر أو ذاك، ولكل ما سبق فإن هذه الحقبة تمثل فترة تاريخية ثرية بأحداثها وتطوراتها، وتجدر العودة إليها والبحث فيها، واستخلاص دروسها وعبرها.

وأضافت: «في هذه الفترة، كان على قادة الكويت توجيه دفة شؤون البلاد بما يحمي مصالح أهلها، وأن يتم استخدام عائدات النفط بما يحقق أمن المجتمع وسلامته، ويضمن الازدهار الاقتصادي والاجتماعي، وكان عليهم أيضاً إدارة علاقات الكويت مع الدول العربية بما يدعم روابطها معها من ناحية، دون الدخول في سياسات المحاور من ناحية ثانية، وبما لا يعطي للإنجليز فرصة التدخل في شؤون الكويت، وبخاصة أنها كانت تحت الحماية البريطانية وفقا لاتفاقية 1899 من ناحية ثالثة، ورغم هذه التحديات قدمت الكويت نموذجاً للاستقرار السياسي والاجتماعي، لذلك وصفها الكتاب والباحثون بمسميات مثل الؤلؤة الخليج، وعروس الخليج، وسويسرا الشرق».

يرصد هذا الكتاب بعض جوانب هذه الملحمة التاريخية، ويسجل بعضاً من الأدوار التي قام بها الشيخان السالم والمبارك في إطار من التكامل والتناغم بين «الحاكم» و«نائب الحاكم».

وتم هذا الرصد والتسجيل من واقع عدد كبير من المصادر والمراجع، شملت الوثائق الكويتية والبريطانية والأميركية، والمجلات والصحف العربية والأجنبية التي صدرت وقتذاك، وذلك بالإضافة إلى الكتب والدراسات المنشورة في الدوريات، ويجد القارئ الكريم ثبتاً لهذه المصادر في قائمة المراجع. إن التاريخ هو ضمير الشعب الباقي على مرور الزمن، وهو الذي يجعل أحداث الماضي حية ونابضة لدى الأجيال المتتالية، فيصبح مصدر قوة وتماسك ومنعة لها.