اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة الجريدة الكويتية
نشر بتاريخ: ١ تشرين الثاني ٢٠٢٥
قال رئيس الوكالة اليابانية للتعاون الدولي «جايكا» د. أكيهيكو تاناكا إنّ مشروع «المتحف المصري الكبير» يجسد إحدى أعمق صور التعاون الثقافي والتقني بين اليابان ومصر، مؤكداً أنّ هذا المشروع لا يمثل مجرد إنجاز عمراني ضخم، بل ثمرة شراكة إنسانية وحضارية قائمة على الثقة والاحترام المتبادل والرؤية المشتركة لحماية التراث الإنساني.وأضاف د. تاناكا لـ«الجريدة»، خلال زيارته إلى مصر لحضور حفل افتتاح المتحف المصري الكبير بحضور ممثل سمو أمير البلاد، رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ أحمد العبدالله، أنّ «المتحف المصري الكبير» بالنسبة لليابان ليس فقط مشروعاً للتمويل أو للبناء، بل نموذج للتكامل بين المعرفة والخبرة اليابانية والرؤية المصرية التي تضع الحفاظ على التراث في قلب التنمية الثقافية والتعليمية، وقد نفذ عبر تعاون يعكس فلسفة «جايكا» بـ «التشارك في الإبداع» وليس مجرد تقديم المساعدة، حيث تتكامل الخبرات والتقنيات اليابانية مع القدرات المصرية المتميزة لبناء مؤسسة عالمية تمثل أيقونة صداقة دائمة بين البلدين.وأوضح أنّ التعاون بين الجانبين لم يقتصر على التمويل الميسر لبناء المتحف، بل شمل أيضاً مشاريع تقنية متعددة في مجالات الترميم والصيانة والتخطيط للعرض المتحفي وإدارة المؤسسات الثقافية، مشيراً إلى أنّ «جايكا» كانت حاضرة منذ المراحل الأولى للمشروع مطلع الألفية الجديدة، حين تقدمت الحكومة المصرية بطلب دعم لإنشاء متحف يليق بعظمة الأهرامات وموقع الجيزة التاريخي، وأنّ الوكالة اليابانية استجابت بتوفير تمويل ضخم في عامي 2006 و2016، إلى جانب تنفيذ برامج تدريبية شاملة للكوادر المصرية العاملة في مركز الترميم التابع للمتحف. وقال إنّ هذا المركز يُعد اليوم من أكبر وأحدث مراكز الترميم في العالم، وإنّ اليابان ساهمت في تطويره عبر تدريب الخبراء المصريين في مصر واليابان على أحدث تقنيات الصيانة والحفاظ على الآثار، وتزويده بأجهزة متقدمة مثل الميكروسكوبات الرقمية وأجهزة الأشعة المحمولة وماسحات ثلاثية الأبعاد، إلى جانب المعدات الميكانيكية الدقيقة لنقل القطع الأثرية بأمان.وأكد أنّ هذا التعاون العميق أتاح الحفاظ على كنوز نادرة، من بينها مقتنيات الملك توت عنخ آمون، كما أثمر عن مشروع فريد لترميم مركب الملك خوفو الثاني، الذي يجري ترميمه بقيادة عالم المصريات الياباني البروفيسور ساكوجي يوشيمورا بعد عقود من التنقيب والعمل الميداني.وأشار رئيس «جايكا» إلى أنّ عدد البرامج التدريبية المنفذة ضمن هذا التعاون بلغ 107 دورات بإجمالي 2250 فرصة تدريبية، استهدفت تطوير قدرات المتخصصين المصريين في علوم الترميم والتحليل والإدارة المتحفية والنقل الآمن للآثار، مؤكداً أنّ هذا التبادل المعرفي أسّس لفهم مشترك بين الجانبين حول مفاهيم الحفاظ الوقائي والتعامل العلمي مع المقتنيات التراثية النادرة.
قال رئيس الوكالة اليابانية للتعاون الدولي «جايكا» د. أكيهيكو تاناكا إنّ مشروع «المتحف المصري الكبير» يجسد إحدى أعمق صور التعاون الثقافي والتقني بين اليابان ومصر، مؤكداً أنّ هذا المشروع لا يمثل مجرد إنجاز عمراني ضخم، بل ثمرة شراكة إنسانية وحضارية قائمة على الثقة والاحترام المتبادل والرؤية المشتركة لحماية التراث الإنساني.
وأضاف د. تاناكا لـ«الجريدة»، خلال زيارته إلى مصر لحضور حفل افتتاح المتحف المصري الكبير بحضور ممثل سمو أمير البلاد، رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ أحمد العبدالله، أنّ «المتحف المصري الكبير» بالنسبة لليابان ليس فقط مشروعاً للتمويل أو للبناء، بل نموذج للتكامل بين المعرفة والخبرة اليابانية والرؤية المصرية التي تضع الحفاظ على التراث في قلب التنمية الثقافية والتعليمية، وقد نفذ عبر تعاون يعكس فلسفة «جايكا» بـ «التشارك في الإبداع» وليس مجرد تقديم المساعدة، حيث تتكامل الخبرات والتقنيات اليابانية مع القدرات المصرية المتميزة لبناء مؤسسة عالمية تمثل أيقونة صداقة دائمة بين البلدين.
وأوضح أنّ التعاون بين الجانبين لم يقتصر على التمويل الميسر لبناء المتحف، بل شمل أيضاً مشاريع تقنية متعددة في مجالات الترميم والصيانة والتخطيط للعرض المتحفي وإدارة المؤسسات الثقافية، مشيراً إلى أنّ «جايكا» كانت حاضرة منذ المراحل الأولى للمشروع مطلع الألفية الجديدة، حين تقدمت الحكومة المصرية بطلب دعم لإنشاء متحف يليق بعظمة الأهرامات وموقع الجيزة التاريخي، وأنّ الوكالة اليابانية استجابت بتوفير تمويل ضخم في عامي 2006 و2016، إلى جانب تنفيذ برامج تدريبية شاملة للكوادر المصرية العاملة في مركز الترميم التابع للمتحف.
وقال إنّ هذا المركز يُعد اليوم من أكبر وأحدث مراكز الترميم في العالم، وإنّ اليابان ساهمت في تطويره عبر تدريب الخبراء المصريين في مصر واليابان على أحدث تقنيات الصيانة والحفاظ على الآثار، وتزويده بأجهزة متقدمة مثل الميكروسكوبات الرقمية وأجهزة الأشعة المحمولة وماسحات ثلاثية الأبعاد، إلى جانب المعدات الميكانيكية الدقيقة لنقل القطع الأثرية بأمان.
وأكد أنّ هذا التعاون العميق أتاح الحفاظ على كنوز نادرة، من بينها مقتنيات الملك توت عنخ آمون، كما أثمر عن مشروع فريد لترميم مركب الملك خوفو الثاني، الذي يجري ترميمه بقيادة عالم المصريات الياباني البروفيسور ساكوجي يوشيمورا بعد عقود من التنقيب والعمل الميداني.
وأشار رئيس «جايكا» إلى أنّ عدد البرامج التدريبية المنفذة ضمن هذا التعاون بلغ 107 دورات بإجمالي 2250 فرصة تدريبية، استهدفت تطوير قدرات المتخصصين المصريين في علوم الترميم والتحليل والإدارة المتحفية والنقل الآمن للآثار، مؤكداً أنّ هذا التبادل المعرفي أسّس لفهم مشترك بين الجانبين حول مفاهيم الحفاظ الوقائي والتعامل العلمي مع المقتنيات التراثية النادرة.
وتابع د. تاناكا أنّ «المتحف المصري الكبير» لم يكن مجرد مبنى عظيم بتصميم عالمي اختير عبر مسابقة رعتها اليونسكو، بل هو منظومة متكاملة تجمع بين البحث العلمي والترميم والتعليم والتدريب، مشيراً إلى أنّ «جايكا» ساهمت في تمويل أنظمة إدارة متحفية ذكية ومتكاملة تضاهي تلك المستخدمة في أكبر المتاحف العالمية، كما ساعدت في تنفيذ التصميم المعماري الذي حاز جائزة التميز في إدارة المشاريع ضمن جوائز FIDIC لعام 2024، وهو إنجاز يعكس جودة التنفيذ وفق أعلى المعايير الدولية.
وأضاف أنّ التعاون المصري الياباني امتد أيضاً إلى ربط المتحف بمشروعات تعليمية وبحثية مثل جامعة «مصر–اليابان للعلوم والتكنولوجيا» التي تقدم برامج متخصصة في علوم التراث، وإلى مشروعات بنية تحتية كبرى مثل الخط الرابع لمترو القاهرة الذي سيسهم في تعزيز وصول الزائرين والسياح إلى المتحف بسهولة، ما يرسّخ مكانته كمركز علمي وثقافي عالمي في المنطقة.
وأكد رئيس «جايكا» أنّ التعاون مع مصر لا ينتهي عند افتتاح المتحف، إذ أطلقت الوكالة مشروعاً جديداً لتطوير قدرات هيئة المتحف المصري الكبير خلال الفترة من مايو 2025 إلى مايو 2028، يتضمن إرسال خبراء يابانيين لتطوير الإدارة والتسويق وتعزيز تجربة الزوار والتعليم المتحفي، إلى جانب التحضير لمشروع آخر سيبدأ في ديسمبر المقبل يهدف إلى تحويل المتحف إلى مركز بحثي عالمي للترميم والعلوم الثقافية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مشيراً إلى أنّ هذه المشاريع تكرس مكانة المتحف كمؤسسة رائدة في مجالات البحث والتدريب وتبادل المعرفة الثقافية في العالم العربي.
وانتقل د. تاناكا للحديث عن التعاون بين اليابان ودول الخليج، مشيراً إلى أنّ العلاقات مع المملكة العربية السعودية تمثل نموذجاً جديداً للتعاون القائم على الشراكة والإبداع المشترك وليس على المساعدات التقليدية.
وقال إنّ «جايكا» طورت مع السعودية خلال السنوات الأخيرة مشروعات تقنية تموَّل من الحكومة السعودية نفسها بينما تقدم الوكالة الخبرة والمعرفة اليابانية، وهو نموذج جديد للتعاون الدولي يعكس التحول من «المعونة» إلى «الشراكة»، ويؤكد الثقة المتبادلة بين الجانبين.
وأضاف أنّ التعاون مع دول الخليج الأخرى لا يقتصر على البرامج الثنائية، بل يمتد إلى مجالات أوسع ترتبط بإعادة الإعمار في مناطق مثل غزة وسورية ولبنان، موضحاً أنّ دول الخليج أصبحت لاعباً أساسياً في جهود التنمية والاستقرار الإقليمي، وأنّ «جايكا» تعمل على بناء مبادرات مشتركة تستفيد من قدرات هذه الدول المالية ومن الخبرة اليابانية في إعادة الإعمار وإدارة المشاريع.
وأوضح رئيس الوكالة اليابانية للتعاون الدولي أنّ التعاون مع دول الخليج يهدف إلى دعم الاستقرار والازدهار في المنطقة من خلال بناء جسور الثقة والشراكة في مواجهة التحديات الإنسانية والتنموية الكبرى، مؤكداً أنّ «جايكا» ترى في هذا التعاون جزءاً من رؤيتها الأشمل لتعزيز السلام والمرونة والتنمية الشاملة في الشرق الأوسط، وأنّها ملتزمة بتعميق هذا التعاون ليصبح نموذجاً للتكامل بين المعرفة اليابانية والطموح العربي في بناء مستقبل أكثر استدامة وتوازناً.
