اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ١٢ حزيران ٢٠٢٥
تناولنا في العدد السابق من المقال آداب المطار، وفي هذا المقال أريد أن ألفت النظر إلى الأمور التي تحدث داخل الطائرة، وتبادر إلى ذهني أمران مهمان: الأول أنني مررت بهذه التجربة وأشاهدها في كل مرة يكون فيها الطفل يبكي بكاء مزعجاً فيغضب وينحرج الوالدان ويقومان بضرب الطفل لإسكاته.. والأمر الآخر الطفل أو الراشد يركل الكرسي بصورة مزعجة ومستفزة غير مراعٍ من حوله أو لا ينتبه الوالدان له.
أما في الأمر الأول فهناك كثير من الإجراءات التي يجب اتخاذها وفق عمر الطفل، ومدة الرحلة، وما المهدئات من الألعاب أو غيرها التي قد تهدئ الطفل وما هي الأعراض التي جعلته يصرخ، وبأدب وذوق يمكن الاعتذار من الموجودين بدل ضرب الطفل، أو حجز مقعد خاص له بمراعاة الآخرين، وليس ما يناسبك من المقعد وأنت تعرف عمر وحالة طفلك وأنت من يحددها إلا إذا كانت هناك ظروف خاصة، وأنا في مقالي أتكلم بصورة عامة.
أما في الأمر الآخر فهو مزعج جداً إذا تكرر، خاصةً إذا كان هناك إهمال من الوالدين أو البالغ نفسه، وتلوح لي هنا أخلاق ديننا العظيم وتربيتنا نحو الآداب ومراعاة الغير وآداب المكان، خصوصاً أن الطيارة ليست خاصة تمتلكها بل تخدم الجميع، ولها آداب تنبع من داخلك لمراعاة البقية.
وهناك نقطة مهمة وهي أن الطفل المدمن إلكترونياً وفي وقت انقطاع النت ماذا يحدث له؟! كل هذا التسلسل نابع من سلسلة منهج تربوي قائم تضعه في أسرتك ليس للأمور المؤقتة التي ينسدل فيها الغطاء بل يبدأ من كونه في البيت والأسرة والمدرسة مراعياً تلك القواعد.
ويمكن أن يكون هناك حوار قبل السفر بسيط وقصير يناسب كل عمر على حدة:
- لماذا نحترم من يجلس بجانبنا؟
- كيف نطلب الخدمة بلُطف؟
- ما العبارات التي يجب أن نستخدمها؟
- ماذا نفعل إن شعرنا بالضيق أو الملل؟
هذا الحوار يُحفّز لديهم حس الوعي الذاتي ويجعلهم أكثر انضباطاً.
لا ننسَ أيضاً وضع أطعمة مناسبة و«سناك» لكل عمر مع «كاشة» تلوين أو كتابة أو حتى تعزيز القراءة والقصص وقت السفر.. فكل هذا يساعد على «ركود» وتهدئة عيالنا، وحتى الاستفادة من الوقت في السفر ولا سيما إذا كانت الرحلة طويلة.
ندى مهلهل المضف