اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٥ حزيران ٢٠٢٥
نور نور الدين -
يبدو أن ما نضعه في أطباقنا يمكن أن يكون مفتاحاً للحفاظ على شباب أذهاننا. فقد كشفت دراسة جديدة عُرضت في مؤتمر التغذية 2025 التابع للجمعية الأمريكية للتغذية أن اعتماد نظام «مايند» (MIND) الغذائي قد يقلل بشكل ملحوظ من خطر الإصابة بالخرف، حتى لو بدأ الشخص في اتباعه في وقت متأخر نسبياً من حياته.
يرتكز نظام «مايند» على دمج بين حمية البحر الأبيض المتوسط ونظام DASH الغذائي، وهو مصمم خصيصاً لحماية الدماغ من التدهور المعرفي المرتبط بالتقدم في السن. يشجع هذا النظام على تناول الخضروات الورقية مثل السبانخ والكرنب، والفواكه الغنية بمضادات الأكسدة مثل التوت، والمكسرات، والبقول، والأسماك، وزيت الزيتون كمصدر أساسي للدهون. في المقابل، يقلل النظام من استهلاك اللحوم الحمراء، الزبد، الجبن، المعجنات، والسكريات.
ما يجعل هذه الدراسة مميزة هو أنها تابعت أكثر من 93 ألف مشارك تتراوح أعمارهم بين 45 و75 عاماً على مدار عشر سنوات. ووجد الباحثون أن أولئك الذين اتبعوا نظام «مايند» بانتظام كانوا أقل عرضة للإصابة بالخرف بنسبة تصل إلى %13 مقارنة بمن لم يتبعوه. والمثير للاهتمام أن التأثير الإيجابي للنظام الغذائي كان واضحاً حتى لدى الأشخاص الذين بدأوا بتطبيقه في منتصف العمر، مما يبعث برسالة مطمئنة وهي: «لم يفت الأوان بعد للبدء في حماية دماغك».
أظهرت النتائج أيضاً تبايناً في مدى الاستفادة من النظام الغذائي بين المجموعات السكانية. فبينما كان التأثير الوقائي قوياً لدى المشاركين من البيض، والأمريكيين من أصل أفريقي، واللاتينيين، بدا أضعف لدى الأمريكيين من أصل آسيوي وسكان هاواي الأصليين. وقد تعود هذه الفروق إلى العادات الغذائية والثقافية المختلفة، إلا أن السبب الدقيق لا يزال بحاجة إلى توضيح.
ويؤكد الباحثون أن هذه النتائج تعزز الفكرة بأن الغذاء ليس مجرد وسيلة للعيش، بل أداة قوية يمكن أن تحمينا من الأمراض المزمنة والمعقدة مثل ألزهايمر. وعلى الرغم من أن الدراسة لم تُنشر بعد، فإنها تضيف إلى الأدلة المتزايدة على أن تحسين النظام الغذائي في أي مرحلة عمرية يمكن أن يصنع فرقاً ملموساً في صحة الدماغ والوقاية من التدهور المعرفي.
وفي زمن تتزايد فيه أعداد المصابين بالخرف حول العالم، يحمل هذا الاكتشاف رسالة أمل بسيطة ومباشرة: «غيّر طبقك، تحمِ ذاكرتك».