المنطقة تقود انتعاش مشاريع الترفيه العالمية

وليد منصور -

تقود منطقة الشرق الأوسط انتعاش مشاريع بناء الترفيه والضيافة العالمية، مدفوعة بأعداد السياح الوافدين اليها التي تجاوزت مستويات ما قبل الوباء بنسبة %22، وفقاً لتقرير صادر عن GlobalData.

من المرجَّح أن يدعم انتعاش قطاع السياحة في مرحلة ما بعد كوفيد، والذي تعتمد عليه العديد من البلدان، الاستثمارات الجديدة في مشاريع بناء الترفيه والضيافة. وفي ظل التوسع في الاستثمار في مشاريع بناء الترفيه والضيافة في الأسواق الرئيسية، فإن خط المشاريع في هذا القطاع كبير وسيوفر فرصاً كبيرة للاستثمار التجاري المربح والتنمية الاقتصادية في المنطقة.

ويشكل قطاع الترفيه مجالا متناميا في صناعة السياحة بالمنطقة، بدءا من متنزهات ألعاب الترفيه والمتنزهات المائية ودور عرض السينما، واماكن الحفلات الموسيقية، وهناك طلب متزايد من السياح على الانشطة الترفيهية في المنطقة. كما ان قطاع التجزئة يعد مساهماً مهماً في نمو السياحة بالمنطقة التي تضم مجموعة كبيرة من مراكز التسوق المميزة حيث يبحث السياح دائماً عن تجارب تسوق فريدة.

ومن المتوقع ان تشهد دول الخليج نموا كبيرا في قطاع السياحة مع طفرة تطوير وبناء فنادق، ومناطق سياحية جاذبة ومبادرات حكومية داعمة للقطاع، حيث إن غالبية دول المنطقة تضخ استثمارات ضخمة في فنادق وأماكن ترفيهية جديدة لتحويل المنطقة الى وجهة سياحية عالمية المستوى، ويتم تصميم مشاريع سياحية وترفيهية ضخمة لجذب مزيد من السياح وتقديم تجارب مذهلة، وتسجيل نمو اقتصادي كبير وخلق فرص عمل في المنطقة.

انتعاش السياحة

وفقاً لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، تم تسجيل حوالي 1.2 مليار سائح دولي في جميع أنحاء العالم في عام 2023، بزيادة قدرها %34 مقارنة بعام 2022، نقلاً عن «ميد».

وانتعشت السياحة الدولية إلى %88 من مستويات ما قبل الجائحة في عام 2023، مدعومة بالطلب القوي المكبوت.

وبعد التعافي القوي في عام 2023، تسير السياحة الدولية على المسار الصحيح، حيث من المتوقع أن تتجاوز مستويات السياحة الدولية أرقام ما قبل الوباء في عام 2024.

وتبلغ القيمة الإجمالية لمشاريع بناء الترفيه والضيافة في جميع أنحاء العالم 1.85 تريليون دولار قيد التنفيذ، بزيادة هامشية من 1.84 تريليون دولار في الربع الرابع من عام 2023. ويشمل ذلك مشاريع الفنادق والمنتجعات، بالإضافة إلى التطورات المتعددة الاستخدامات التي تشمل المرافق الترفيهية الكبيرة.

مستقبل ما بعد النفط

في وقت تعافت أوروبا، أكبر منطقة مقصد في العالم، إلى %94 من مستويات ما قبل الجائحة، بدعم من الطلب القوي داخل المنطقة، تسعى السعودية إلى جذب ما يصل إلى 80 مليار دولار من الاستثمارات الخاصة في صناعة السياحة، حيث تتطلع المملكة إلى تقاسم العبء المالي لخططها لتصبح واحدة من الوجهات الأكثر زيارة في العالم، وفق ما ذكرت بلومبيرغ.

وقال وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب: «أريد أن يمثل القطاع الخاص غالبية الاستثمار»، مضيفاً أن الهدف هو جمع 60 مليار دولار إلى 80 مليار دولار بحلول عام 2030.

وتخطط الحكومة السعودية لإنفاق نحو 800 مليار دولار على السياحة على مدى العقد المقبل في الوقت الذي تستعد فيه السعودية لمستقبل ما بعد النفط الذي يتضمن أن تصبح مركزاً رئيسياً لكل شيء من استخراج المعادن إلى الأحداث الرياضية. والهدف هو جذب 150 مليون سائح سنوياً بحلول عام 2030، منهم حوالي 70 مليوناً قادمين من الخارج.

وقال جيمس ريف، كبير الاقتصاديين في شركة جدوى للاستثمار: «في حين أن المملكة وصندوق ثروتها السيادية كانا بمنزلة شريان الحياة النقدي لتنمية السياحة حتى الآن، فإن الحصول على الاستثمار الأجنبي المباشر - وخاصة من القطاع الخاص - سيكون أمراً بالغ الأهمية للخط الزمني لرؤية 2030 مع تكثيف المشاريع الضخمة وتزايد احتياجات الإنفاق».

28 مليار دولار خدمات الطيران في المنطقة

توقعت شركة إيرباص أن تتضاعف قيمة سوق خدمات الطيران في الشرق الأوسط بحلول عام 2042، لترتفع قيمة السوق من 12 مليار دولار حالياً إلى 28 مليار دولار بمعدل نمو سنوي متوسط يبلغ %4.4. كما سيتجاوز التوسع الإقليمي للسوق متوسط النمو العالمي البالغ %3.6. وتضم منطقة الشرق الأوسط خمساً من أكبر مدن الطيران في العالم، والتي تقدم خدماتها لأكثر من 10 آلاف مسافر لمسافات طويلة يومياً.

كما وتتوقع إيرباص تسليم 3120 طائرة تجارية وشحن جديدة على مدار الأعوام العشرين القادمة. ونظراً لتنامي حركة الملاحة الجوية بشكلٍ سنوي والتوقعات بأن تزداد بنسبة %4.6 في الشرق الأوسط، إلى جانب تنامي الحاجة إلى طائرات أكثر اتصالاً ورقمنة، سينعكس نمو مستويات الطلب على الخدمات.

الحركة الجوية

من جانب آخر، كشفت الهيئة العامة للطيران المدني في الإمارات أن الحركة الجوية سجلت نمواً بمعدل %14 خلال فبراير، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023، مشيرة إلى أن عام 2023 شهد زيادة كبيرة في الحركة الجوية بنسبة قاربت %19 مقارنة بالعام 2022.

وقال مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني في الإمارات سيف السويدي إن الإمارات الأولى على مستوى العالم في مؤشرات السلامة منذ أكثر من 7 سنوات، مشيراً الى أنها من الدول الرائدة في قطاع الطيران على مستوى المنطقة والعالم، وهي لاعب كبير ومؤثر في ما يخص صناعة القرارات بالنسبة للطيران المدني.

إقبال واسع

هناك عدة عوامل تدعم اقبال السياح الى المنطقة، مثل تمتع دول الخليج بمجموعة واسعة من مراكز التسوق والمطاعم الفاخرة، كما يوجد فيها عدة اماكن لتناول الطعام في الهواء الطلق، اضافة الى ان مناخ منطقة الخليج الدافئ والطبيعة بما فيها الشواطئ والحدائق والصحارى تجعل المنطقة وجهة مفضلة للباحثين عن دفء الشمس والرياضة والمغامرة.