اخبار الإمارات
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ١٠ أيلول ٢٠٢٤
طه العاني - الخليج أونلاين
أين تقع محطة 'براكة' النووية الإماراتية؟
في منطقة الظفرة.
كم تبلغ القدرة الكهربائية التي تنتجها 'براكة'؟
40 تيراواط/ساعة سنوياً.
مع تسارع العالم نحو استخدام مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة، تسعى العديد من الدول إلى تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتقليل الانبعاثات الكربونية.
وفي هذا السياق، قامت دولة الإمارات العربية المتحدة بتحقيق إنجاز كبير بتشغيلها لمحطات 'براكة' النووية، وهو ما جعلها أول دولة عربية وخليجية تدخل مجال الطاقة النووية السلمية.
إنجاز تاريخي
سجلت الإمارات إنجازاً تاريخياً مع دخول المحطة الرابعة من محطات 'براكة' للطاقة النووية حيز التشغيل التجاري، لتصبح هذه المرة الأولى التي تعمل فيها جميع المحطات الأربع بكامل طاقتها.
ومع تحقيق هذا الإنجاز أصبحت الإمارات أول دولة عربية، وإحدى الدول القليلة عالمياً، التي تمكنت من تطوير محطات للطاقة النووية لتوليد الكهرباء بطريقة آمنة وموثوقة وصديقة للبيئة.
وتقع المحطة في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي، على بُعد نحو 53 كيلومتراً جنوب غرب مدينة الرويس، وتطل على سواحل الخليج، حسب ما ورد في موقع 'مؤسسة الإمارات للطاقة النووية'.
تم اختيار موقع محطة براكة -بحسب المؤسسة- بعد دراسة دقيقة شملت عدة عوامل رئيسية، من بينها التاريخ الزلزالي للمنطقة، والمسافة التي تفصل الموقع عن المراكز السكنية الكبرى، بالإضافة إلى قربه من مصادر المياه، وشبكات الكهرباء، والبنية التحتية للنقل والصناعة.
وتتكون محطة براكة من أربعة مفاعلات نووية من طراز 'APR1400'، وهي تقنية حديثة مصممة لتعزيز الأمان والكفاءة في توليد الطاقة، وهو ما يساهم في تنويع مصادر الطاقة وتقليل الاعتماد على الوسائل التقليدية.
بدوره أكد الرئيس الإماراتي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عزم بلاده على المضي قدماً في رحلتها نحو تحقيق هدف الحياد المناخي.
وقال الرئيس الإماراتي، في حسابه على منصة 'إكس': 'مع بدء العمليات التشغيلية في المحطة الرابعة من محطات براكة للطاقة النووية، تخطو الإمارات خطوة مهمة أخرى في رحلتها نحو تحقيق هدف الحياد المناخي، وسنواصل إعطاء الأولوية لأمن الطاقة واستدامتها لما فيه خير الإمارات وشعبها حاضراً ومستقبلاً'.
وبدأت المحطة الأولى من 'براكة' عملياتها التجارية في أبريل 2021، تلتها المحطة الثانية التي بدأت في مارس 2022، أما الوحدة الثالثة فقد تم ربطها بالشبكة الكهربائية في أكتوبر 2022، وبدأت عملياتها التجارية في فبراير 2023.
وكشفت وزارة خارجية الهند، في 9 سبتمبر، عن توقيع مؤسسة الإمارات للطاقة النووية ومؤسسة الطاقة النووية الهندية، مذكرة تفاهم حول صيانة وتشغيل محطة 'براكة'.
ريادة إماراتية
ويقول أستاذ السياسة الاستراتيجية المساعد الدكتور قحطان الخفاجي، إن تشغيل الإمارات لمحطة طاقة نووية من الطاقات النظيفة المتقدمة تعدّ حالة علمية متقدمة، مقارنة مع دول المنطقة المجاورة، مما يجعلها رائدة في هذا المجال.
ويضيف لـ'الخليج أونلاين' أن لهذا المشروع تأثيراً إيجابياً، 'في كون الإمارات نموذج متقدم للتقنية، وقد تستعين الدول المجاورة بالقدرات في هذا الشأن، مما يعطي الإمارات مكانة إقليمية أكبر'.
وبين الخفاجي أن 'قوة الإمارات بتقنية الطاقة النظيفة والسعي إلى متابعة عجلة التطور الصناعي العالمي يجعلها رائدة، ومن هنا يكون لها الموقع والقوة التأثيرية الأكبر'.
وحول التخوف من أضرار المشروع على البيئة، يعتقد أن هذا التخوف 'قد تلاشى كثيراً، سيما أن المخلفات الطبيعية للطاقة النووية هي أقل بكثير مقارنة مع المخلفات السيئة لعناصر الطاقة الأخرى، لذا المشروع لن يؤثر على البيئة'.
ويؤكد أستاذ السياسة الاستراتيجية بأنه لا توجد مخاوف بيئية جادة أو محتملة لاستخدام الإمارات الطاقة النووية؛ 'وذلك لأن إجراءات حماية الطاقة النووية واحتوائها أصبح متطوراً قياساً بالعقود السابقة'.
ويرى أن نجاح الإمارات في استخدام الطاقة النووية لإنتاج الطاقة النظيفة سيكون محفزاً لدول المنطقة العربية وغير العربية، إلى إنتاج هذا النوع من الطاقة، بعد نجاح التجربة ولمس الفائدة.
ولفت الخفاجي إلى أن دول السعودية وقطر قد تكون هي الأكثر احتمالاً في التوجه إلى هذا المجال، واستخدام الطاقة النووية النظيفة في بلدانهم على غرار الإمارات.
أهمية كبرى
أصبحت محطات 'براكة' الأربع تُنتج الآن 40 تيراواط/ساعة من الكهرباء سنوياً، وهو ما يغطي قرابة 25% من احتياجات الإمارات من الطاقة الكهربائية بدون انبعاثات كربونية، ما يعادل توفير الطاقة اللازمة لـ 16 مليون سيارة كهربائية.
وتسهم هذه المحطات بشكل كبير في تقليل البصمة الكربونية في الإمارات والمنطقة، حيث تُقلل من 22.4 مليون طن من انبعاثات الكربون سنوياً، وهو ما يعادل إزالة نحو 4.6 ملايين سيارة من الطرقات كل عام.
إلى جانب ذلك، توفر محطات 'براكة' فوائد اقتصادية متعددة، حيث أدى دورها الرئيسي في مزيج الطاقة في أبوظبي إلى تقليل استهلاك الغاز الطبيعي لتوليد الكهرباء إلى أدنى مستوياته خلال 13 عاماً رغم تزايد الطلب.
كما تسهم المحطات بشكل حيوي في دعم الشركات الإماراتية بتقليل بصمتها الكربونية، حيث تنتج 'براكة' 85% من الكهرباء المستخدمة في برنامج شهادات الطاقة النظيفة التابع لـ'شركة الإمارات للمياه والكهرباء'.
وساهم أكثر من 2000 كفاءة إماراتية في تطوير محطات 'براكة' حتى الآن، إلى جانب منح عقود للشركات المحلية بقيمة تتجاوز 22.5 مليار درهم (6.7 مليارات دولار)، مما ساهم في تعزيز القيمة المحلية المضافة.
ويأتي التشغيل التجاري للمحطات الأربع، في ظل تزايد الوعي العالمي بأهمية الطاقة النووية في تقليل الانبعاثات الكربونية وتحقيق الحياد المناخي.
وتوقعت وكالة الطاقة الدولية زيادة الطلب العالمي على الكهرباء بنسبة 3.4% سنوياً حتى عام 2026، ويعزز هذا الإعلان من مكانة الإمارات في جهود مضاعفة الطاقة النووية ثلاث مرات عالمياً.