اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ١٥ كانون الثاني ٢٠٢٥
تُستخدم زيوت البذور، مثل زيت الكانولا وزيت عباد الشمس، بشكل شائع في الأطعمة المصنعة، إلا أن بعض المؤثرين في مجال الصحة يؤكدون على أهمية تجنب زيوت البذور، مدعين أن أحماض أوميغا 6 الدهنية الموجودة في هذه الزيوت سامة ومسببة للالتهابات.
وهذا هو السبب في ظهور موجة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تدعو إلى مقاطعة زيوت البذور. وتشمل هذه المجموعة: زيت الكانولا والذرة وفول الصويا وعباد الشمس وبذور القطن والقرطم والعنب ونخالة الأرز. وبينما يشجع مؤثرو السوشيال ميديا متابعيهم على تجنب أي منتج يحتوي على هذه الزيوت، فإن الكثيرين يجدون أنه من الصعب تجنب زيوت البذور. حيث تنتشر هذه الزيوت في معظم الأطعمة الجاهزة والمصنعة، التي تشكل %60 من النظام الغذائي الأمريكي. خاصة في الخبز والبيتزا والبرغر ورقائق البطاطس والفشار، وغيرها.
وفي المقابل، يروج المؤثرون لفوائد العودة إلى الزيوت الطبيعية، مثل شحم البقر والدهون الحيوانية. ووفقاً للقاء نشره موقع Verywell مع جودي دي سايمون، اختصاصية التغذية في المركز الطبي بجامعة واشنطن، فإنه بالإضافة إلى احتوائها على زيوت معالجة، تكون العديد من الأطعمة المصنعة وشديدة المعالجة فقيرة بالعناصر الغذائية أيضاً. وقالت: «لكن، حتى لو كنت تتجنب الوجبات السريعة تماماً، فمن الصعب جداً تجنب زيوت البذور. ويظل السؤال الأهم: هل علينا فعلاً تجنب زيوت البذور للحفاظ على الصحة؟».
◄ فوائدها الصحية
تحتوي الدهون والزيوت الغذائية على مزيج من الدهون الصحية غير المشبعة المتعددة والأحادية (تحتوي على أوميغا 3 وأوميغا 6) والدهون المشبعة الأقل صحة. وبينما تحتوي الأسماك الدهنية على المزيد من أحماض أوميغا 3 الدهنية، تحتوي زيوت البذور على المزيد من أحماض أوميغا 6 الدهنية.
وتوصي الإرشادات الغذائية الأمريكية بتقليل الدهون المشبعة لمصلحة الدهون غير المشبعة. كما توصي جمعية القلب الأمريكية بتناول الدهون غير المشبعة، مثل تلك الموجودة في زيوت البذور والمكسرات بدلاً من الدهون المشبعة أو المتحولة (الترانز فات).
وتشرح الاختصاصية سيمون قائلة: «أظهرت الأبحاث على مر السنين أن استهلاك الدهون غير المشبعة يرتبط بانخفاض خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان، وبالتالي لها فوائد صحية إيجابية. وعلى عكس الادعاءات على وسائل التواصل الاجتماعي، أظهرت الدراسات أن تناول حمض اللينوليك (يحتوي على أوميغا 6 الأساسي في زيت البذور) لا يزيد من علامات الالتهاب في الدم، بل قد يساعد حمض اللينوليك على خفض خطر الإصابة بأمراض القلب.
◄ أكسدة الأحماض الدهنية
ووفقاً للدكتورة جريس ديروشا، اختصاصية التغذية المتحدثة باسم أكاديمية التغذية: «غالباً ما تتم المبالغة في المخاوف بشأن زيوت البذور بسبب الزعم بأن أوميغا 6 تسبب الالتهابات من دون أن يدعم ذلك بأدلة عملية موثقة.
إلا أن الأكسدة هي سبب آخر يدفع بعض الأشخاص إلى تجنب زيوت البذور، حيث يمكن للحرارة والضوء أن يتسببا في أكسدة الأحماض الدهنية غير المشبعة.
ويعرف أن الأحماض الدهنية غير المشبعة، خاصة حمض اللينوليك، تتأكسد بشكل أسرع من الدهون المشبعة، ما يساهم في توليد مواد مؤكسدة تشكل ضرراً محتملاً. ولكن يمكن التخفيف من هذا الخطر باستخدام طرق طهي أكثر أماناً، مثل القلي على نار معتدلة، وتجنب القلي لفترة طويلة، وتخزين الزيوت بشكل صحيح».
◄ علاقتها بزيادة الوزن
توفر زيوت البذور، مثل جميع الدهون، 9 سعرات حرارية لكل غرام، بينما توفر مصادر البروتين والكربوهيدرات 4 سعرات حرارية لكل غرام.
وتقول د.ديروشا: «الإفراط في استهلاك الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية، بما في ذلك تلك التي تحتوي على زيوت البذور، يمكن أن يساهم في زيادة السعرات الحرارية، وبالتالي زيادة الوزن.
وبما أن الإفراط في تناول الطعام هو السبب في زيادة الوزن، لذا لا يوجد دليل يدعم إلقاء اللوم على زيوت البذور لوحدها في قضية انتشار زيادة الوزن والسمنة.
والانتقادات الموجهة إلى زيوت البذور تنبع من استخدامها على نطاق واسع في الأطعمة شديدة المعالجة، مثل الوجبات المقلية والمخبوزة، والوجبات السريعة، وجميعها يحتوي على كمية كبيرة من السعرات الحرارية، ومنخفضة العناصر الغذائية، ويسهل الإفراط في تناولها.
وبالتالي فإن النمط الغذائي العام هو المسؤول عن زيادة الوزن والسمنة، وليس وجود زيوت البذور في الطعام».
◄ هل شحم البقر أكثر صحة؟
شحم البقر هو نوع من الدهون المذابة المصنوعة من الأنسجة الدهنية من الأبقار. ويحتوي في الغالب على أحماض دهنية مشبعة وأحادية غير مشبعة وكمية صغيرة من الدهون المتعددة غير المشبعة. في المقابل، تحتوي زيوت البذور على كمية قليلة من الدهون المشبعة. فملعقة كبيرة من زيت عباد الشمس تحتوي على 1.36 غرام من الدهون المشبعة، بينما تحتوي الملعقة من شحم البقر على أكثر من 6 غرامات من الدهون المشبعة. بعبارة أخرى، فإن 3 ملاعق كبيرة من شحم البقر ستصل تقريباً إلى 20 غراماً من الدهون المشبعة.
وبالرغم من أن الأبحاث أظهرت أن الدهون غير المشبعة مفيدة وقد تدعم صحة القلب عند استهلاكها باعتدال، توصي جمعية القلب الأمريكية بتقنين تناول الدهون المشبعة اليومية إلى ما لا يزيد على 13 غراماً في اليوم.
وقالت د.ديروشا: «الشحم أكثر استقراراً في الحرارة بسبب محتواه العالي من الدهون المشبعة، التي تقاوم الأكسدة أثناء القلي. وفي حين أن الأكسدة أقل مشكلة، فمحتوى الدهون المشبعة الأعلى قد لا يتوافق مع إرشادات صحة القلب إذا تم استهلاكه بكميات كبيرة. ولدى الأشخاص الذين يريدون تجنب زيوت البذور خيارات أخرى، مثل زيت الزيتون والأفوكادو وزيت الفول السوداني، التي تحتوي على نسبة أعلى من الدهون الأحادية غير المشبعة، ولكنها غالباً ما تكون أكثر تكلفة من زيوت البذور».
والنصيحة الأساسية، هي: «بدلاً من التوقف عن تناول زيوت البذور بالكامل، ينصح بالتركيز على اتباع نظام غذائي متوازن يقل فيه تناول الأطعمة المعالجة ويكثر فيه تناول الأغذية الطبيعية عموما».