«قُمرة».. نص فلسفي يبحث عن «شعلة نور»!

مفرح الشمري

يواصل مهرجان أيام المسرح للشباب بدورته الـ 16 عروضه المسرحية على خشبة مسرح الدسمة بحضور شبابي من مختلف الأعمار، حيث قدمت فرقة ترند برودكشن عرضها المسرحي «قمرة»، وهو من إخراج هاني الهزاع وتأليف عبدالرزاق بهبهاني، وتمثيل عبدالله البلوشي وعبدالرحمن الفهد وميثم الحسيني وعلى المهيني ومهدي دشتي وحمد عبدالرزاق وإشراف عام بدر الشعيبي. تجربة هاني الهزاع كمخرج في هذا النص المسرحي الفلسفي «استفزت» الكثير من الحضور في قاعة العرض لأنها حملت بين طياتها الكثير من الوجع والألم لمن في قلبه خطايا كثيرة ولا يعرف التخلص منها ولا يريد الاعتراف بها ومع مرور الوقت ثقلت عليه ويريد الخلاص منها بسبب «قمرة» أي «غرفة» في قلبه كشفت زوايا معتمة في نفسه لعلها تستطيع ان تطهره من تلك الخطايا.

شخصيات العرض وأنت تتابعها تشعرك بضيق كبير، وربما ضيق مقصود أراد المخرج وصوله إلى المتلقي ليشعر بمدى خطايا أبطال عرضه والذي أبرزهم القسيس مالكوم (عبدالله البلوشي)، الذي يخلص الناس من آلامهم بينما يواجه ذكريات أليمة ومن بعده يأتي إبراهام (حمد عبدالرزاق) الذي قام بتزويج ابنته القاصر بدافع الطمع، أما القسيس أنيماس (عبدالرحمن الفهد) فهو ضمير يحاسب بعد أي عملية قتل يقررها، وتتوالى بعد ذلك الشخصيات كالمتشائم (علي المهيني) الذي يحذر من الكوارث القادمة، وجيكوب (مهدي دشتي) الذي يعترف بخيانته الزوجية، وديفيد (ميثم الحسيني) الذي يتحول من ضحية إلى قاتل، وذلك بعد اعترافه لـ «القسيس».

وعلى الرغم من تكرار المشاهد في «المعبد» و«اعترافات المذنبين» للقسيس فإن هذا الأمر تقبله الحضور للحلول الإخراجية التي قدمها هاني الهزاع في عرضه حين يتحول الديكور الذي صممته فاطمة العازمي إلى معبد، كرسي اعتراف، سيارة، سجن، منزل، ومحطة قطار، مشنقة حتى يعيش المتلقي كل القصص التي تروى على الخشبة وهي حيلة نجح فيها الهزاع للقضاء على تكرار مشاهد الاعترافات.

الأزياء والموسيقى والمكياج والمؤثرات الصوتية ترجمت لدى المتلقي المشاعر الداخلية للشخصيات وعززت لديه أجواء العرض السوداوية التي كانت نهايته بحاجة إلى «قمرة» وشعلة نور للعيش من غير خطايا!

«السينما للأفلام القصيرة» في يناير

أكد المنسق العام لأكاديمية الفنون والإعلام فهد الفهد أن الأكاديمية تستعد لإطلاق مهرجان السينما للأفلام القصيرة في يناير المقبل، مشيرا إلى أن باب المشاركة سيفتح قريبا أمام الشباب من مختلف التخصصات المهتمة بصناعة الفيلم القصير.

وجاء إعلان الفهد خلال جلسة حوارية نظمها المركز الإعلامي لمهرجان أيام المسرح للشباب في دورته السادسة عشرة، وأدارها الزميل خالد الراشد وسلط الضوء فيها على دور الأكاديمية في رعاية المواهب وتنمية قدرات الشباب في مجالات الإعلام والفنون التطبيقية.

الهزاع: شكراً لـ «مسرح الشباب»

بعد نهاية العرض المسرحي، عقدت ندوة تطبيقية للعرض المسرحي «قمرة» في قاعة الندوات أدراتها المذيعة إسراء جوهر بحضور مخرج العرض هاني الهزاع الذي وجه شكره وتقديره لمهرجان «أيام المسرح للشباب» لإتاحة هذه الفرصة له للمشاركة للمرة الثانية، مؤكدا أن أولى تجاربه في هذا المهرجان كانت في سن الـ 15، أي قبل 15 عاما.

كما أشاد الهزاع بفرقة «ترند برودكشن»، موضحا أنه تعاون مع العديد من الفرق المسرحية، غير أن هذه الفرقة قدمت له كل ضروب الدعم وأتاحت له الإمكانات التي يحتاج إليها، معبرا عن فخره واعتزازه بفريق العمل كافة ولأساتذته في المعهد العالي للفنون المسرحية.