فاعل مجهول يجر مجمع اللغة العربية إلى محنة رقمية!

تعرَّضت الصفحة الرسمية لمجمع اللغة العربية بالقاهرة على منصة فيسبوك– غير موثقة بالعلامة الزرقاء- لاختراق إلكتروني خطير نفَّذه فاعل مجهول، مما أثار أزمة رقمية لهيئة علمية عريقة تكرِّس جهودها تاريخياً للحفاظ على لغة الضاد، إذ نشر المُخترق صوراً إباحية لفتيات أجنبيات عبر خاصية «الاستوري»، في واقعة صادمة أثارت استياءً واسعاً، ووُصفت في الأوساط الثقافية المصرية بأنها انتهاك صارخ لحُرمة المؤسسة، التي تضم صفوة العلماء والباحثين في العالم العربي.بدلاً من قواعد النحو والإعراب والمفردات والتراكيب الجديدة التي يتولى بحثها وإقرارها، فوجئ متابعو الصفحة الرسمية لمجمع اللغة العربية، الذين يتجاوز عددهم 222 ألف متابع، قبل أيام، بوجود كم كبير من الصور لفتيات آسيويات في أوضاعٍ مخلة، عبر خاصية «الاستوري»، وبدأوا ينبهون المسؤولين عن إدارة الصفحة بهذه المشكلة عبر التعليقات على المنشورات وعبر رسائل الصفحة.

تعرَّضت الصفحة الرسمية لمجمع اللغة العربية بالقاهرة على منصة فيسبوك– غير موثقة بالعلامة الزرقاء- لاختراق إلكتروني خطير نفَّذه فاعل مجهول، مما أثار أزمة رقمية لهيئة علمية عريقة تكرِّس جهودها تاريخياً للحفاظ على لغة الضاد، إذ نشر المُخترق صوراً إباحية لفتيات أجنبيات عبر خاصية «الاستوري»، في واقعة صادمة أثارت استياءً واسعاً، ووُصفت في الأوساط الثقافية المصرية بأنها انتهاك صارخ لحُرمة المؤسسة، التي تضم صفوة العلماء والباحثين في العالم العربي.

بدلاً من قواعد النحو والإعراب والمفردات والتراكيب الجديدة التي يتولى بحثها وإقرارها، فوجئ متابعو الصفحة الرسمية لمجمع اللغة العربية، الذين يتجاوز عددهم 222 ألف متابع، قبل أيام، بوجود كم كبير من الصور لفتيات آسيويات في أوضاعٍ مخلة، عبر خاصية «الاستوري»، وبدأوا ينبهون المسؤولين عن إدارة الصفحة بهذه المشكلة عبر التعليقات على المنشورات وعبر رسائل الصفحة.

وحين علمت إدارة المجمع، المعروف أيضاً ب «مجمع الخالدين»، بتلك المحنة، بدأت على الفور التعامل مع الأزمة، وأكد الأمين العام للمجمع، د. عبدالحميد مدكور، أن المؤسسة تتخذ الإجراءات العاجلة لوقف ما وصفه ب «المهزلة»، لافتاً إلى تقديم بلاغٍ رسمي إلى مباحث الإنترنت بمديرية أمن القاهرة للتحقيق في الواقعة، وملاحقة مرتكبيها قانونياً. وأعرب عن استغرابه من دوافع استهداف هذا الكيان العريق الذي يعمل منذ تأسيسه عام 1932 على الحفاظ على سلامة اللغة العربية وتطويرها.

وتحمل هذه الواقعة، أو بالأحرى «المحنة الرقمية»، كما وصفها الكثير من المثقفين والمهتمين باللغة العربية، مفارقة كبيرة، فالمجمع، الذي يسعى بخُطى حثيثة نحو التحوُّل الرقمي ومواكبة تقنيات العصر، وجد نفسه فجأة ضحية لعملية اختراق تتعارض مع مسيرته التطويرية. وكان المؤتمر السنوي الحادي والتسعون للمجمع في مايو الماضي بعنوان «إثراء اللغة العربية: الوسائل والغايات» خصص مساحة كبيرة لتقنيات الذكاء الاصطناعي، وشكَّل لجنة خاصة للغة العربية والذكاء الاصطناعي برئاسة عالم الحاسبات د. محمد طلبة.

مباحث الإنترنت

من جانبه، أوضح المسؤول الإعلامي للمجمع د. مصطفى عبدالمولى، أن الفريق المُشرف على الصفحة- المكوَّن من شخصين فقط- اكتشف الواقعة، وبادر على الفور بالتوجه إلى مباحث الإنترنت لتحرير محضر بالواقعة واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

وأشار عبدالمولى إلى مفارقة أمنية غريبة، حيث تم الاختراق رغم تفعيل إجراءات الحماية الأساسية التي توفرها المنصة، مثل ربط الصفحة برقم الهاتف، من دون أن يُصاحب ذلك أي إشعارات أو رسائل تنبيهية على الهاتف المسجَّل. كما أعلن خطة مستقبلية لتأمين الحسابات الرقمية بالتعاون مع شركات متخصصة في الأمن السيبراني.

ووجَّه المسؤول الإعلامي اعتذاراً لمتابعي الصفحة، مؤكداً أن الصفحة لا تنشر سوى المحتوى الأكاديمي الرصين، وأن مثل هذه الحوادث- رغم بشاعتها- طالت العديد من المؤسسات الكبرى عالميًا. وأعرب عن ثقته بإدراك المتابعين لطبيعة الاستهداف الذي يتعرَّض له المجمع، مع التأكيد على أن هذه الحادثة لن تقوض مكانة المجمع العلمية، أو تعوق مسيرته في الحفاظ على اللغة العربية وتطويرها.

وأكد عزم المجمع مواصلة رسالته الثقافية والعلمية، وأن هذه الحادثة الطارئة ستدفعه إلى تعزيز إجراءات الأمن الرقمي لحساباته، والعمل بكل قوة على استرداد الصفحة والحفاظ عليها، لافتاً إلى أن مكانة المجمع كأهم مؤسسة لغوية في العالم العربي ستظل راسخة رغم كل التحديات.

وبعد يومٍ واحد من هذه الواقعة المؤسفة، أعلن مجمع اللغة العربية نجاحه في استعادة صفحته الرسمية على «فيسبوك» بعد اختراقها والاستيلاء عليها. وكتب المجمع على الصفحة بعد استعادتها: «تمكنَّا بفضل الله من استعادة الصفحة، بعد يومٍ طويل من العمل الدؤوب، ولا يسعنا إلا أن نقدم الشكر لكل مَنْ ساعدنا لاستعادتها: العميد أحمد حبيب رئيس تكنولوجيا المعلومات بمديرية أمن القاهرة، الذي لم يدخر هو ورجاله وُسعاً في مساعدتنا، ود. أحمد أبوالعزم رئيس صفحات التواصل الاجتماعي بدار الإفتاء المصرية، والزميل د. أحمد أبوحوسة الباحث بالمجمع».

وتكمن الخطورة في توقيت هذه الحادثة، وما يفتحه من باب واسع للتساؤلات بشأن علاقة مجمع الخالدين ب «لغة الديجيتال»، إذ تأتي الواقعة في خضم مشروع طموح لرقمنة تراث المجمع، الذي يضم أكثر من 250 ألف مصطلح علمي، إضافة إلى محاضرات وقرارات علمية تمتد على مدى تسعة عقود، إلى جانب الاهتمام بإدخال الذكاء الاصطناعي كجزء من تطوير العمل في المجمع. وكان المجمع أطلق أخيراً عدة مبادرات رقمية لتسهيل الوصول إلى محتوياته أمام الباحثين والمهتمين بمختلف أنحاء العالم، بما في ذلك رقمنة المستندات والمراجع التاريخية، وتحويلها إلى صيغٍ رقمية قابلة للبحث والاسترجاع.