اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٣١ أب ٢٠٢٥
تُعد الوجبة الخفيفة التي يتناولها الطالب خلال يومه الدراسي عنصراً أساسياً لا يمكن إغفاله، فهي ليست مجرد طعام يسد الجوع، بل مصدر للطاقة والنشاط الذي يمكّنه من مواصلة يومه بحيوية وتركيز.
ويؤكد اختصاصي التغذية العلاجية، علي حسين الصراف، أنه على أولياء الأمور إيلاء عناية خاصة بما يضعونه في علب طعام أبنائهم، نظراً لما تحمله هذه الخيارات من انعكاسات مباشرة على صحتهم ونموهم.
ويشرح الصراف قائلاً: «يقضي الطلبة في المدرسة ما يقارب ثلث يومهم، ما يجعل من الضروري تزويدهم أطعمة غنية بالقيمة الغذائية، تمد الجسم بالعناصر الأساسية للنمو، وتمنحه الطاقة اللازمة للحركة والأنشطة المختلفة، وتساعد في تحسين التحصيل العلمي».
ويضيف: «تنويع مصادر الغذاء داخل حقيبة الطالب يزيد من الفوائد الصحية، إذ يتميز كل نوع من الأطعمة بفوائد مختلفة. لذلك، ينصح بدمج أصناف متعددة ومتوازنة، مع التركيز على الأطعمة التي تحتوي على الفيتامينات والمعادن الضرورية للنمو والعمليات الأيضية داخل الجسم».
◄ 4 فوائد للتغذية المدرسية الصحية
شدد الاختصاصي الصراف على أهمية مراعاة الاختيارات الغذائية التي يتناولها طلاب المدرسة، وأكد تأثيرها المباشر في الصحة.
وبين أن التركيز على تناول الطالب اختيارات غذائية صحية خلال وقت المدرسة يسهم في ما يلي:
1 - تعزيز المناعة والطاقة والصحة عموماً.
2 - تعزيز النمو السليم.
3 - زيادة التركيز والتحصيل العلمي.
4 - تقليل تناول الأطعمة ذات القيمة الغذائية القليلة مما يسهم في تجنب مشاكل صحية مثل زيادة الوزن والسمنة ونقص معادن مهمة (مثل الكالسيوم والحديد).
◄ مجموعات غذائية يومية
أشار الاختصاصي إلى المجموعات الغذائية الخمس المهمة التي يجب أن يتناولها طلبة المدارس، شارحاً الفوائد والملاحظات المهمة لكل مجموعة، كما يلي:
1 - الخضروات:
تمد هذه المجموعة الجسم بالفيتامينات والمعادن مثل فيتامين «سي» (لتعزيز المناعة)، فيتامين «أ» (لتعزيز النمو)، عنصر المغنيسيوم (له دور مهم في نمو العظام ووظائف العضلات والأعصاب).
إضافة إلى أنها غنية بالألياف الغذائية التي تسهم في زيادة الشبع (تحكم أفضل في الوزن) وتحسين الهضم (مفيد لتجنب وتقليل الإمساك).
ولتشجيع الطفل على تناولها، من المهم الحرص على تقديمها طازجة ومقطعة بشكل جذاب أو إضافتها إلى الساندويتش.
2 - الفاكهة:
تلعب الفاكهة دوراً في امداد الجسم بالفيتامينات والمعادن مثل فيتامين «سي»، وعنصر البوتاسيوم (للحفاظ على اتزان السوائل في الجسم).
كما أنها تمد الجسم بالطاقة لاحتوائها على سكريات طبيعية، مما يجعلها بديلاً ممتازاً للحلويات.
وتحتوي أيضاً على الألياف الغذائية مما يبرر النصيحة بتناولها على هيئتها الطبيعية (تناولها كاملة) وليس عصرها وشربها كعصير.
ونصح الاختصاصي علي ولي الأمر الذي لا يتقبل طفله تناول صنف معين من الفاكهة، قائلاً: «لا تركز وتلح على تناول الطفل فاكهة معينة، لأنه بإمكانك تقديم أصناف أخرى وكل صنف يوفر فوائد صحية متعددة. ويفضل تقديم الفاكهة مقطعة لتسهيل تناولها».
3 - الحليب ومنتجاته:
منتجات الحليب تمد الجسم بمغذيات متميزة مثل الكالسيوم (يلعب دوراً مهماً في بناء العظام والأسنان)، وكذلك البروتين (لنمو العضلات).
وبين الاختصاصي علي أهمية تناول البروتين في كل وجبة غذائية، وقال: «من المهم الحرص على تقديم حصتين إلى ثلاث حصص من البروتين في اليوم (الحصة الواحدة تعادل كوباً أو تمثل 250 مل).
ويفضل تجنب منتجات الحليب التي تحتوي على سكر مضاف، مثل حليب الشوكولاتة والزبادي المحلى بالفاكهة واستبدل بذلك تعويد الطفل على تناول الحليب والزبادي من دون نكهة (السادة).
4 - النشويات:
تمثل مجموعة النشويات احدى المجموعات الأساسية، نظراً إلى أنها تمد الجسم بالطاقة السريعة. وتوجد النشويات في مصادر غذائية متعددة، مثل: القمح (ومنتجاته كالخبز والمعكرونة)، الأرز، الخضروات النشوية (كالبطاطا).
وقال الاختصاصي علي موضحاً: «توصي المنظمات الصحية بأن يكون نصف استهلاك النشويات في اليوم من مصادر صحية من أهمها الحبوب الكاملة (مثل الخبز الأسمر، المعكرونة السمراء)، وذلك نظراً لاحتوائها على فيتامينات ومعادن أكثر مقارنة بأنواع النشويات المكررة (منتجات الطحين الأبيض - منزوع النخالة)، فإن منتجات الطحين الأبيض، تسهم في رفع مستويات السكر بشكل سريع نظراً لاحتوائها على السكر وفقرها بالألياف. وعليه، ينصح بتشجيع الأبناء على تناول الحبوب الكاملة وتناولها معهم (اتخاذ دور القدوة)».
5 - البروتين:
تمثل مجموعة البروتين مصدراً مهماً لعنصر الحديد الذي له دور في نقل الأكسجين داخل الجسم (عن طريق دعم إنتاج الهيموغلوبين الموجود في خلايا الدم الحمراء).
لذلك، من المهم الحرص على تناول حصص يومية عدة من البروتين. وتتنوع مصادر البروتين ومن أهمها المصادر الحيوانية مثل البيض، اللحم، الدجاج، السمك، الربيان، وكذلك المصادر النباتية مثل العدس، الحمص، الفول.
◄ اعتباران غذائيان خاصان بالطفل
أكد الاختصاصي أن هناك اعتبارين غذائيين خاصين يجب مراعاتهما في تغذية الطفل، هما:
1 - الحساسية الغذائية
من الأمور المهمة التي يجب على أولياء الأمور الانتباه لها الحساسية الغذائية، فإن وجدت لدى الطفل يجب على ولي الأمر ما يلي:
• إبلاغ الطاقم التعليمي والإداري في المدرسة لتجنب أي مضاعفات مصاحبة في حال تناولها، وأيضاً لمعرفة كيفية التعامل معها في حال حدوثها.
• الحرص على تجنب تقديم أو توفير هذه الأطعمة التي يتحسس منها الطفل في الوجبة المدرسية المحضرة في المنزل أو المقدمة له في المدرسة.
• الحرص على تثقيف الطفل والطاقم التعليمي بضرورة تجنب هذه الأطعمة في المدرسة. فقد تقدم له من قبل الزملاء أو أحد أفراد الطاقم الإداري والتعليمي في بعض المناسبات.
2 - الحلويات
تمثل الحلويات جانباً مهماً للأطفال نظراً لمذاقها المحبب، لكنها في المقابل تفتقر للقيمة الغذائية. وشرح الاختصاصي علي قائلاً: يمثل السكر والدهون غير الصحية المكونات الأساسية في الحلويات التي يشيع تناولها من قبل الاطفال، مثل السكاكر، الكعك، البسكويت، والشوكولاتة. ولكن لحسن الحظ، بدأت شركات غذائية عدة بتوفير بدائل غذائية لذيذة لهذه المنتجات. حيث تكون مصنعة من مكونات صحية وتتمتع بقيمة غذائية أفضل.
لذا، في حال رغب الطفل في تناول الحلويات ينصح ولي الأمر بتقديم منتجات مصنوعة من مكونات صحية وذات قيمة غذائية أفضل لتجنب المشكلات الصحية مثل السمنة وفرط النشاط الحركي المرتبطين بالمكونات غير الصحية وأيضاً لإمداد الجسم بمكونات صحية من خلال المنتجات الصحية.
نصيحتان
من أهم الأمور التي تسهم في تقبل الطفل الطعام الصحي:
1 - مشاركته في اختيار الأطعمة وتعريفه بفوائد الطعام المختلفة
2 - أن يكون أولياء الأمور قدوة من خلال استهلاك طعام مشابه