اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة الجريدة الكويتية
نشر بتاريخ: ٥ تشرين الثاني ٢٠٢٥
شهد مسرح نادي السالمية عرضاً مسرحياً مميزاً بعنوان «مثلثات دائرية»، ضمن فعاليات مهرجان «باك ستيج جروب»، الذي يهدف إلى إبراز الطاقات المسرحية الشابة، ودعم التجارب الفنية الجديدة في المسرح الكويتي. وقد قدَّم العرض رؤية فنية وفكرية مختلفة تنتمي إلى فئة العروض التجريبية، حيث امتزجت فيه الرمزية الفلسفية بالطرح الجمالي في بناء درامي غير تقليدي.ترتكز فكرة المسرحية على تصور فلسفي عميق مفاده أن الحضارة الإنسانية تقوم على مجموعة من الفلسفات، من أبرزها فلسفة النسبية، التي تنطلق من مبدأ الشك المُطلق. تعود جذور هذه الفلسفة إلى العصور اليونانية القديمة، حيث نشأت من قناعة أن العقل البشري عاجز تماماً عن الوصول إلى الحقيقة المُطلقة. أما أحداث المسرحية، فتدور في إطارٍ تجريبي فلسفي يمزج بين الخيال العلمي والرمز الإنساني، ويفتح أسئلة الوعي والعقل، حيث تبدأ القصة بسقوط رائد فضاء (محمد الشايجي) من الفضاء إلى الأرض، ليجد نفسه في مكان يُعرف ب «مملكة القرود»، فاقداً للذاكرة، يكتشف لاحقاً أن زعيم المملكة (أحمد الصالح) يُدرك هويته الحقيقية، ويعلم أن في رأسه شريحة إلكترونية فائقة التطور تحتوي على خوارزمية عظيمة تحمل كل بيانات البشرية. المفارقة أن هذا الزعيم نفسه خضع في السابق لتجارب بشرية مماثلة، زُرعت في رأسه خلالها شريحة مشابهة، لكنها لا تضم سوى 10 في المئة من تلك المعرفة.«مسرح الغرف»
شهد مسرح نادي السالمية عرضاً مسرحياً مميزاً بعنوان «مثلثات دائرية»، ضمن فعاليات مهرجان «باك ستيج جروب»، الذي يهدف إلى إبراز الطاقات المسرحية الشابة، ودعم التجارب الفنية الجديدة في المسرح الكويتي.
وقد قدَّم العرض رؤية فنية وفكرية مختلفة تنتمي إلى فئة العروض التجريبية، حيث امتزجت فيه الرمزية الفلسفية بالطرح الجمالي في بناء درامي غير تقليدي.
ترتكز فكرة المسرحية على تصور فلسفي عميق مفاده أن الحضارة الإنسانية تقوم على مجموعة من الفلسفات، من أبرزها فلسفة النسبية، التي تنطلق من مبدأ الشك المُطلق. تعود جذور هذه الفلسفة إلى العصور اليونانية القديمة، حيث نشأت من قناعة أن العقل البشري عاجز تماماً عن الوصول إلى الحقيقة المُطلقة.
أما أحداث المسرحية، فتدور في إطارٍ تجريبي فلسفي يمزج بين الخيال العلمي والرمز الإنساني، ويفتح أسئلة الوعي والعقل، حيث تبدأ القصة بسقوط رائد فضاء (محمد الشايجي) من الفضاء إلى الأرض، ليجد نفسه في مكان يُعرف ب «مملكة القرود»، فاقداً للذاكرة، يكتشف لاحقاً أن زعيم المملكة (أحمد الصالح) يُدرك هويته الحقيقية، ويعلم أن في رأسه شريحة إلكترونية فائقة التطور تحتوي على خوارزمية عظيمة تحمل كل بيانات البشرية.
المفارقة أن هذا الزعيم نفسه خضع في السابق لتجارب بشرية مماثلة، زُرعت في رأسه خلالها شريحة مشابهة، لكنها لا تضم سوى 10 في المئة من تلك المعرفة.
«مسرح الغرف»
ويسعى الزعيم لاستغلال رائد الفضاء لإصلاح المولدات الكهربائية المُعطَّلة التي يعتمد عليها نظام المملكة، غير أن رائد الفضاء يشترط تنفيذ مهمته مقابل التزام الحاكم بإدارة مملكته بالعقل والمنطق، بدلاً من العنف والدماء.
المسرحية تنتمي إلى ما يُعرف ب «مسرح الغرف»، وهو أحد أشكال المسرح الذي يقدَّم في أماكن غير تقليدية، مثل: الغرف، أو المساحات الصغيرة، بعيداً عن خشبات المسارح.
يتميَّز هذا النمط المسرحي بأنه يلغي الحواجز بين الممثل والجمهور، حيث يجلس المتفرجون على مقربة من مساحة الأداء، يشاهدون العرض من زوايا متعددة، في تجربةٍ مباشرة تعزز الإحساس بالمشاركة والتفاعل.
يعتمد «مسرح الغرف» على الاقتصاد في العناصر البصرية، إذ تستخدم ديكورات بسيطة تُتيح تركيز الانتباه على الأداء التمثيلي والفكرة الجوهرية للعمل. كما يوظف الممثلون تقنية التناوب بين الراوي والشخصية داخل النص، ما يخلق تنوعاً سردياً.
شارك في التمثيل: أحمد الصالح، وعلي المسري، ومحمد الشايجي، ومحمد العطار، وعلي أبل، الذين نجحوا في تجسيد شخصيات العمل بأسلوب جمع بين الأداء الواقعي والطرح الفلسفي. تولَّى تصميم الاستعراضات يوسف العنزي، وأبدع أحمد السلمان في السينوغرافيا التي عكست الطابع التجريبي للعرض، وأسهم في تصميم الصوت محمد التركماني وعبدالعزيز البكر، مما أضفى أجواء سمعية مكثفة دعمت الإحساس الدرامي للمشهد.
المسرحية إخراج علي الششتري، الذي تعاون مع المخرجين المنفذين أحمد الرشود وسعيد محمد، في حين كتب النص أحمد محمدي، مقدماً عملاً يطرح تساؤلات فلسفية.


































