نشاط الاكتتابات القوي في الخليج يصمد في النصف الأول

وليد منصور -

شهد نشاط الاكتتابات العامة الأولية IPO في منطقة الخليج نمواً سنوياً خلال النصف الأول من عام 2025، رغم التقلّبات التي أثارتها السياسات التجارية الأمريكية، وفقاً لبيانات S&P Global Market Intelligence.

وارتفع عدد الاكتتابات العامة في دول الخليج إلى 27 اكتتاباً خلال الأشهر الستة الأولى من العام، مقارنة بـ23 اكتتاباً في الفترة نفسها من عام 2024. كما زاد إجمالي التمويل المحصّل إلى 4.10 مليارات دولار، ارتفاعاً من 3.57 مليارات دولار.

وترتبط قوة السوق الأولية في المنطقة جزئياً ببرامج الخصخصة المستمرة، التي تقودها حكومات الخليج.

وتربّعت السعودية على صدارة نشاط الاكتتابات، مستحوذة على سبعة من أكبر عشرة طروحات خلال النصف الأول. وسجلت شركة «طيران ناس» أكبر اكتتاب من حيث القيمة، حيث جمعت 1.09 مليار دولار من خلال طرح %30 من أسهمها في السوق المالي السعودي.

كما ضمّت قائمة أكبر عشرة اكتتابات ثلاث شركات من قطاع العقارات، أبرزها «دبي ريزيدنشل ريت»، حيث تم جمع نحو 584 مليون دولار عبر بيع 1.625 مليار وحدة في مايو.

ورغم التحديات العالمية، فإن آفاق الطلب والنمو في القطاع العقاري التجاري بدول الخليج - لا سيما في الإمارات والسعودية - لا تزال قوية، إذ تواصل المنطقة جذب فئة الأثرياء، بحسب تقرير S&P Global Ratings، الصادر بتاريخ 16 يوليو.

ومع ذلك، حذّر التقرير من أن فرض رسوم جمركية غير مواتية قد يهدد هذا الزخم، لما لها من تأثير سلبي على المعنويات الاقتصادية والاستثمار والاستهلاك في المنطقة.

الاكتتابات الخليجية

وفي السياق نفسه، توقعت نتائج استطلاع «نبض الاكتتابات العالمية»، الصادر عن EY في يونيو، استمرار النشاط القوي في سوق الاكتتابات الخليجية خلال الفترة المقبلة. إلا أن النظرة العالمية للأسواق تبقى متفائلة بحذر، إذ يعتمد أي انتعاش على تعزيز التعاون التجاري، وتيسير السياسات النقدية، وكبح التضخم، وتهدئة التوترات الجيوسياسية.

وأشار ستيوارت نيومان، رئيس مركز الاكتتابات العالمي في PwC المملكة المتحدة، إلى أن التوترات الجيوسياسية خففت من وتيرة التفاؤل، الذي ساد مطلع 2025، لكنه وصف النظرة الطويلة الأمد بـ«الواعدة»، مشيراً إلى مؤشرات على إعادة فتح انتقائي للأسواق في الولايات المتحدة والصين وهونغ كونغ، إلى جانب استمرار الزخم في الهند والشرق الأوسط. لكنه أكد أن تعافي السوق لا يزال مرهوناً باستقرار الاقتصاد الكلي العالمي والأوضاع الجيوسياسية.

تباطؤ في إصدارات الأسهم

أظهرت بيانات S&P Global Market Intelligence تراجع عدد صفقات إصدار الأسهم قليلاً إلى 31 صفقة، خلال النصف الأول من 2025، مقابل 33 صفقة في الفترة نفسها من 2024، في حين انخفضت العائدات بنسبة %51 على أساس سنوي إلى 8.47 مليارات دولار.

وقد تعرضت أسواق الأسهم في الخليج لضغوط خلال أبريل، بعد إعلان الولايات المتحدة عن فرض رسوم جمركية جديدة، قبل أن تتعافى لاحقاً. كما أثّرت التوترات بين كيان الاحتلال وإيران في يونيو بشكل محدود في الأسواق، نظراً لسيطرة قطاعات البنوك والصناعة على معظم البورصات الخليجية، وهي قطاعات أقل تأثراً مباشراً بالأزمات الجيوسياسية، وفقاً لتقرير صادر عن Marmore MENA Intelligence في يوليو.

أما بالنسبة لإصدارات الدين، فقد بقيت مستقرة نسبياً عند 34 صفقة، مقابل 33 صفقة في الفترة المقابلة من العام الماضي، وبلغت قيمة الإصدارات الإجمالية 23.54 مليار دولار، مقارنة بـ22.13 مليار دولار في 2024.

ووفقاً لبيانات بورصة لندن، جاءت السعودية في صدارة الدول الأكثر نشاطًا في إصدار السندات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تلتها الإمارات ثم قطر، بحسب تقرير نشرته زاوية في 7 يوليو. وقد شكّلت الشركات %55 من إجمالي العائدات، مقابل %26 للجهات الحكومية والهيئات الرسمية.