اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٢١ حزيران ٢٠٢٥
بالرغم من ان التطور في طرق علاج امراض القلب ساهمت في اطالة عمر البشرية كثيرا، إلا ان النوبات القلبية لا تزال سببا رئيسيا للوفاة عالميا.
ويؤكد الخبراء ان اللوم يجب ان يقع على البشر احيانا لتفشي الوفيات من هذه الاسباب.
فصحيح ان بعض عوامل الاصابة بامراض القلب لا يمكن الوقاية منها مثل الجينات وتقدم العمر والعيوب الخلقية ولكن الكثير كان يمكن تفاديها عبر منع التدخين والحفاظ على الوزن الصحي وعلاج الامراض مبكرا والحياة باسلوب صحي والتعامل الصحي مع التوتر وامور حياتية اخرى.
وهو ما يؤكد عليه د. لي ويليام، طبيب القلب المشهور ومؤلف كتبا صحية بيعت منها الملايين من النسخ من أهمها كتاب «تناول الطعام للتغلب على المرض: كيفية شفاء جسمك لنفسه» وكتب عديدة تتناول ذات السياق. وفي لقاء له عبر شبكة «سي ان ان CNN، أوضح د. لي بان اختيار الأطعمة المناسبة، هو عامل اساسي لخفض مستوى الكوليسترول بفعالية وحماية القلب وتقليل خطر الوفاة مبكرا بشكل كبير.
وقال: «بتنا نعلم ان ارتفاع الكوليسترول من اهم العوامل التي تسبب انسداد الشرايين والنوبة القلبية، ويرافقها في ذلك ايضا ارتفاع ضغط الدم. لذا، فتفادي الاصابة بهاتين الحالتين له دور اساسي في الحفاظ على صحة القلب والشرايين وبالتالي اطالة العمر».
◄ الغذاء والدواء معاً
نوه د. لي الى ان الطعام هو جزء من خطة علاج جميع الامراض. وقال موضحا: «يجب تذكر بأن الامر ليس صراعًا بين الطعام والدواء.
فالأدوية الموصوفة طبيًا، مثل عقاقير الستاتين التي تسيطر على صحة الشرايين وبالتالي تساهم في انقاذ الحياة.
ولكن الخيارات اليومية التي نتخذها يوميا عند شراء الطعام وتحضيره وتناوله من العوامل التي تساهم ايضا في تعزيز الصحة او تدهورها ولها دور مباشر في تحديد طول العمر.
ووفقا الى الدراسات فالأطعمة الكاملة الغنية بالألياف، مثل الفواكه والخضروات والبقوليات والزيوت الصحية، تُساعد إلى جانب العلاج على تقليل العمليات التهابية (عامل اساسي لكل الامراض) وتدعم صحة القلب.
ومعا، تُشكل هذه العناصر الغذائية مزيجًا فعالًا لصحة طويلة الأمد».
أغذية مهمة لصحة القلب:
شدد الدكتور وليام على فوائد تناول الاغذية المفيدة التالية لتعزيز صحة القلب:
1 - الشوفان:
غني بالألياف المفيدة لخفض الكوليسترول والسكر وتعزيز عملية الهضم وصحة الامعاء، بالاضافة الى غناه بالبيتا جلوكان (هو عنصر أساسي في إدارة الكوليسترول).
حيث يساعد البيتا جلوكان على خفض مستوى الكوليسترول الضار (LDL) مع تهدئة الالتهابات في جميع أنحاء الجسم.
وكنصيحة سريعة، نصح الدكتور بتجنب الشوفان سريع التحضير المُنكّه وقال: «غالبا ما يكون مليئًا بالإضافات التي تضر بميكروبيوم الامعاء. لذا، أنصح بالالتزام بالشوفان الكامل أو المقطع، وطهيه بالماء أو حليب اللوز، مع إضافة رشة ملح او مكسرات».
2 - الأفوكادو:
هو غني بالدهون الأحادية غير المشبعة التي تساعد في خفض الكوليسترول الضار (LDL) بنسبة تصل إلى %22 وزيادة الكوليسترول الجيد (HDL) بنسبة %11 تقريبًا. واضاف د. لي موضحا: «الأفوكادو تعد «دهنية جدًا»، إلا ان دهونها مفيدة في الواقع فهي من الانواع التي تدعم وظائف الشرايين والدماغ والصحة العقلية».
3 - الأسماك الدهنية:
يسمى بعض الخبراء هذه الدهون بـ«أبطال القلب» لأنها غنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية. وقد اثبتت عدة دراسات بان أحماض أوميغا 3 تعمل على تقليل الالتهاب، والحفاظ على مرونة الشرايين، وخفض الدهون الثلاثية. وليس هناك حاجة الى تناول كمية كبيرة منها يوميا، بل يكفي تناول سمكه متوسطة الحجم (بحجم كف اليد) ثلاث مرات في الاسبوع او شرب ملعقة من زيت السمك. ولتفادي اضافة الدهون المهدرجة والمشبعة الى السمك وزيادة سعراته الحرارية ينصح بتجنب قلي السمك والاعتماد على طهيه بالشواء في الفرن او سلقه في مرق.
4 - المكسرات:
المكسرات مثل اللوز والجوز والفستق هي وجبات خفيفة غنية بالدهون الأحادية غير المشبعة الصحية. وقد بينت عدة دراسات فائدتها في التحكم في الشهية وإدارة الوزن وتقليل الالتهاب وتعزيز صحة الشرايين وضغط الدم والصحة الدماغية.
ولكن يجب تجنب المكسرات المنكهة والمقلية – فغالبا ما تكون مليئة بالنكهات الاصطناعية والدهون المشبعة والسعرات الحرارية. بدلًا من ذلك، ينصح بتناول حفنة صغيرة من المكسرات النيئة كوجبة خفيفة سريعة وصحية تُشعرك بالشبع والطاقة.
5 - زيت الزيتون البكر الممتاز:
هذا الزيت غني بمركبات البوليفينولات الذي يساعد على تقليل أكسدة الكوليسترول السيئ والالتهابات. كما انه غني بالدهون المفيدة التي تدعم صحة القلب والشرايين والدماغ. وللحصول على أفضل الفوائد الصحية، ينصحك الدكتور لي بتذكر التالي: «عند شراء زيت الزيتون انصح باختيار الزيوت أحادية الصنف المصنوعة من نوع واحد من الزيتون، مثل بيكوال أو كورونيكي أو مورايولو.
كما ينصح بشراء الزيوت المخزنة في عبوات معتمة لا تسمح بتعريض الزيت للشمس، وان تحفظ في مكان بارد ومظلم وليس في الثلاجة. وكل ذلك للحفاظ على المركبات المفيدة الموجودة بداخل الزيت من التأكسد».
ما القاسم المشترك بين الأغذية النباتية؟
اشار د. لي الى ان الترويج للتغذية النباتية الصارمة في اوجه خلال السنوات السابقة، ولكنه لا يحبذ الابتعاد عن الاغذية الحيوانية ايضا. وقال موضحا: «هناك عامل مشترك اساسي يجعلنا ننصح بتناول العدس والشوفان والجوز والتفاح. فجميع هذه الاغذية غنية بالألياف. وقد اكدت الدراسات على أن فوائد الألياف لا تقتصر فقط على تعزيز الصحة ووظائف الجسم فحسب، بل وتغذي بكتيريا الأمعاء الصحية، التي تُفرز أحماضًا دهنية قصيرة السلسلة تُساعد على خفض الكوليسترول وتحسين صحة القلب من الداخل إلى الخارج. كما تستمر الدراسات في اثبات بان الحفاظ على صحة ميكروبيوم الامعاء له دور مساعد في الوقاية من معظم الامراض بما فيها السرطان والامراض المعدية وحتى امراض الصحة النفسية».
لذا، فعندما تتناول الألياف، فأنت لا تُغذي نفسك فحسب، بل تُغذي ميكروبيوم أمعائك أيضًا. وفي المقابل، تُحلل هذه البكتيريا الألياف إلى أحماض دهنية قصيرة السلسلة مثل مركبات الأسيتات والبروبيونات التي تساعد على خفض الكوليسترول الضار (LDL)، وتسهيل عملية أيض الجلوكوز، وتقليل الالتهابات وهي ثلاثة عوامل رئيسية للوقاية من أمراض القلب. كما تعزز أيضا صحة المناعة وتفرز مركبات مفيدة للصحة الجسدية والنفسية وجميعها عوامل مفيدة لصحة القلب.
ولكن من جانب اخر، فلا يجب ابدا قطع تناول اللحوم ومنتجاتها تماما (بخاصة اللحوم البيضاء المفيدة). فهي غنية بالدهون المفيدة والبروتينات ومركبات خاصة مهمة لصحة القلب والشرايين (بشكل مباشر وغير مباشر). لذا، الخلاصة هي ان التغذية الصحية يجب ان تركز على تناول الاغذية النباتية والاعتدال في تناول تلك الحيوانية. ويمكن ذكر حمية البحر المتوسط كمثال لحمية اثبتت فوائدها الصحية على مر الزمن.