اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٤ تشرين الأول ٢٠٢٥
وليد منصور -
قال تقرير حديث إن سوق المشاريع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أظهر في سبتمبر الماضي مؤشراً سلبياً للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات، وذلك بعدما تجاوزت قيمة المشاريع المنجزة قيمة العقود الممنوحة، ما أدى إلى تسجيل خسارة صافية في حجم المشاريع قيد التنفيذ على مستوى المنطقة.
وأضاف تقرير مجلة «ميد» أن التقديرات الأولية تشير إلى أن قيمة المشاريع التي تمت متابعتها وهي قيد التنفيذ انخفضت بنحو 1.2 مليار دولار في سبتمبر، إذ بلغت قيمة العقود الجديدة الممنوحة 16.2 مليار دولار، بينما وصلت قيمة المشاريع المكتملة إلى 17.4 مليار دولار.
وأوضحت «ميد» أن هذه هي المرة الأولى منذ نوفمبر وديسمبر 2022 التي تسجل فيها المنطقة صافي تغيير سلبي في قيمة العقود الممنوحة مقارنة بالمشاريع المنجزة، مشيرة إلى أن هذا التحول يشكل نقطة انعطاف للسوق الإقليمي الذي شهد منذ عام 2023 نمواً متواصلاً في قيمة المشاريع قيد التنفيذ بفضل نشاط القطاعين العام والخاص.
ولفت التقرير إلى أن هذا الزخم الإقليمي بدأ يتراجع في الآونة الأخيرة، خصوصاً في السعودية، حيث عمدت الرياض إلى تقليص حجم بعض مشاريعها الوطنية الإستراتيجية ومددها الزمنية، وذلك في ظل بروز ضغوط على التدفقات النقدية.
وكشفت المجلة أن إجمالي العقود الممنوحة في المنطقة خلال الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2025 بلغ 215 مليار دولار، بانخفاض نسبته %25 مقارنة بـ286 مليار دولار خلال الفترة نفسها من عام 2024، ما يعكس تراجعاً كبيراً في الإنفاق الإقليمي على المشاريع. في المقابل، ارتفعت قيمة المشاريع المنجزة في الفترة ذاتها إلى 140 مليار دولار، مقارنة بـ105 مليارات دولار في عام 2024، أي بزيادة تقارب الثلث.
وأوضحت «ميد» أن استمرار تنفيذ العقود التي منحت خلال 2023 و2024 بالتزامن مع تقلص حجم العقود الجديدة يزيد من احتمالية استمرار الاتجاه السلبي في قيمة المشاريع قيد التنفيذ.
انكماش السوق السعودي
وقالت المجلة إن هذا النمط كان واضحاً في السعودية خلال الأشهر الماضية، إذ شهدت خمسة من أصل ستة أشهر في الربعين الثاني والثالث من 2025 تراجعاً صافياً في قيمة المشاريع قيد التنفيذ، بما في ذلك كل أشهر الربع الثاني وشهرين من أصل ثلاثة في الربع الثالث.
وأضاف التقرير أن الاستثناء الوحيد كان في يوليو الماضي، عندما سجلت المملكة قفزة كبيرة في العقود الممنوحة تجاوزت 20 مليار دولار، أغلبها من «أرامكو السعودية» في مجال النفط والغاز، ومن صندوق الاستثمارات العامة في مشروعات الطاقة المتجددة، متخطية 3 مليارات دولار فقط من المشاريع المنجزة، ما أدى إلى صافي زيادة قدره 17 مليار دولار. وأشارت المجلة إلى أن هذا الأداء يبدو وكأنه حالة استثنائية لم تتكرر.
أما في الشهرين الماضيين فقد عاد الاتجاه السلبي بشكل حاد، حيث شهد سبتمبر تحديداً منح عقود بقيمة 3.7 مليارات دولار، مقابل إنجاز مشاريع بـ7.6 مليارات دولار، أي بصافي تراجع بلغ 3.9 مليارات دولار في قيمة المشاريع قيد التنفيذ.
وأكدت «ميد» أنه رغم أن بعض النشاط الإيجابي في قطر، مع ثلاثة عقود كبرى بمليارات الدولارات، ساهم في التخفيف من الأثر السلبي لأداء السعودية، فإن الاتجاه العام لسوق المشاريع السعودي بات واضحاً.
وختمت المجلة موضحة أن قيمة العقود الممنوحة في السعودية هبطت من 117 مليار دولار في الأرباع الثلاثة الأولى من 2024 إلى 62 مليار دولار فقط في الفترة نفسها من 2025، أي بانخفاض يقارب %47. وأشارت إلى أن الانعكاس السلبي الأخير في قيمة المشاريع قيد التنفيذ على مستوى المنطقة يعكس أيضاً غياب مصادر بديلة قادرة على تعويض التراجع في السوق السعودي، الذي يظل الأكبر والأكثر تأثيراً، ما يعني أن الاتجاه الهبوطي مرشح للاستمرار ما لم تشهد أسواق أخرى طفرة مفاجئة في النشاط.