ريهام الرغيب: إعادة التدوير فن تشكيلي

ذكرت الباحثة والفنانة التشكيلية د. ريهام الرغيب أن بحثها العلمي المحكم، بعنوان «إعادة تدوير مخلفات النخلة في فنون ما بعد الحداثة»، والذي نشر مؤخرا في المجلة المصرية للدراسات المتخصصة، يُعد خطوة مهمة نحو استثمار الموارد الطبيعية في إنتاج أعمال فنية تواكب التيارات المعاصرة، وتعزز الهوية الثقافية والوعي البيئي.

وصرحت د. الرغيب بأن البحث يهدف إلى التعرف على إمكانية توظيف النخلة في فنون ما بعد الحداثة، ونقد جماليات الأعمال التشكيلية المنتجة من مواد طبيعية معاد تدويرها، ويتناول أهمية النخلة في الوطن العربي من نواح عديدة، وتسليط الضوء على ماهية مخلفاتها التي يمكن أن تفسر كنفايات.

وأضافت أن البحث يستعرض فنون ما بعد الحداثة، ونشأتها الغربية، وأهمية ابتكار أعمال تشكيلية من جذور عربية، ويحتوي على تحليلات نقدية لنموذجين من الفن التجميعي وفن الأرض، من أعمال الفنان محمد يوسف كعينة لتوظيف النخلة كخامة بالعمل التشكيلي، مبينة أنها توصلت إلى عدة نتائج، أهمها غزارة الإمكانيات التشكيلية للنخلة، التي تساهم في تحويل مخلفات النخلة إلى خامة فنية، والحد من مشكلة النفايات بالوطن العربي، وتعزيز الهوية العربية.

المواد الطبيعية

وأشارت د. الرغيب إلى أن أهمية هذا البحث تكمن في جعل النفايات موردا ذا قيمة، من خلال تسليط الضوء على قيمة إعادة تدوير تلك النفايات إلى فن تشكيلي، وعلى وجه الخصوص المواد الطبيعية مثل النخلة، والتي تتوافر بكميات لا تعد ولا تحصى ليس فقط في الكويت، بل أيضا في دول الوطن العربي.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display(div-gpt-ad-1664279162182-0); });

سلعة استهلاكية منتجة

وحول تحويل النخلة من سلعة استهلاكية منتجة إلى فن تشكيلي، قالت د. الرغيب: «هناك فرق شاسع بين تلك الصناعات وبين العمل التشكيلي كناتج وصانع، فالسلع الاستهلاكية التي يتم تصنيعها وبيعها واستهلاكها تصنع من قبل الحرفيين، وهي من الحرف القديمة والعريقة التي توارثتها الأجيال على مر العصور، أما العمل التشكيلي المنتج من خامة النخلة فليست له علاقة بتلك السلع، وهو ما يختص به البحث الحالي، وهو ذلك الإبداع الفني المنتج من قبل الفنان التشكيلي، وينتمي الى فنون ما بعد الحداثة».

تنمية الوعي

وحول مدى إمكانية أن تفرز الدورات التي تنظم للفنون التشكيلية فنانا يتبنى إعادة التدوير الى فن تشكيلي، أوضحت د. الرغيب: «مما لا شك فيه أن الدورات التشكيلية والصالونات الثقافية والمسابقات الفنية المتخصصة في إعادة التدوير الى فن كفيلة بتنمية الوعي الفكري والثقافي، ويمكن أن تساهم المؤسسات الثقافية في توعية المجتمع بقيمة الإنتاج الفني المصنوع من مواد معاد تدويرها».

وتابع: «الفنان التشكيلي يمكن أن تتطور مهاراته الفنية لإتقان عملية إعادة التدوير الى فن تشكيلي، وهناك العديد من الطرق والابتكارات التي تخص هذا النبع الخصب، وفي هذا البحث نقدت جماليات الأعمال التشكيلية الخاصة للفنان الإماراتي محمد يوسف، الذي يعد مثالا يحتذى به في الأعمال النحتية المنتجة من خامة النخلة».

وأضافت: «أدعو الجهات الثقافية في الكويت إلى تبني مشروع وطني يعنى بإعادة التدوير إلى فن تشكيلي، ويتماشى مع متطلبات الاستدامة والابتكار، ويساهم في تحقيق أهداف رؤية الكويت 2035».