اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ٣ تشرين الثاني ٢٠٢٥
مش وقته يافخامة الرئيس، حقيقة انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني ووضع الساحة الأردنية #عاجل
كتب د. محمد أبو بكر -
رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أصدر في وقت سابق مرسوما بإجراء انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني بعد أكثر من ستين عاما على تشكيله ، وعدد كبير من أعضائه رحل للدار الآخرة ، وتم استبدالهم بطريقة أو بأخرى ، وهناك من يعيش أيامه الأخيرة بعد التقدم في السن ، عدا على أن دور المجلس بات ضعيفا ، لا تأثير له في الوضع الفلسطيني ، فمنهم من يعيش في الضفة الغربية أو غزة ، وعدد وافر في الأردن ، وبعض الدول العربية ، وفي مناطق الشتات ، من أمريكا حتى استراليا.
وحسب مرسوم عباس يجب اجراؤها قبل نهاية العام الحالي ، ولكن .. هل الفرصة سانحة لذلك ، وهل الظروف مهيأة أيضا؟ هل بات إجراء الانتخابات ضرورة وأولوية ونحن نشاهد مايجري في الضفة وغزة ، وحالة التشرذم والإنقسام الفلسطيني العصية على الحل ؟
ولو افترضنا التأكيد على القيام بهذا الاستحقاق قبل نهاية الشهر المقبل ، كيف سيكون عليه الوضع ، والكيفية التي ستجري على أساسها ؟ هل ستفتح المدارس أبوابها ، مع وجود صناديق اقتراع كما يجري في البلدان الديمقراطية ؟ مسألة فيها الكثير من الضبابية والغموض ، في الوقت الذي تسود فيه حالات استغراب عديدة لمرسوم عباس ، الذي يصفه البعض بالغريب ، ومش وقته يافخامة الرئيس !
حين جرى الإختيار قبل أكثر من ستين عاما ، جرى الإتفاق على أن تكون مدة الولاية ثلاث سنوات ، فطال الأمر إلى ستين عاما ، نظرا للظروف التي نعلمها جميعا ، واستحالة القيام بانتخابات ، والأوضاع تزداد سوءا عاما بعد آخر ، ونحن ندرك بأن المجلس الوطني الفلسطيني هو برلمان منظمة التحرير التي لم يعد لها الوجود الحقيقي سوى اسمها .
النص يقول في الانتخابات أن الداخل الفلسطيني يحصل على ثلثي الأعضاء ، في حين يحصل الشتات على الثلث ، رغم أن من يعيشون في الشتات يبلغ ضعف من يعيشون في الضفة وغزة ، ولكن لا بأس في ذلك ، من حق من هم في الداخل أن يتميزون عن غيرهم ، فهذا هو القانون الذي اقترحوه قبل عقود .
الانتخابات تجري عن طريق الاقتراب المباشر من الشعب ، ولكن بطريقة مختلفة تماما عن كل الديمقراطيات ، نظرا لخصوصية الوضع الفلسطيني ، ويقول عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف أنه من المهم إجراء الانتخابات ، فهو أعلى هيئة قيادية تتخذ القرار ، ويرى أن أغلب اعضاء المجلس منتخبون ، طبعا لا أعرف كيف ، ولكنهم يمثلون منظمات شعبية وفصائل وهيئات وبما يشبه النقابات وكذلك أبناء الجاليات في الخارج.
الرئاسة في رام الله تشترط على كل من يرشح نفسه او يجري اختياره أن يلتزم بما وقعت عليه منظمة التحرير من اتفاقيات ، أي يجب على الجميع من الأعضاء القادمين الإلتزام باتفاق أوسلو ، حيث التنازل عن غالبية أرض فلسطين ، وهنا تكريس واضح للإنقسام ، وعدم وجود شروط موضوعية .
سألنا عضو المجلس الوطني عمران الخطيب عن رأيه فأجاب ؛ الهمّ الفلسطيني اليوم ليس بانتخاب أعضاء المجلس الجديد ، بل برؤية ما يحدث في الضفة والقطاع ، مضيفا انه لو جرت الانتخابات، فإن غالبية الدول العربية ستمنع اجراءها على أراضيها ، ولكن سيتم الإختيار عبر انتخابات داخلية في المنظمات الشعبية والإتحادات والفصائل والجاليات في الخارج ، وهي ستقوم بالتنسيب بالأسماء حسب الحصة .
وحول الوضع على الساحة الأردنية ، حيث العدد الأكبر من الفلسطينيين الذين يحملون الجنسية الاردنية أجاب .. الفلسطينيون في الأردن يحملون الجنسية الأردنية والرقم الوطني ، هم أردنيون ولا يسمح لهم بذلك ، هؤلاء يمارسون حقوقهم السياسية في الأردن ، يشاركون في انتخابات مجلس النواب ، ومنهم وزراء ونواب وكبار مسؤولين ، الساحة الاردنية مختلفة تماما ، ومن يتمتعون بالجنسية لهم نفس الحقوق كغيرهم من الأردنيين.
ويبقى السؤال .. هل بات انتخاب أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني أولوية في الوقت الذي تمارس فيه سلطات الاحتلال أبشع الوسائل من انتهاكات وقضم للأراضي والاستيلاء عليها في الضفة عدا عن نوايا فرض السيادة عليها ، وما يجري من إبادة في غزة ؟
ماهي أولوية الفلسطينيين اليوم ؟ سؤال يجب على كل مسؤول وقيادي فلسطيني الإجابة عليه ، وحين ينتهي الانقسام البشع ، يمكن الانتقال لما بعد ذلك ، فلسطين باتت محتلة جميعها من بحرها حتى نهرها ، عليكم التفكير في ذلك ، ومناقشة مصير منظمة التحرير الفلسطينية ، التي أصبحت هيكلا عظميا لا يسترها لحم أبدا.












































