اخبار الاردن
موقع كل يوم -صحيفة السوسنة الأردنية
نشر بتاريخ: ٢٥ تموز ٢٠٢٥
السوسنة - أطلقت منظمة الصحة العالمية تحذيرًا عاجلًا بشأن احتمالية تفشي عالمي جديد لفيروس 'الشيكونغونيا'، الذي يُنقل عبر لسعات البعوض، لا سيما 'بعوضة الزاعجة'، المعروفة شعبيًا باسم 'بعوضة النمر'، مؤكدةً أن المؤشرات الحالية تعيد إلى الأذهان الكارثة الصحية التي اجتاحت العالم بين عامي 2004 و2005.
وفي مؤتمر صحفي عقدته المنظمة بجنيف، قالت الدكتورة ديانا روجاس ألفاريز، إن ما يجري اليوم يُعد تكرارًا للتاريخ، مؤكدةً أنهم يراقبون نفس العلامات التي سبقت موجة التفشي الكبيرة قبل عقدين، حين أصيب مئات الآلاف بالفيروس سريع الانتشار.
فيروس الشيكونغونيا.. ماهيته وطريقة انتقاله ينتمي فيروس الشيكونغونيا إلى عائلة 'ألفا فيروس' ويتسبب في مرض ينتقل للإنسان عن طريق لسعة بعوضة مصابة، غالبًا من نوع 'الزاعجة المصرية' أو 'الزاعجة البيضاء'، ويمكن للبعوض الذي يلتقط الفيروس من دم شخص مصاب أن ينقله لاحقًا إلى أشخاص آخرين.
ورغم أن العدوى لا تنتقل عبر السعال أو اللمس، إلا أن المنظمة نبهت إلى إمكانية انتقال الفيروس في ظروف نادرة، كأن يُنقل من خلال الدم أو عبر عينات طبية ملوثة، ما يستدعي حذرًا إضافيًا داخل المنشآت الطبية.
المناخ يسهم في اتساع رقعة الخطر أشارت المنظمة إلى أن بعوضة الزاعجة تشهد توسعًا جغرافيًا شمالًا بفعل تغير المناخ، خاصة في ظل الاحتباس الحراري، ما قد يُسهم في انتقال الفيروس إلى مناطق كانت سابقًا آمنة. وأضافت أن هذه البعوضة تنشط في فترات النهار، وتتكاثر في المياه الراكدة؛ الأمر الذي يتطلب وعيًا أكبر في تخزين المياه داخل البيوت والحدائق.
أعراض المرض ومخاوف من انتشاره تظهر أعراض حمى الشيكونغونيا بشكل مفاجئ، وتتمثل في حمى مرتفعة وآلام شديدة في المفاصل، وقد تستمر هذه الآلام لفترات طويلة، ما يؤثر على نوعية الحياة للمصابين. كما أن الأعراض تتشابه إلى حد كبير مع أمراض فيروسية أخرى كحمى الضنك وفيروس زيكا، ما يعقد عمليات التشخيص ويزيد من عبء الرعاية الصحية.
ورغم أن نسبة الوفيات لا تتجاوز 1%، إلا أن العدد الإجمالي يمكن أن يكون مقلقًا حال إصابة ملايين الأشخاص حول العالم.
الوقاية في مواجهة الفيروس لا توجد حتى اللحظة علاجات مخصصة للفيروس، ما يجعل الإجراءات الوقائية الخيار الأول لمواجهة تفشيه. وشددت منظمة الصحة العالمية على عدة خطوات منها:
استخدام الناموسيات والمبيدات.
ارتداء ملابس واقية بأكمام طويلة.
منع تجمع المياه الراكدة.
تعزيز إجراءات الكشف والرصد المبكر.
دعم الأنظمة الصحية في المناطق المعرضة للوباء.
انتشار عالمي وأرقام مفزعة وفق بيانات المنظمة، يعيش نحو 5.6 مليار شخص في مناطق معرضة للخطر ضمن 119 دولة، مع بدء موجة جديدة من التفشي مطلع عام 2025، ضربت جزر المحيط الهندي مثل ريونيون، مايوت، وموريشيوس، حيث سُجّل إصابة ثلث سكان جزيرة ريونيون وحدها.
كما رُصدت حالات في مدغشقر والصومال وكينيا، إلى جانب الهند ودول في جنوب شرق آسيا، ما يشير إلى نمط وبائي خطير.
أوروبا تحت المجهر سجلت فرنسا وحدها 800 حالة مستوردة منذ مايو 2025، إلى جانب 12 إصابة ناتجة عن انتقال محلي دون مغادرة المصابين للبلاد، كما تم توثيق أول حالة محلية مؤكدة في إيطاليا، ما يزيد المخاوف من انتشار أوسع داخل القارة الأوروبية.
وأمام هذا الواقع، تواصل منظمة الصحة العالمية دعوة دول العالم إلى الاستعداد عبر تدابير احترازية وتعاون صحي دولي، مؤكدةً أن الوقاية الفردية والرصد السريع هما خط الدفاع الأول لتفادي أزمة صحية عالمية جديدة.
اقرأ ايضاً: