اخبار الاردن
موقع كل يوم -صحيفة السوسنة الأردنية
نشر بتاريخ: ٧ تموز ٢٠٢٥
السوسنة - تشهد الساحة السياسية الأردنية تطورات متسارعة تتعلق بحزب جبهة العمل الإسلامي، بعد الكشف عن مستمسكات قانونية قد تؤدي إلى توقيف عدد من قياداته ونوابه، على خلفية قضايا تتعلق بـ'التمويل الخارجي' والارتباط التنظيمي بجماعة الإخوان المسلمين المحظورة والمنحلة في الأردن.
هذه التطورات تأتي بعد إحباط الأجهزة الأمنية لمحاولة تهريب وثائق مفرومة من مقر سري وغير معلن للحزب في مدينة العقبة، وهو ما اعتبرته الجهات المختصة مؤشراً على مخالفات خطيرة تستدعي التحقيق والمساءلة.
وبحسب مصادر رسمية، فإن أحد النواب المنتمين للحزب كان من بين الأشخاص الذين حاولوا إخراج الوثائق، وتم اعتراضهم أثناء مغادرتهم المقر الذي تبين أنه غير مُسجّل رسمياً ضمن مقار الحزب لدى الهيئة المستقلة للانتخاب، كما لا يحمل أي لافتة تعريفية باسم الحزب. وقد عُثر داخله على مستندات وشعارات وأعلام وملابس تشير إلى ارتباط مباشر بجماعة الإخوان المسلمين المحظورة.
وفي إفادات أولية، قال اثنان من المتواجدين إن الشقة تعود إليهما وإنها مؤجرة للنائب 'لغايات تتعلق بعمل الجماعة'. من جهته، قال النائب إن الموقع يعود للحزب، لكن بيانات الهيئة المستقلة للانتخاب لم تتضمن ذلك ضمن مقراته المعتمدة.
الهيئة المستقلة للانتخاب تحركت بسرعة، حيث أعلن رئيس مجلس مفوضيها، المهندس موسى المعايطة، أن الحزب خالف المادة (16) من قانون الأحزاب باستخدامه مقراً غير معلن، ووجهت له إنذاراً رسمياً، مطالبة إياه بتصويب أوضاعه خلال 60 يوماً.
المعايطة أكد أن العمل الحزبي في الأردن يجب أن يكون علنياً وشفافاً، وأن الهيئة ستطبق القانون دون تمييز على أي جهة سياسية تخالفه، مشيراً إلى أن الحزب مطالب بتسوية مخالفاته خلال المهلة المحددة.
وفي ضوء هذه التطورات، تشير المصادر إلى أن القضية لا تقف عند حدود المقر المخالف، بل تشمل أيضاً شبهة الحصول على تمويل خارجي غير مشروع، وهي مخالفة جسيمة قد تندرج تحت طائلة قانون الأمن الوطني وقانون الأحزاب.
ويبدو أن الملف مفتوح على تطورات أوسع، إذ من المتوقع أن يشهد الحزب خلال الأيام المقبلة استدعاءات وتوقيفات لعدد من قياداته البرلمانية، في وقت تتابع فيه النيابة العامة التحقيقات المتعلقة بجميع المضبوطات والاعترافات الأولية. ويُرجح أن مقر العقبة كان مجرد مدخل لكشف شبكة أوسع من المخالفات التنظيمية والمالية، ما يجعل المرحلة المقبلة حساسة ومفصلية في مسار الحزب السياسي.
أقرأ أيضًا: