اخبار الاردن
موقع كل يوم -الوقائع الإخبارية
نشر بتاريخ: ٢٢ أيلول ٢٠٢٥
الوقائع :- يشهد العالم تطوراً متسارعاً في مجال النشر الإلكتروني والكتب الرقمية والصوتية، ما جعل المكتبات الإلكترونية ومصادر المعرفة عبر الإنترنت جزءاً أساسياً من حياة الطلبة والباحثين وعموم القراء في ظل سهولة الوصول إليها وتنوع موضوعاتها، وهو ما اعتبره باحثون ومختصون فرصة لتعزيز المهارات وزيادة الوعي الثقافي والعلمي في المجتمع.
وقال رئيس قسم الإذاعة والتلفزيون في جامعة اليرموك الدكتور محمد حابس البرماوي أن انتشار المكتبات الرقمية والبودكاست أعطى تحولاً جذرياً في مشهد التعليم الجامعي كما أتاح فرصاً جديدة للطلاب وأعضاء هيئة التدريس لاكتساب المهارات وتطويرها في الإطار الأكاديمي والعملي.
وأضاف ان هذه المكتبات الرقمية تعمل على تعزيز عملية التعليم الذاتي لدى الطلبة والباحثين وهو ما يسمح لهم باستكشاف وجهات النظر المتنوعة وتعميق فهمهم للمواد الأكاديمية خارج نطاق التدريس في قاعات المحاضرات بحيث يدعم دمج هذه المصادر والبودكاست الرقمية في المقررات الدراسية تطوير محو الأمية الرقمية، وهي مهارة تتزايد أهميتها في اقتصاد المعرفة اليوم.
وأكد البرماوي ان هذه المكتبات غالباً ما تتضمن ميزات تفاعلية مثل الروابط التشعبية والتعليقات التوضيحية ووظائف البحث وبالتالي تعميق الفهم والمشاركة لدى الطلبة كما تتميز بكونها أدوات تعليمية وبحثية فاعلة لتطوير المناهج التدريسية والمساقات العلمية والعملية لأعضاء هيئة التدريس وتدفعهم للابتكار والخروج عن المألوف في تقديم المعلومة والمعرفة.
من جهته، أوضح رئيس قسم تطوير المناهج في جامعة جدارا الدكتور شامان معابرة أن انتشار الكتب الإلكترونية في الفضاء الرقمي يواكب الاتجاه العالمي في التعليم الرقمي خاصة بعد جائحة كورونا التي رسخت استخدام الوسائل التقنية في الدراسة والبحث.
وبين أن توفر المواد العلمية على الإنترنت مكّن الطلبة من الوصول إلى مصادر متعددة في وقت قصير، وأسهم في رفع كفاءتهم الأكاديمية، لكنه في المقابل يتطلب إشرافاً تربوياً يوجههم نحو اختيار المصادر الموثوقة.
وأشار معابرة إلى أن التحدي الأكبر يكمن في غياب مهارة 'الانتقاء' لدى بعض الطلبة، إذ قد يقعون في فخ المعلومات غير الدقيقة المنتشرة على بعض المواقع، مؤكداً أهمية تفعيل دور المكتبات الجامعية والمدرسية في تدريب الطلبة على استخدام المنصات الرقمية بطريقة علمية صحيحة.
بدوره، اعتبر الباحث الثقافي رمزي الغزوي أن المكتبات الرقمية لا تقدم المعرفة فحسب بل تعيد تشكيل أنماط الثقافة في المجتمع حيث بات الجيل الجديد يقضي ساعات طويلة في القراءة عبر الأجهزة الذكية.
وقال إن المكتبات الرقمية تفتح المجال أمام تعزيز عادة القراءة التي تراجعت في العقود الأخيرة بسبب انشغال الناس بوسائل الإعلام المرئية، لافتاً إلى أن الكتب الإلكترونية أعادت جزءاً من التوازن بين الترفيه الرقمي والثقافة الرقمية.
وأضاف الغزوي أن تنوع المحتوى بين الأدب والفنون والعلوم الإنسانية والكتب المتخصصة يسهم في صقل شخصية الفرد وتنمية مهاراته الفكرية، وهو ما ينعكس إيجاباً على المجتمع ككل، مشيراً إلى أن إتاحة الوصول إلى المعرفة دون قيود جغرافية أو مالية يعد مكسباً كبيراً، خاصة لطلبة القرى والمناطق النائية.
وفي السياق ذاته، أكدت طالبة ماجستير النطق في الجامعة الاردنية سارة الشعلان أن سهولة تحميل الكتب عبر الإنترنت تساهم في توسيع مدارك الباحثين، مضيفة انها أصبحت قادرة على الاطلاع على كتب أجنبية في تخصصها لم تكن متوفرة في المكتبة الجامعية وتساهم في إعداد أبحاثها العلمية بشكل أسرع وأكثر دقة.
واشارت إلى أن الاستثمار في تطوير المكتبات الرقمية محلياً وتوفير اشتراكات جامعية في قواعد بيانات عالمية يعد خطوة استراتيجية لتطوير العملية التعليمية والثقافية، مشددة على ضرورة غرس الوعي لدى الطلبة حول الاستخدام الأمثل لهذه الموارد، بما يحولها من مجرد وسيلة للقراءة إلى أداة لبناء القدرات وتنمية المهارات.
من جانبه، قال المتخصص في الاعلام الرقمي الدكتور عدي قاقيش إن المكتبات الرقمية أتاحت للطلاب والباحثين الوصول إلى مراجع علمية متخصصة كانت تحتاج في السابق إلى وقت وجهد للحصول عليها من المكتبات التقليدية، مشيراً إلى أن هذا التحول يسهم في بناء جيل يمتلك القدرة على البحث والتحليل وتطوير أدواته المعرفية.
وأضاف أن القراءة عبر المنصات الإلكترونية لم تعد مقتصرة على الكتب بل شملت مقالات علمية وأبحاثاً ومجلات محكمة ما يوفر بيئة تعليمية متكاملة للطلبة والمهتمين، مؤكداً أن المهارات الرقمية التي يكتسبها القارئ أثناء بحثه وتنظيم مصادره تعزز من قدرته على التعلم الذاتي، وهو ما يتماشى مع متطلبات سوق العمل الحديث.