انخفاض أسعار النفط عالميًا مع تزايد المعروض

وكالات - السوسنة

سجلت أسعار النفط العالمية تراجعًا ملحوظًا بنهاية تداولات الجمعة، إذ بلغ سعر خام برنت 59.37 دولارًا للبرميل منخفضًا بمقدار 1.69 دولار أو ما نسبته 2.77% مقارنة بالجلسة السابقة. كما انخفض خام غرب تكساس الوسيط (WTI) إلى 56.46 دولارًا للبرميل، متراجعًا بـ1.75 دولار، ما يعادل 3.01%. وتأتي هذه الخسائر استكمالًا للهبوط الحاد الذي شهده شهر أبريل 2025، حيث خسر خام برنت نحو 15% من قيمته، بينما تراجع خام غرب تكساس بنسبة 18%، وهو أكبر انخفاض شهري منذ نوفمبر 2021.

تأثرت الأسعار بعدة عوامل، أبرزها التقارير التي تشير إلى نية السعودية وعدد من أعضاء تحالف أوبك+ رفع مستويات الإنتاج بدءًا من يونيو 2025، مما يهدد بزيادة المعروض في السوق وسط ضعف في الطلب. ومن المرتقب أن يعقد التحالف اجتماعًا في 5 مايو لمناقشة سياسات الإنتاج المستقبلية، وهي خطوة تترقبها الأسواق لتحديد المسار المقبل للأسعار.

في المقابل، ساهمت الحرب التجارية العالمية في تراجع توقعات الطلب على الوقود، خاصة مع تباطؤ النمو في اقتصادات كبرى مثل الصين. ورغم تصريحات صينية مؤخراً أبدت فيها استعدادًا للحوار مع الولايات المتحدة، إلا أن تأثير ذلك على آفاق الطلب لا يزال محدودًا في الوقت الراهن.

وعززت البيانات الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية من الضغوط على السوق، حيث أظهرت ارتفاع مخزونات الخام الأمريكية بمقدار 3.8 مليون برميل الأسبوع الماضي، مقارنة بتوقعات بزيادة لا تتجاوز 400 ألف برميل، ما يشير إلى فائض متزايد في الإمدادات.

على الصعيد الجيوسياسي، هدأت حدة المخاوف مؤخرًا بشأن تصعيد التوترات في الشرق الأوسط، إلا أن التهديدات المحتملة ضد المنشآت النفطية في منطقة الخليج تظل قائمة، وتشكل عامل قلق دائم للأسواق.

تشير التوقعات على المدى القصير إلى استمرار الضغط على الأسعار بفعل فائض المعروض وتراجع التوقعات للطلب العالمي، مع ترقب نتائج اجتماع أوبك+ المقبل. أما على المدى البعيد، فيتوقع البنك الدولي أن يبلغ متوسط سعر برميل النفط حوالي 81 دولارًا في 2024، مع احتمالات لمزيد من التراجع خلال 2025، ما لم تحدث مستجدات إيجابية مثل تمديد تخفيضات الإنتاج أو حدوث اضطرابات مفاجئة في الإمدادات.

من الناحية الفنية، تتداول أسعار خام غرب تكساس بالقرب من مستويات دعم رئيسية عند 58.03 دولار، مع احتمال اختبار مستويات أقل عند 57.25 دولار إذا استمر الضغط الهبوطي. ويستمر الاتجاه العام في التراجع، رغم وجود مؤشرات فنية على احتمال تكوّن قاع مؤقت في حال تحسنت الظروف الاقتصادية العالمية .   

إقرأ المزيد :