اخبار الاردن
موقع كل يوم -صحيفة السوسنة الأردنية
نشر بتاريخ: ١٣ تشرين الأول ٢٠٢٥
السوسنة - أثار مهرجان 'فيبدا' الدولي للشريط المرسوم في الجزائر جدلًا واسعًا بعد تنظيمه في ساحة رياض الفتح بمقام الشهيد، حيث شارك فيه مراهقون وأطفال بارتداء أزياء تنكرية تحاكي شخصيات الأنمي وألعاب الفيديو، ما اعتبره البعض إساءة لرمزية المكان الذي يخلّد شهداء الثورة الجزائرية.
وانتشرت صور المشاركين على مواقع التواصل الاجتماعي، لتثير موجة من الانتقادات، وصلت إلى قبة البرلمان الجزائري.
وطالب النائب زكريا بلخير بفتح تحقيق حول ظروف الترخيص للحفل، معتبرًا أن بعض المشاركين تأثروا بما وصفه بـ'فكر عبدة الشيطان'، فيما وجّه رئيس لجنة التربية الوطنية والبحث العلمي والشؤون الدينية عريضة رسمية إلى الوزير الأول، مستنكرًا ما وصفه بمشاهد تمسّ بحرمة مقام الشهيد والقيم الوطنية والدينية.
في المقابل، قدّم الأمين العام السابق للمجلس الإسلامي الأعلى، بوزيد بومدين، رؤية مغايرة، مؤكدًا أن ثقافة الأنمي العابرة للحدود لا تحمل بالضرورة رموزًا دينية مخالفة، بل تطرح أحيانًا قضايا عادلة تتماشى مع تطلعات الشباب.
وأشار إلى أن غياب إنتاج محلي موجه للشباب جعلهم يتأثرون بمحتوى خارجي، في ظل هيمنة الصورة والألوان على الخطاب المعاصر.
من جانبه، اعتبر المختص الاجتماعي عبد الحفيظ صندوقي أن مهرجان 'فيبدا' يمثل فرصة لإبراز مواهب الأطفال والمراهقين في مجالات فنية متعددة، مشيرًا إلى أن التأثر بالرسوم المتحركة ليس جديدًا، لكنه اليوم بات خارج السيطرة بسبب انتشار المحتوى عبر الإنترنت، ما يصعّب على أولياء الأمور مراقبة ما يستهلكه أبناؤهم.
ودعا صندوقي إلى ضرورة تنظيم مثل هذه الفعاليات من قبل الجهات المعنية، لضمان توافق المحتوى مع التوجه الثقافي والاجتماعي للبلاد، وتفادي الصدام بين الأجيال، خاصة في ظل اتساع الفجوة بين نظرة الجيل القديم والجديد تجاه الفنون المعاصرة.