اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ٢١ تشرين الأول ٢٠٢٥
بعد سرقة كنوز متحف اللوفر.. هل تقف مافيا 'الفهود الوردية' خلف الحادث؟
عاد الجدل حول عصابة (الفهود الوردية)، إحدى أخطر شبكات الجريمة المنظمة في العالم، بعد الاشتباه في تورطها في عملية السطو الأخيرة على متحف اللوفر الفرنسي، إذ استهدفت قاعة 'أبولو' الشهيرة، التي تضم جواهر نادرة من تراث فرنسا الملكي.
ونفّذ اللصوص، الذين يُعتقد أنهم ينتمون إلى العصابة المعروفة بجرأتها ودقتها العسكرية، العملية متنكرين في زيّ عمّال صيانة يستخدمون رافعة صيانة للوصول إلى الطابق العلوي من المتحف، قبل أن يباشروا بكسر صناديق العرض الزجاجية عالية الأمان بمناشير كهربائية، ويستولوا على ثماني تحف نادرة خلال سبع دقائق فقط.
وشملت المسروقات تاجاً مرصعاً بالياقوت وقطع مجوهرات تعود إلى ملكات القرن التاسع عشر مثل ماري أميلي وهورتنس، إضافة إلى عقد وأقراط من طقم الإمبراطورة ماري لويز زوجة نابليون بونابرت، وتاجاً وبروشاً مذهباً للإمبراطورة أوجيني، وجميعها قطع لا تقدّر بثمن من المجموعة الإمبراطورية الفرنسية.
وتخشى السلطات الفرنسية أن يقوم اللصوص بإذابة الجواهر لطمس هويتها قبل بيعها في السوق السوداء، نظراً لفرادتها وصعوبة تداولها.
من جانبه، قال الخبير الأمني البريطاني ويل جيديس لصحيفة 'مترو' البريطانية إن 'السرقة تحمل بصمات الفهود الوردية الواضحة'، مضيفاً أن العملية كانت 'منفذة بطلب محدد وتخطيط احترافي'، موضحاً أن اللصوص تحركوا 'في التاسعة والنصف صباحاً، في وضح النهار، ما يعكس ثقة عالية وتنظيماً بالغاً'.
وتُعرف عصابة 'الفهود الوردية' بأنها تضم مئات الأعضاء المنحدرين من دول البلقان مثل صربيا ومونتينيغرو والبوسنة، وكثير منهم جنود سابقون يتمتعون بخبرة في التدريب العسكري.
وتقدّر الإنتربول عدد أفراد الشبكة النشطة حول العالم بنحو 800 عضو.
وللعصابة تاريخ طويل من الجرائم الجريئة؛ فقد نفذت في عام 2003 سرقة ألماس بقيمة 23 مليون جنيه إسترليني من متجر 'غرايف' في لندن، كما استهدفت متحفاً في سويسرا عام 2008 وسرقت لوحات لــ'مونيه' و'فان غوخ' و'سيزان' و'ديغا' تجاوزت قيمتها 119 مليون جنيه.
في المقابل، فجّرت الحادثة الأخيرة موجة غضب في الأوساط الفرنسية الرسمية، بعدما أقرّ وزير العدل جيرالد دارمانان بـ'فشل الدولة في حماية رمز ثقافي عالمي'، قائلاً إن الحادثة 'قدّمت صورة مؤسفة عن فرنسا'، مؤكداً وجود ثغرات فادحة في نظام الحماية بالمتحف.
وكشف تقرير مسرّب من هيئة الرقابة الفرنسية أن ثلث غرف جناح 'دنتون'، حيث وقعت السرقة، خالية تماماً من الكاميرات، رغم الميزانية السنوية الضخمة للمتحف التي تتجاوز 280 مليون جنيه إسترليني، فيما لم يتدخل الحراس في الوقت المناسب، ولم تستجب الشرطة فوراً للإنذار.
وبينما يستمر التحقيق، تتزايد المؤشرات على أن السرقة لم تكن عملاً عشوائياً، بل عملية مُحكمة نفذها محترفون يعرفون كل تفصيلة من نظام الأمن في اللوفر، في مشهد يعيد للأذهان سلسلة الجرائم التي رسّخت أسطورة 'الفهود الوردية' كأشهر عصابة سرقة في القرن الحادي والعشرين.












































