حكاية المواطن م

يقود . م . سيارته ( كيا ) التي احتفلت للتو بعيد ميلادها العشرين ، وقد تعاقب على ملكيتها وطلاقها ثلاثة أشخاص قبل أن تؤول الى عصمته قبل خمس سنوات ..

يقول أصدقاء م الطفرانين مثله ان العبرة بالسائق وليس نوع السيارة في الشوارع المزدحمة وعلى رأي المثل يقول . م . ( ان الفرس من الفارس ) ، ولكي يثبت م هذه النظرية فإنه يستمتع بمضايقة سيارة رينج روفر أو كاديلاك أو مرسيدس حديث فيخاطر بتجاوزها مثل البرق لينظر في المرآة خلفه غير عابئ بالابواق التي انطلقت احتجاجا على عبوره ( الوقح ) المتهور ، ولكنه يشعر الان بالتفوق والاحتراف .

كل يوم يشعر . م . بالتفوق على أولئك الاغنياء بسياراتهم الحديثة فيتعمد تجاوزهم وكسر غرورهم _ حسب تعبيره _ ويستمتع بمضايقتهم خصوصا اذا كان السائق الآخر تلك الفتاة ذات النظارة السوداء والسيارة الحديثة البيضاء ،، فيكرر إثبات نظرية التفوق الخاصة به محققا أنجازات نفسية يوميا وبذات الوقت يلوم الزمن ( الذي يعطي الحمص لمن ليس له أسنان ) .

لم يدرك . م . ان نظريته للتفوق وانتصاراته النفسية على الاغنياء المرفهين التي يتباهى بالحديث عنها مع شله مقهى (خبيني )مساء حصدت له أعلى رصيد من مخالفات السير يمكن لمثله ان يحصل عليه ،، نعم يا سيد . م . فللنصر ثمن والانجازات العظيمة تأتي بكلفة كبيرة .

اخر مخالفة تلقاها . م . كانت مخالفة انتهاء ترخيص المركبة ،، وحين وجد ان رصيد المخالفات عدة مئات من الدنانير انضم فورا الى المعارضة التي رفعت شعارات ضد حكومة الجباية التي افقرت المواطن ، وفي حراج السيارات رمى يمين طلاق بالثلاث على ( الكيا ) .

لقد تكسرت نظرية تفوق . م . عند محاسب ترخيص المركبات وانهارات إنجازاته النفسية عندما اضطر للاقتراض من عدد من الأصدقاء لتجميع رسوم الترخيص والمخالفات فقرر الهجرة من هذا البلد الذي لايقدر ولا يحترم المتفوقين ولم يترك كلمة سلبية في قانوس العربية ألا وصف بها الوطن ، وعندما قال وداعا لم يجبه احد ولم يسأله أحد عن وجهته حتى الان .