اخبار الاردن
موقع كل يوم -صحيفة السوسنة الأردنية
نشر بتاريخ: ١٣ أيار ٢٠٢٥
عمان - السوسنة – ناقش المشاركون في حوارية بعنوان 'هل ما تزال مهنة التعليم محل تقدير؟' التي نظمها المنتدى الثقافي في مؤسسة عبد الحميد شومان بالتعاون مع جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي، التحديات المتزايدة التي تواجه مهنة التعليم في الأردن، مؤكدين أن مكانة المعلم تراجعت بشكل ملحوظ في المجتمع خلال العقود الأخيرة.
وأكد المشاركون في الحوارية أن المجتمع الأردني شهد تحولات عميقة في بنيته الاجتماعية والثقافية، انعكست على صورة المعلم ومكانته. فقد كان المعلم في الماضي يُنظر إليه كرمز تربوي وقيمي، لكن مع مرور الوقت، أصبح في نظر العديدين مجرد موظف يؤدي واجبًا محددًا تحت وطأة أعباء متزايدة، دون أن يحظى بالتقدير أو الثقة الكافية من المجتمع أو الدولة. هذا التراجع لم يكن فجائيًا، بل هو نتيجة تحولات اقتصادية وثقافية معقدة.
وأوضح الدكتور هاني الضمور، أحد المشاركين في الحوارية، أن مكانة المعلم لا تتعلق فقط بوظيفته، بل بشخصيته الأخلاقية والفكرية في المجتمع، إذ يسهم في تشكيل وعي الأجيال. كما أشار إلى أن الاستقرار المادي يعد أحد العوامل الأساسية لنجاح أي مهنة، ولكنه في مهنة التعليم يصبح أكثر من مجرد مطلب وظيفي؛ فهو عنصر حاسم في الحفاظ على دافعية المعلم وإبداعه، وبالتالي في تعزيز جودة التعليم.
من أبرز الصعوبات التي تم الإشارة إليها هي التحولات الاقتصادية والثقافية التي ساهمت في تقليص قيمة التعليم كمسار اجتماعي، وتغير مفهوم النجاح المجتمعي لصالح المهن التي توفر دخلًا أعلى أو شهرة أكبر. بالإضافة إلى ذلك، تراجع دور الأسرة في العملية التعليمية والتربوية. أما عن التحديات العملية، فقد تطرق المشاركون إلى مشكلة الاكتظاظ في الصفوف الدراسية، التي تؤثر سلبًا على جودة التعليم، خاصة في المدارس الحكومية والمناطق التي تشهد كثافة سكانية مرتفعة أو التي تستقبل اللاجئين.
وأشار الدكتور الضمور إلى ضرورة بناء منظومة حوافز شاملة تعترف بجهود المعلمين وتكافئ تطورهم المهني، مع التأكيد على أهمية توفير مسارات مهنية عادلة تضمن التقدم للمعلمين الذين يستحقونه. وأكد أن استعادة مكانة المعلم تتطلب مشروعًا وطنيًا شاملاً، يشمل شراكة بين المجتمع والدولة، ويعترف بأهمية المعلم كركيزة أساسية في إصلاح النظام التعليمي.
من جانبها، لفتت الأستاذة عبير النعيمي، الحائزة على جائزة الملكة رانيا للمدير المتميز، إلى الإجراءات الجديدة التي اتخذتها الجهات المعنية لتحسين ظروف المعلمين، ومنها استحداث 'الرتب' لتطوير قدرات المعلم وتحسين وضعه المعيشي، مما سينعكس إيجابًا على العملية التعليمية.
كما أكدت النعيمي على أهمية الدور الذي يمكن أن يلعبه الإعلام التربوي في تسليط الضوء على قصص النجاح وتعظيم الإنجازات التربوية، مما يساهم في رفع مكانة المعلم وتحفيز العمل التربوي بشكل عام.
في ختام الحوارية، أشارت الأستاذة ماجدة العتوم إلى أن مكانة المعلم كانت تحظى بتقدير كبير في الأردن قبل أربعة عقود، حيث كان يعتبر من صناع الأجيال ومركز التقدم المجتمعي. ولكن مع مرور الزمن، تراجعت هذه المكانة بسبب التحديات التي فرضتها التحولات الاجتماعية والاقتصادية، مما أثر بشكل مباشر على النظرة العامة للمعلم وظروف عمله.
ختامًا، أكد المشاركون أن إعادة تقدير مهنة التعليم في الأردن يتطلب جهودًا مشتركة من جميع الأطراف، بما في ذلك الحكومة والمجتمع المحلي، لضمان تحسين الظروف المعيشية والمهنية للمعلمين، وبالتالي تحسين جودة التعليم في المملكة.