اخبار الاردن
موقع كل يوم -الوقائع الإخبارية
نشر بتاريخ: ٢١ تشرين الثاني ٢٠٢٥
الوقائع الإخباري: مع التسارع الكبير في التحول الرقمي، يجد التلفزيون التقليدي نفسه أمام تحديات واسعة تتطلب إعادة تعريف دوره في حياة الأفراد، وفق ما يؤكده خبراء وإعلاميون. ويبلغ عدد المحطات الفضائية المرخّصة في الأردن 19 محطة، بحسب بيانات هيئة الإعلام المرئي والمسموع.
وبمناسبة اليوم العالمي للتلفزيون، شدّد مختصون على أهمية الإعلام المسؤول كأداة فاعلة لترسيخ الحقيقة والمبادئ الأخلاقية، مؤكدين أن التلفزيون ما يزال يلعب دورًا محوريًا في تشكيل وعي المجتمع وثقافته وقيمه، ولم يعد مجرد وسيلة ترفيه أو إخبار بل عنصرًا مؤثرًا في بناء الرأي العام.
وأشاد الخبراء بالنموذج الأردني في تطوير الإطار التشريعي الناظم لقطاع الإعلام، خصوصًا المرئي والمسموع، بما يعكس إدراكًا رسميًا لأهمية هذا القطاع في تعزيز الوعي العام.
تحول في عادات المشاهدة وتحديات جديدة الدكتور محمود الرجبي، أستاذ الإعلام الرقمي المشارك ومدير مركز التدريب الإعلامي في جامعة الشرق الأوسط، أوضح أن المنصّات الرقمية أحدثت قفزة كبيرة في أنماط المشاهدة داخل الأردن، خاصة بين فئة الشباب. وقال إن التلفزيون التقليدي بات يُستخدم بشكل رئيس لمتابعة الأخبار والفعاليات الوطنية، فيما انتقلت متابعة الأفلام والمسلسلات إلى منصات مثل 'نتفليكس' و'يوتيوب' والمنصات العربية، مع تزايد الاعتماد على الهواتف الذكية بدل الشاشات المنزلية.
وبيّن الرجبي أن أبرز التحديات تشمل تراجع نموذج الإعلان التلفزيوني وهجرة المعلنين نحو المنصّات الرقمية الأكثر قدرة على استهداف الجمهور، إلى جانب ضعف البيانات حول المشاهدين وارتفاع تكاليف التحول التقني وتعقيدات حقوق الملكية الفكرية.
وأشار إلى أن هذه التحديات تفتح الباب أمام فرص جديدة، منها إنتاج محتوى محلي عالي الجودة قابل للتسويق عبر منصّات البث العالمية، واستثمار الأرشيف التلفزيوني، وربط الشاشة التقليدية بوسائل التواصل الاجتماعي لبناء تفاعل أكبر مع الجمهور.
كما دعا إلى دمج المقاييس التقليدية للمشاهدة مع مؤشرات رقمية حديثة تشمل مدة المشاهدة، ونسب الإكمال، والتفاعل، إضافة إلى تطوير لوحات قياس موحّدة تربط بيانات البث الأرضي والفضائي والرقمي.
التلفزيون كأداة للتنشئة الاجتماعية وتشكيل القيم من جانبه، أكد الدكتور يوسف الشرمان، أستاذ علم الاجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية، أن التلفاز ما يزال وسيلة مؤثرة في كل بيت، وقد أصبح في كثير من الأحيان بديلاً عن الأسرة والمدرسة في عملية التنشئة الاجتماعية. وأوضح أن التلفزيون يسهم بشكل كبير في غرس القيم والسلوكيات عبر أساليب مؤثرة تستند إلى التكرار والمشاهدة.
وأشار الشرمان إلى أن المحتوى التلفزيوني يعكس التنوع الاجتماعي والثقافي، ويسهم في ترسيخ الهوية الوطنية والدينية من خلال الدراما والبرامج الحوارية والوثائقية، مستشهدًا بنظرية 'الغرس الثقافي' التي تبيّن قدرة التلفاز على تشكيل تصورات الناس عن الواقع.
كما لفت إلى دور التلفزيون في الضبط الاجتماعي عبر توجيه السلوكيات الإيجابية والتحذير من السلوكيات السلبية، مؤكدًا أن الجائحة مثال واضح على تأثير الإعلام التلفزيوني في تغيير أنماط الحياة.
إطار تشريعي متطور يدعم حرية الإعلام أما الدكتور ليث نصراوين، أستاذ القانون الدستوري في الجامعة الأردنية، فأشار إلى أن الأردن قدّم نموذجًا متقدمًا في تنظيم الإعلام المرئي والمسموع، من خلال تشريعات دستورية وقانونية عززت حرية التعبير ووفرت حماية قانونية لوسائل الإعلام. وأوضح أن تعديلات عام 2011 الدستورية شكّلت نقطة تحول مهمة بإقرار ضمانات تمنع تعطيل أو إغلاق وسائل الإعلام إلا وفق القانون.
وبيّن نصراوين أن قانون الإعلام المرئي والمسموع لعام 2015 يُعدّ التشريع الأبرز في تنظيم العمل التلفزيوني، حيث يضبط إجراءات الترخيص ومعايير المحتوى ويلزم المؤسسات بالمعايير المهنية. كما تكاملت معه قوانين الاتصالات، والمطبوعات والنشر، وضمان حق الحصول على المعلومات، إلى جانب تشريعات الملكية الفكرية التي أسهمت في حماية الإنتاج التلفزيوني والدرامي من القرصنة.
وأكد أن قانون الجرائم الإلكترونية وفّر مظلة حماية إضافية في ظل التحول الرقمي، من خلال مكافحة الأخبار المضلّلة وخطاب الكراهية والاعتداء على المحتوى التلفزيوني، مما عزز ثقة الجمهور بالإعلام المحلي.
يُذكر أن الأمم المتحدة خصصت يوم 21 تشرين الثاني يومًا عالميًا للتلفزيون، اعترافًا بالدور المتزايد لهذه الوسيلة في صناعة القرار والتأثير في الرأي العام والفضاء السياسي العالمي.












































