الروابدة: الاختلاف مع الحكومات أمر طبيعي

استضافت جامعة الشرق الأوسط الدكتور عبد الرؤوف الروابدة، رئيس الوزراء الأسبق، خلال فعالية حوارات الشرق الأوسط بعنوان: “عبد الرؤوف الروابدة… مسيرتي”، وذلك بحضور رئيس مجلس الأمناء الدكتور يعقوب ناصر الدين، ورئيسة الجامعة الأستاذة الدكتورة سلام المحادين، ونائب الرئيس الأستاذ الدكتور أحمد اللوزي، وعضو مجلس النواب الأستاذة الدكتورة تمارا ناصر الدين، ووزيرة العمل السابقة الدكتورة ناديا الروابدة، إلى جانب أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية في الجامعة.

وفي كلمته، أشاد الدكتور ناصر الدين بمسيرة الروابدة، واصفًا إياها بالنموذج الملهم في القيادة والمعرفة، ومؤكدًا أن استحضار الماضي ضرورة لتفسير الحاضر وبناء المستقبل، وأن الروابدة يمثل مدرسة وطنية ثرية بالتجارب التي تستحق التأمل والتعلم.

وخلال الحوارية التي أدارها الإعلامي الأستاذ الدكتور هاني البدري عضو هيئة التدريس في كلية الإعلام، أعرب الروابدة عن سعادته بلقاء طلبة الجامعة، مؤكدًا اعتزازه بدور جامعة الشرق الأوسط في ترسيخ قيم الحوار الوطني.

واستعرض الروابدة خلال اللقاء محطات مفصلية من مسيرته العملية والسياسية وتجربته الممتدة في العمل العام، متناولًا أبرز التحديات والإنجازات التي طبعت مسيرته في مختلف المواقع القيادية التي شغلها. وقدّم رؤى تحليلية عميقة مستندًا إلى خبرته الطويلة في مؤسسات الدولة، ومؤكدًا أن مسيرته قامت على الاجتهاد والجدية والبحث المستمر عن المعرفة، منذ نشأته وحتى خدمته في مواقع الدولة المختلفة. كما شدّد على ثوابت النهج الأردني في الحكم والإدارة، وعلى أهمية ترسيخ قيم الانتماء والاعتدال والمسؤولية في وجدان الأجيال القادمة.

وأكد الروابدة على أهمية العلم والاستثمار فيه باعتباره الطريق الأنجح لبناء الأوطان، مشيرًا إلى أن المسؤولية الوطنية تبدأ من وعي الفرد بدوره وإدراكه أن الوظيفة ليست امتيازًا شخصيًا، بل واجب لخدمة الوطن والمواطنين. وأضاف أن البحث عن المعرفة يمثل حجر الأساس في تقدم الدول وبناء الإنسان القادر على التطوير والتأثير.

وشدد على أن المواطن هو أساس قوة الوطن، وأن الاستثمار في العلم يشكل الطريق الأهم لتعزيز هذه القوة، لافتًا إلى أن الاختلاف مع الحكومات أمر طبيعي، بينما تبقى الدولة الثابت الذي يجب الحفاظ عليه وصون استقراره. كما أشار إلى أهمية حماية الوطن والتمسك بهويته باعتبارهما مسؤولية مشتركة لا تتجزأ.

وفي ختام الجلسة، دار نقاش موسّع بين الروابدة والطلبة، تناول مجموعة من أبرز القضايا على الساحة الأردنية، إضافة إلى قضايا تهم الشباب ودورهم في صناعة المستقبل. وعبر الطلبة عن تقديرهم للتجربة الثرية التي قدمها الروابدة واستفادتهم من رؤيته وخبراته الملهمة.