اخبار الاردن
موقع كل يوم -وكالة جراسا الاخبارية
نشر بتاريخ: ٣١ تموز ٢٠٢٥
أصدرت الشبكة الشرق أوسطية للصحة المجتمعية (إمفنت) تقريرا إقليميا يدعو إلى اعتماد حلول صحية مستدامة تقودها المجتمعات المحلية، باعتبارها المسار الأمثل لتعزيز النظم الصحية في البيئات الهشة والمتأثرة بالنزاعات وتغير المناخ، ويأتي في ظل تعقيدات صحية متزايدة تعصف بالمنطقة.
ويستند التقرير إلى 15 عاماً من الخبرة الميدانية في أكثر من 15 دولة، من أفغانستان إلى المغرب، ويعرض نهجا مرتبطا بالواقع المحلي، للتعامل مع التحديات الصحية المتنامية، بما في ذلك ارتفاع معدلات الأمراض غير السارية، ومخاطر تفشي الأوبئة، وتعطل الخدمات الصحية في البيئات الهشة.
وقال المدير التنفيذي لإمفنت، الدكتور مهند النسور، إن المخاطر الصحية في المنطقة باتت مترابطة ومعقدة، وتتشكل بفعل متغيرات متسارعة، موضحاً أن التقرير يقدم نُهجًا ميدانية مجرّبة يمكن البناء عليها وتوسيع نطاقها في الوقت الراهن.
وبين أن التقرير يبرز مجموعة من النماذج التي حققت أثرا ملموسا ومستداما في سياقات مختلفة، من بينها الاستثمار في التعليم العملي داخل النظام الصحي على كافة المستويات، إذ ساهمت في تعزيز قدرات الاستجابة للطوارئ وضمان استمرارية تقديم الخدمات الأساسية في أكثر من اثنتي عشرة دولة، بالإضافة إلى النهج المجتمعية التي عززت الملكية المحلية وأسفرت عن نتائج ملموسة، شملت تحسين تقبّل اللقاحات، وتوسيع الوصول إلى السكان المحرومين والمعرضين للخطر، وتقوية نظم الإبلاغ الخاصة بالتحصين الروتيني، وتحفيز التغيير السلوكي في مجالات الأمراض غير السارية، خصوصا مكافحة التبغ.
ويبرز التقرير، إرساء الممارسات المهنية المستدامة من خلال تطوير واعتماد إجراءات تشغيلية موحدة وأدلة توجيهية في مجالات مثل إدارة المخاطر البيولوجية، والاستجابة السريعة، ومبادرات الصحة الواحدة، مما مكن من دمج هذه الممارسات في البيئات الهشة والمستقرة على حد سواء، وايضا تعزيز القرار المستند إلى البيانات من خلال توظيف علم التنفيذ في دعم تبني تدخلات فعالة من حيث التكلفة، مؤكدا أهميته في البيئات منخفضة الموارد وبين الفئات السكانية الهشة، بمن فيهم اللاجئون.
وأشار التقرير إلى أن التعاون بين القطاعات وتبني نهج يشمل المجتمع بأكمله أدى إلى تعزيز الاستجابة المنسقة للتحديات المشتركة، خصوصًا عبر تطبيق مبادئ 'الصحة الواحدة' في الرصد المتكامل للأمراض الحيوانية المنشأ والمخاطر الصحية المرتبطة بالمناخ.
وأوضح النسور أن التقرير يأتي في ظل تغيّرات تشهدها خارطة التمويل الصحي عالميا، واستمرار الاعتماد على النداءات الطارئة، حيث يُظهر الحاجة إلى أن تضطلع الجهات الفاعلة إقليميا بدور أكثر بروزا في رسم ملامح مستقبل الصحة العامة، كما يُبرز أهمية التعاون الإقليمي المتزايد والاعتراف المتنامي بالخبرات المحلية بوصفها مصدرًا للابتكار والتنفيذ.