خلافات داخل حكومة الاحتلال إثر عمليات بشمال القطاع

عمان- احتدم الخلاف داخل حكومة الاحتلال، حد استقالة أحد مسؤوليها، بسبب عودة العمليات العسكرية بشمال قطاع غزة، وكأنه الانكفاء للمربع الأول من مسار العدوان، في ظل تداول النسخة الأحدث من الرؤية الصهيونية لإدارة القطاع بعد الحرب، بما يضمن إحكام السيطرة الكاملة والتخلص من المقاومة الفلسطينية.

واندلعت الخلافات الحادة بين رئيس حكومة الاحتلال، 'بنيامين نتنياهو'، وأعضاء مجلس الحرب، فيما استقال المسؤول عن رسم الشؤون الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الصهيوني، 'يورام حامو'، حول ملفات رفح واليوم التالي للعدوان والبديل عن حركة حماس، عقب عودة القتال لشمال غزة، واستلام المقاومة زمام المبادرة فيها.

وأثارت أوساط سياسية وأمنية بالداخل المُحتل انتقادات واسعة لنتنياهو إزاء تقاعسه عن اتخاذ أي قرار بشأن 'اليوم التالي' للحرب، وبسبب عودة جيش الاحتلال لمناطق بغزة اجتاحها سابقاً، إزاء عودة أنشطة 'حماس' فيها، وفق القناة '12' بالكيان المحتل.

وفي ظل الخلاف الداخلي؛ فمن المرتقب أن تنظر حكومة الاحتلال في خطة نوقشت مؤخراً ضمن ما يسمى مجلس الأمن القومي الصهيوني حول شكل الحكم في قطاع غزة بعد الحرب، وسط انتقادات جيش الاحتلال للقيادة السياسية الصهيونية بسبب غياب خطة سياسية واضحة بهذا الشأن.

وتتضمن خطة الاحتلال إحكام السيطرة العسكرية والمدنية الاحتلالية على قطاع غزة من خلال 'إدارة مدنية' احتلالية لمدة تتراوح من ستة أشهر إلى سنة، من قبل منسق نشاط حكومة الاحتلال في الأرض الفلسطينية المحتلة، كما سيتم توفير الخدمات لسكان غزة من خلال شركات خاصة، وفق الإذاعة الصهيونية الرسمية. 

وتزعم الخطة بأن السيطرة على القطاع ستنتقل في نهاية المطاف إلى جهات محلية غير معادية للكيان المُحتل، حيث تجري الأجهزة الأمنية والقيادة السياسية الاحتلالية، محادثات واجتماعات داخلية لصياغة هذه الخطة.

ووفق مخطط 'نتنياهو' فإن الطريقة الوحيدة لتشكيل حكومة بديلة في غزة هي القضاء التام على جميع آليات حركة 'حماس' بالقطاع، وفق مزاعمه.

وترى وسائل إعلام الاحتلال، من بينها 'القناة 12'، أن جيش الاحتلال سيبقى عالقاً في قطاع غزة طالما لا يوجد تصور سياسي يسمح بتعبئة الفراغ الذي يتركه عندما ينسحب من مناطق داخل قطاع غزة ، بما يستدعي إيجاد بديل حاكم لحماس، وطالما لا يوجد حل آخر، وطالما لا توجد سياسة، فمن المتوقع أن يستمر الجيش في العودة إلى مناطق دخلها من قبل.

وفي نفس السياق؛ أشارت وسائل إعلام الاحتلال إلى تحذيرات وجهها رئيس أركان جيش الاحتلال، 'هرتسي هليفي'، إلى 'نتنياهو'، من تداعيات 'عدم اتخاذ قرارات إستراتيجية وغياب عملية سياسية في غزة بالتوازي مع الهجوم العسكري على القطاع، لتشكيل هيئة حكم بديلة لحركة 'حماس' .

وطبقاً لبيان صادر عن المتحدث باسم جيش الاحتلال، فإن قواته تهاجم وتتصرف حاليًا ضد أهداف تابعة لحركة حماس في منطقة جباليا، وذلك يأتي للمرة الثانية بعد أن كان جيش الاحتلال قد أعلن عن 'تجريد كتائب حماس في جباليا من قدراتها العسكرية في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي'، وفق مزاعمه.

وأفادت القناة 13 بالكيان المُحتل، بأن 'هليفي' انتقد 'نتنياهو' خلال إحدى المداولات التي عقدها المجلس السياسي- الأمني (الكابينيت الموسع) خلال الفترة الماضية، واستنكر عدم وجود خطة سياسية تؤدي إلى تشكيل 'سلطة بديلة' لحركة حماس في قطاع غزة.

وبحسب القناة نفسها؛ فقد حذر 'هليفي' من أن ذلك يؤدي إلى ضياع الإنجازات العسكرية، ويدفع جيش الاحتلال إلى العودة لمواجهة قوات المقاومة الفلسطينية في مناطق كان قد أعلن السيطرة عليها في شمال القطاع.

وأفادت بأن جيش الاحتلال يعمل 'مرة أخرى في جباليا، طالما لا توجد عملية سياسية تؤدي إلى تشكيل هيئة حكم غير تابعة لحماس في القطاع، سيتعين عليه العمل مراراً وتكراراً هناك وفي أماكن أخرى لتفكيك البنية التحتية للحركة'، وفق مزاعمها.

وفي وقت سابق أول من أمس، دعا جيش الاحتلال الأهالي في مدينتي جباليا وبيت لاهيا والمناطق المحيطة بهما إلى مغادرة منازلهم والتوجه إلى الملاجئ في غرب مدينة غزة.

يأتي ذلك في ظل تعثر مفاوضات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة بسبب عراقيل 'نتنياهو'، بينما يواصل الاحتلال تصعيده الخطير في الضفة الغربية، باستشهاد الشاب الفلسطيني سامر ناصر رمانة (27 عاماً)، خلال اقتحام مخيم بلاطة، شرق نابلس.

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية باستشهاد الشاب رمانة، متأثرا بإصابته برصاص الاحتلال، كما أصيب آخرون خلال اقتحام الاحتلال لمخيم بلاطة، واندلاع المواجهات مع الشبان الفلسطينيين داخل المخيم، حيث أطلقت خلالها قوات الاحتلال الرصاص الحيّ باتجاههم.