اخبار الاردن
موقع كل يوم -سواليف
نشر بتاريخ: ٣ كانون الأول ٢٠٢٥
#الزهد_والورع عند أهل #الضلالات و #البدع
بقلم / #حمزة_الشوابكة
بداية؛ لا بد وأن نعرّج قليلا على معنى الزهد والورع عند أهل العلم، فالورع: هو ترك المحرمات وأشكالها، وأما الزهد: فهو ترك المحرمات والمشتبهات، وترك المباحات التي لا تنفع في الآخرة.
وبعد اختصار معنى الزهد والورع، نذهب إلى ما جسده أهل الضلال في تلكم الصفات الرفيعة، ما أدى إلى تزوير وتمزيق هوية هذه الخصال الحميدة، فجعلوا الورع في فُتاتٍ من المحرمات، وعند الدّسم؛ وجدوا؛ بل خاطوا ثوباً ألبسوه لتلكم المحرمات عُنوة، محرفين – عياذا بالله – المعنى الحقيقي للورع، فأكلوا الحرام بما خيط له من ثوب حلال- زعموا! ولم يكتفوا بالورع وتشويهه، بل؛ خاطوا لما هو أعلى منه درجة وهو الزهد، فخاطوا له ثوبا مدنسا بخبث نفوسهم، وعجرفة قلوبهم، ما أوجد مسارا جديدا لمعنى الزهد والورع، فأصبح الكثيرون من أدعياء دين الله ونصرته؛ أصبحوا يزهدون ويتورعون في قليل، ويلبسون ما خاطوا في كثير، فذهبوا بما هو من المحرمات؛ ليصبح من المكروهات بل ومن المباحات، بحجة أنهم أوجدوا مخرجا لذلك المأزق، فأكلوا الحرام، وأطعموه غيرهم، وغرقوا في زبده، كل ذلك لدناءة نفوسهم، وحرصهم على دنياهم، فباعوا الآخرة بقليل من الدنيا، ونسوا الله فنسيهم، وأغرقهم في طغيانهم، فضلوا وأضلوا.
ومما يدمع له القلب، ويندى منه الجبين؛ إقحام دين الله في تنفيذ هذه الشبهات والضلالات، ما أدى إلى أن يبيع الواحد دينه مقابل عرض من الدنيا، فحرفوا وبدلوا، متألين على الله، ما لم يقل به ورسوله وعلماؤه، فاحذروا هؤلاء المتأولين كذبا وبهتانا، فوالله ما دفعهم إلى ذلك، إلا تعلق قلوبهم في الدنيا دون الآخرة، وأما تأويلهم؛ فليس إلا لإرضاء نفوسهم الأمارة بالسوء لا غير، فاللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.












































