أكاديميون ومختصون في الكرك: يوم عرفة هو تجسيد إيماني روحاني

زاد الاردن الاخباري -

قال أكاديميون ومختصون في الفقه والشريعة الإسلامية في محافظة الكرك، إن يوم عرفة هو تجسيد إيماني روحاني، تلتقي فيه النفحات الإيمانية بمشاعر الصدق والإخلاص بالدعاء والتكبير والتسبيح والتهليل، وهو موسم للخيرات ومنافع للناس وتكاثر الحسنات ووقت الطاعات وتُكفر فيه السيئات وفضَّله الله على كثير من أيام العام وجعل فيه نفحات ربانية لعباده.

وقالوا في أحاديثهم لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن يوم عرفة يمثل مناسبة سنوية يتجلى فيها الفضل الإلهي، حيث يقف الحجاج على صعيد عرفات خاشعين، فيما يشارك غير الحجاج بالصيام والدعاء والعمل الصالح، ولقد شرف الله تعالى هذا اليوم وفضله بفضائل كثيرة فهو يوم إكمال الدين وإتمام النعمة، فقال تعالى «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً».

وقال مفتي الكرك الدكتور وليد الذنيبات، إنه في يوم عرفة يستشعر الجميع عِظم هذا اليوم، مُلبّين، متضرّعين إلى الخالق بكل عبارات الأدعية وفي كل بقاع الأرض، ونحتاج في هذا اليوم إلى الإخلاص في الدعاء بأن يفك الله -عز وجل- كرب أهل غزة هاشم والأمة جمعاء ويُعلي رايتها، ويحقق أمانينا، وأن يحفظ الله الأردن قيادةً وشعبًا، ويديم علينا يوم عرفة، ونحن ننعم بموفور الصحة والسعادة والسرور.

وأشار مدير أوقاف الكرك الدكتور حمدو المعايطة إلى أن صيام يوم عرفة من الطاعات التي حث عليها الرسول عليه الصلاة والسلام لغير الحاج، وعندما سئل عن صوم يوم عرفة، قال صلى الله عليه وسلم (يكفّر السنة الماضية والباقية)، مشيراً إلى أن هذا اليوم هو موسم للدعاء والذكر وعرض الحاجات على الله سبحانه وتعالى، والتقرب إليه، ونلهج لله بالدعاء أن يصلح أمتنا ويرد لها عزتها ومكانتها ويكرمنا بعودة أقصانا المبارك لسيادة الإسلام.

وبين عميد كلية الشريعة في جامعة مؤتة الدكتور محمود المعايطة، أنه يستحب في العشرة الأواخر ويوم عرفة على وجه الخصوص الإكثار من الأعمال الصالحة من صلاة نافلة وصدقة وذكر وصلة رحم وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر وزيارة الأقارب، ففي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام، يعني أيام العشر قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله، فلم يرجع من ذلك بشيء.

وأكد الأكاديمي الفقهي الدكتور عزام الشمايلة، أن يوم عرفة محطة إيمانية سنوية تتجدد فيها النفحات الربانية، حيث يحمل هذا اليوم في طياته معاني سامية من الرحمة والمغفرة والعتق من النار ويوافق يوم عرفة يوم إكمال الدين وإتمام النعمة، وهو عيد لأهل الموقف ويوم أقسم الله به، ويمثل فرصة عظيمة للتكفير عن ذنوب السنة الماضية والمقبلة، لغير الحجاج.

وأضاف، أنه ينصح في هذا اليوم بالإكثار من الدعاء والذكر، مشيرًا إلى أن الدعاء أثناء السجود هو الأقرب إلى الله، كما يجب أن يكثر المسلم من طلب العفو والرحمة والمغفرة من الله عز وجل والتصدق وصلة الرحم، كما يجب العزم على ترك المعاصي والتوبة إلى الله توبة نصوحة، واستغلال تلك الأيام في البر.

وأكد الباحث الشرعي الشيخ رامي العساسفة، أن يوم عرفة يذكرنا بواجبنا نحو ديننا من التمسك به والالتزام بأوامره، وعدم التفريط في ثوابته تحت ضغط الانبهار الطائش أو التقليد المندفع، ويذكرنا بوحدة المسلمين التي يجب أن نسعى إلى تحقيقها..