اخبار الاردن
موقع كل يوم -صحيفة السوسنة الأردنية
نشر بتاريخ: ٢ تموز ٢٠٢٥
أحسن ما في اخلاقيات العلاقات بين الناس انه إذا تعرفت على شخص طيب ويستحق الاحترام والتقدير ان تقدمه للآخرين حتى تكبر دائرة المعارف والصداقات وهذه سمة من يمتلك الثقة بالنفس وفي الآخرين بل هذه من اخلاقيات اصحاب الهمة والاخلاق العالية ان تقدم ضيوفك ليتعرف الناس عليهم.
وفي المقابل هناك من يتوسل بك لتعرّفه على شخص له موقع اجتماعي او سياسي ولأنك لا ترى غضاضة في ذلك وتقدمه له او لهم بأبهى الصور بكل أريحية، ولكن سرعان ما يغلق الدائرة على هذا المسؤول ويتمنى ان لا يلتقيه احد غيره، وقد يسئ إلى الواسطة التي كانت سببا في التعرف عليه ،ويحجب عنه بذكاء اصحاب البدايات في اللقاء الاول بكل الطرق الممكنة.
وهناك من الضيوف من يبحث عن شبهه في السلوك والمصالح الشخصية ويدخل ويخرج من البلد التي يزورها ولا يلتقي إلا مع افراد بعينهم على شاكلته واخلاقه واهدافه.
وهناك من يغلق الباب على الضيف إعلاميا ولوجستيا ويمنع ان يقترب الاخرون منه علما بان الضيف يرغب ان يرى غيره وخاصة إذا كانت له معارف سابقة في البلد التي يزورها او يرغب في توسيع دائرة معارفه في هذا البلد او ذاك.
وأطرف الممارسات عندما يذهب أحدهم إلى بلد آخر ويبدا باستعراض علاقاته الشخصية مع كبار القوم وانجازاته الوهمية والعرط والتباهي بالماضي والتاريخ والذين ينطبق عليهم مقولة ( ما في اكذب من شاب تغرب او شايب ماتت اجياله ).
ولذلك كانوا قديما إذا حضر الضيف إلى احدهم في البلدة او القرية او البادية يقوم صاحب البيت باصطحاب الضيف إلى المضافة او الديوان ويقدمه للجميع ويعرفهم عليه ويتسابق الناس في إكرامه والقيام بواجبه كما يقال، ولا زال الكثير يحافظ على هذا الارث الاخلاقي والقيمي ويتمسك به في تقديم الضيف للجميع في بيته او في مضافة العشيرة ،
ولكن ما نشهده هذه الايام من الممارسات من الذين خرجوا عن الفطرة السليمة والارث النقي في العلاقات بين الناس تحتاج إلى الذكاء الاصطناعي لحل هذه المعادلة الصعبة.