اخبار الاردن
موقع كل يوم -وكالة جراسا الاخبارية
نشر بتاريخ: ٣٠ تموز ٢٠٢٥
عبّر كهنة الكنائس الرسولية في مدينة الفحيص، عن قلقهم العميق إزاء ما وصفوه بتهديدٍ لهوية المدينة وقيمها الأصيلة، في ظلّ مشاريع استثمارية تحمل طابعًا استهلاكيًّا وغريبًا عن نسيجها الاجتماعي والثقافي.
ودعا الكهنة في البيان، الذي حمل عنوان 'صوت أمٍّ'، إلى وعي جماعي، وتحالف مكوّنات المدينة دفاعًا عن روح الفحيص، مؤكدين أن الحفاظ على هوية المكان ليس ترفًا، بل مسؤولية مشتركة أمام الله والتاريخ وأجيال الغد.'
وتاليا نص البيان:
صَوْتُ أُمٍّ: الفَحِيصُ مَدِينَةُ الرُّوحِ وَالهُوِيَّةِ بَيْنَ مِطْرَقَةِ التَّغَيُّرِ وَسِنْدَانِ الأَمَانَةِ
بَيَانٌ صَادِرٌ عَنْ كَهَنَةِ الفَحِيصِ
'وَتَطْمَئِنُّ لأَنَّهُ يُوجَدُ رَجَاءٌ...' (أيوب ١١: ١٨)
بمحبَّةٍ أبويَّة نُسطِرُ نحنُ كهنة الكنائس الرسولية في الفحيص، هٰذِهِ الكَلِمَةَ مِن قَلْبِ المَسْؤُولِيَّةِ، وَمِن حِرْصِنَا العَمِيقِ عَلَى مَدِينَتِنَا، مَدِينَةِ الرُّوحِ وَالهُوِيَّةِ، الَّتِي تَقِفُ اليَوْمَ عِندَ مُفْتَرَقِ طُرُقٍ بَيْنَ الأَمَانَةِ وَالتَّغَيُّرِ.
نَرْفَعُ هٰذَا الصَّوْتَ، لَا لِلتَّحْذِيرِ فَقَطْ، بَلْ لِلدَّعْوَةِ إِلَى الوَعْيِ وَالبِنَاءِ المُشْتَرَكِ، مَعًا، لِأَجْلِ حَاضِرِ الفَحِيصِ وَمُسْتَقْبَلِهَا.
فالتاريخُ يُحَدِّثُنَا أَنَّ المُدُنَ لَا تُقَاسُ فَقَطْ بِمَا شُيِّدَ فِيهَا مِن حِجَارَةٍ، أَوْ مَا أُنشِئَ مِن مُؤَسَّسَاتٍ، بَلْ بِمَا بَقِيَ حَيًّا مِن رُوحِهَا، وَمَا نَجَا مِن ذَاكِرَتِهَا، وَمَا تَمَاسَكَ مِن نَسِيجِ قِيَمِهَا الأَصِيلَةِ.
وَالفَحِيصُ، بِمَا هِيَ عَلَيْهِ مِن فَرَادَةٍ فِي الجُغْرَافِيَا، وَخُصُوصِيَّةٍ فِي النَّشْأَةِ، وَعُمْقٍ فِي الإِنْتِمَاءِ، لَا تُقْرَأُ بِعَيْنِ المُدُنِ الأُخْرَى، بَلْ مِن بُيُوتِهَا الطِّينِيَّةِ، وَأَجْرَاسِ كَنَائِسِهَا، وَلَحْظَةِ 'فَرْعَةٍ' عَشَائِرِيَّةٍ، وَمَوَائِدِ الأَحَدِ الجَامِعَةِ بَيْنَ قُدْسِ المَذْبَحِ وَنَخْوَةِ الجَدِّ.
مَدِينَتُنَا الفَحِيصُ لَيْسَتْ حَيِّزًا مَدَنِيًّا فَقَطْ، بَلْ هِيَ تَعْبِيرٌ حَيٌّ عَنِ الإِنْسَانِ الأُرْدُنِيِّ المَسِيحِيِّ العَشَائِرِيِّ، المُتَجَذِّرِ فِي أَرْضِهِ، وَالمُتَصَالِحِ مَعَ ذَاتِهِ، وَالمُحَصَّنِ بِقِيَمِهِ، وَالعَاشِقِ لِحُرِّيَّتِهِ دُونَ فَوْضَى، وَالمُحِبِّ لِلحَدَاثَةِ دُونَ أَنْ يُذِيبَ فِيهَا نَفْسَهُ.
تَحَدِّيَاتُ الهُوِيَّةِ وَالحَقِيقَةُ المُرَّةُ
مَنْ يَقْرَأُ الوَاقِعَ بِعَيْنٍ مُتَبَصِّرَةٍ، يُدْرِكْ أَنَّ المَدِينَةَ مُهَدَّدَةٌ فِي جَوْهَرِهَا.
فَالمُؤَسَّسَاتُ الَّتِي تَقْتَحِمُ الفَضَاءَ العَامَّ تَحْتَ عُنْوَانِ 'الاسْتِثْمَارِ'، كَالبَارَاتِ وَالمَطَاعِمِ المُطَعَّمَةِ بِصِبْغَةِ الكَازِينُوهَاتِ وَالمَرَافِقِ التَّرْفِيهِيَّةِ ذَاتِ الطَّابِعِ الإِسْتِهْلَاكِيِّ وَالغَرِيزِيِّ، لَا تَحْمِلُ لِلْفَحِيصِ خَيْرًا وَلَا كَرَامَةً.
وَإِنْ لَمَعَ بَرِيقُهَا، فَهِيَ تُخْفِي خَلْفَهَا مَشْرُوعًا يُظْهِرُ التَّنَازُلَ عَنِ القِيَمِ كَأَنَّهُ حَدَاثَةٌ وَتَجَدُّدٌ، وَمُحَاوَلَاتٍ لِتَفْكِيكِ الهُوِيَّةِ، وَانْتِزَاعِ الإِنْسَانِ مِن قِيَمِهِ الرُّوحِيَّةِ وَالعَشَائِرِيَّةِ وَالوَطَنِيَّةِ، لِيُعَادَ تَشْكِيلُهُ فِي قَالِبِ المُسْتَهْلِكِ المُنْفَصِلِ عَنْ تَارِيخِهِ وَعَقِيدَتِهِ وَإِنْتِمَائِهِ.
كَلِمَةُ وَاقِعٍ وَرُوحُ أَمَانَةٍ
لَا مَكَانَ فِي الفَحِيصِ لِمَا يُفْسِدُ الإِنْسَانَ.
لَا مَكَانَ لِمَا يَطْعَنُ قُدْسِيَّةَ الحَيَاةِ فِي قَلْبِ المَدِينَةِ.
البَارَاتُ وَمَا شَابَهَهَا لَا تُعَبِّرُ عَنْ تَطَوُّرٍ حَقِيقِيٍّ، بَلْ عَنْ تَرَاجُعٍ فِي القِيَمِ.
وَالإِسْتِثْمَارَاتُ الَّتِي لَا تَحْفَظُ كَرَامَةَ الإِنْسَانِ، هِيَ اخْتِرَاقٌ نَاعِمٌ يُهَدِّدُ الهُوِيَّةَ.
فَالتَّحَدِّي اليَوْمَ، لَيْسَ فِي أَنْ نَبْنِيَ مَنْشَأَةً أَوْ نُطْلِقَ مَشْرُوعًا، بَلْ فِي أَنْ نُبْقِيَ عَلَى رُوحِ الفَحِيصِ حَيَّةً، فِي زَمَنٍ يُطْحَنُ فِيهِ الإِنْسَانُ بَيْنَ مَاكِينَةِ السُّوقِ وَفِكْرِ العَوْلَمَةِ العَقِيمِ، فِي زَمَنٍ أصبح فيه الإِنْتِمَاءُ سِلْعَة، وَالهُوية عِبْنًا، وَالفَضِيلَةُ مُجَرَّدَ خِيارٍ شَخصي!
مَنْ المَسْؤُولُ؟
المَسْؤُولِيَّةُ لَا تَقَعُ عَلَى شَخْصٍ أَوْ مَجْلِسٍ، وَإِنْ كَانُوا هُمْ فِي أَوَّلِيَّةِ المُسَاءَلَةِ.
الفَحِيصُ مَسْؤُولِيَّةٌ مُجْتَمَعِيَّةٌ مُتَكَامِلَةٌ.
هِيَ مَسْؤُولِيَّةُ كُلِّ مَنْ تَسَلَّمَ مَوْقِعًا، أَوْ كَلِمَةً، أَوْ تَأْثِيرًا.
الكَنِيسَةُ مَسْؤُولَةٌ، العَشِيرَةُ مَسْؤُولَةٌ، المَدَارِسُ، وَالجَمْعِيَّاتُ، وَالشَّبَابُ، وَالكِبَارُ أَوَّلًا، وَالمُتَثَقِّفُونَ فِي المُقَدِّمَةِ.
كُلُّ مَنْ فِي الفَحِيصِ عَالِمٌ، فَهِيَ مَدِينَةٌ تُرْضِعُ أَبْنَاءَهَا الثَّقَافَةَ وَالعِزَّةَ.
وَاليَوْمَ، الكَنِيسَةُ، كَأُمٍّ، تَقْرَعُ الجَرَسَ، وَتُخَاطِبُ قُلُوبَ كُلِّ وَجِيهٍ، وَمُثَقَّفٍ، وَابْنٍ بَارٍّ بِهٰذِهِ المَدِينَةِ، بِأَنْ نَحْفَظَ هٰذَا الإِرْثَ الطَّيِّبَ. ودعم كلَّ مشروعٍ يدعم بنيانِها ونُهوضِها ويُحافظ على هويتها.
أَسْئِلَةٌ لِلذَّاتِ قَبْلَ الغَيْرِ
وَقَبْلَ أَنْ نُوَجِّهَ أَصَابِعَ المَسْؤُولِيَّةِ، لِنَسْأَلْ أَنْفُسَنَا أَوَّلًا:
- هَلْ أَنَا أَحْمِلُ المَدِينَةَ أَمْ أَحْمِلُ نَفْسِي؟
- هَلْ أَخْدِمُهَا أَمْ أَسْتَثْمِرُ فِيهَا؟
- هَلْ أَنْظُرُ إِلَى أَبْنَائِهَا كَأَرْقَامٍ أَمْ كَأَمَانَةٍ؟
الكَنِيسَةُ والعَشِيرَةُ جَنَاحَانِ لِرُوحٍ وَاحِدَةٍ
القِيَمُ العَشَائِرِيَّةُ لَيْسَتْ نَقِيضًا لِلحَيَاةِ الحَدِيثَةِ، بَلْ هِيَ حَارِسٌ للهُوِيَّةِ، إِذَا مَا تَحرَّرَتْ مِنَ التَّعَصُّبِ، وَتَجَذَّرَتْ فِي الأَصَالَةِ، وَتَكَامَلَتْ مَعَ الإِيمَانِ المَسِيحِيِّ العَمِيقِ.
العَشِيرَةُ لَيْسَتْ صَوْتًا انْتِخَابِيًّا، بَلْ ضَمِيرُ انْتِمَاءٍ.
هِيَ مَدْرَسَةُ الرُّجُولَةِ، وَحَاضِنَةُ النَّخْوَةِ، وَحَامِيَةُ كَرَامَةِ المَرْأَةِ، وَجِدَارُ السِّلْمِ المُجْتَمَعِيِّ.
فَالفَحِيصُ بِكَنَائِسِهَا، وَعَشَائِرِهَا، وَدَوَاوِينِهَا، وَشَبَابِهَا، قَلْبٌ وَاحِدٌ لَا يُسْمَحُ بِتَجْزِئَتِهِ مَهْمَا كَانَ.
الفَحِيصُ بَيْنَ مَفْتَرَقَيْنِ
لِذَا، رَجَاؤُنَا أَنْ نُعِدَّ جِيلًا يَحْمِلُ الفَحِيصَ فِي قَلْبِهِ، وَنُصْبَ عَيْنَيْهِ.
فَالخَطَرُ الحَقِيقِيُّ لَيْسَ فِي المُؤَسَّسَاتِ الدَّخِيلَةِ فَقَطْ، بَلْ فِي غِيَابِ مَشْرُوعٍ ثَقَافِيٍّ تَرْبَوِيٍّ يُنْبِتُ فِي الفَحِيصِ جِيلًا يُؤْمِنُ بِقِيَمِهِ، وَيَقُودُ مَدِينَتَهُ بِفِكْرٍ جَدِيدٍ لَا يَنْقَطِعُ عَنِ الجُذُورِ.
جِيلٌ لَا يَنْخَدِعُ بِالبَهْرَجَةِ، وَلَا يَطْلُبُ الزَّعَامَةَ بَلِ الخِدْمَةَ، وَلَا يَسْعَى وَرَاءَ المَالِ بَلْ وَرَاءَ المَعْنَى.
جِيلٌ يُدْرِكُ أَنَّ الفَحِيصَ لَيْسَتْ مَكَانًا، بَلْ شَهَادَةً: شَهَادَةُ شَعْبٍ حَفِظَ إِيمَانَهُ، وَتَمَسَّكَ بِأَرْضِهِ، وَرَفَضَ أَنْ يُسَلِّمَ تَارِيخَهُ لِلْمَجْهُولِ.
صَوْتُ الفَحِيصِ
فَحِيصُنَا لَا تَحْتَاجُ إِلَى وَجْهٍ جَدِيدٍ، بَلْ إِلَى قَلْبٍ حَيٍّ.
هِيَ اليَوْمَ فِي لَحْظَةٍ مَفْصِلِيَّةٍ: إِمَّا أَنْ تَخْتَارَ الطَّرِيقَ الصَّعْبَ، وَتُعِيدَ تَرْمِيمَ ذَاتِهَا مِنَ الدَّاخِلِ، بِرُوحٍ جَمَاعِيَّةٍ، وَبِشَجَاعَةٍ أَخْلَاقِيَّةٍ، وَبِجِدَارٍ مِنْ وَعْيِ العَشَائِرِ وَالمُؤَسَّسَاتِ،
أَوْ أَنْ تَنْزَلِقَ نَحْوَ صُورَةٍ لَا تُشْبِهُهَا، وَوَجْهٍ لَا يُشْبِهُ آبَاءَنَا، وَصَوْتٍ لَا يُشْبِهُ تَرَاتِيلَنَا.
الفَحِيصُ تَحْتَاجُ اليَوْمَ إِلَى يَقَظَةِ الضَّمِيرِ الجَمَاعِيِّ، إِلَى تَحَالُفِ شَرَفٍ بَيْنَ كَافَّةِ المُكَوِّنَاتِ: الكَنَسِيَّةِ، وَالعَشَائِرِيَّةِ، وَالثَّقَافِيَّةِ، وَالشَّبَابِيَّةِ، وَالمَدَنِيَّةِ.
لَا تَنَافُسَ بَيْنَكُمْ، بَلْ تَكَامُلٌ.
لَا سِبَاقَ عَلَى الأَضْوَاءِ، بَلْ تَضَافُرٌ فِي الظِّلِّ لِأَجْلِ المَدِينَةِ. لَا وَقْتَ لِلمُنَاكَفَاتِ، بَلْ وَقْتٌ لِلتَّضَامُنِ، وَالحِوَارِ، وَالرُّؤْيَةِ المُشْتَرَكَةِ.
صَوْتٌ وَاحِدٌ... وَقَضِيَّةٌ وَاحِدَةٌ
فَحِيصُنا اليَوْمَ تَعِبَتْ مِنَ الخطابات الموسميَّةِ الرَّنَانَةِ، وَمِنَ التَّنافُسِ الَّذِي لَا يُنْجِبُ إِلَّا فُتَانًا، وَمِنْ مُؤسَّساتٍ تَعْمَلُ بِجَسَدِ بلا قَلْبٍ.
تَعِبَتْ مِمَّن يَنْظُرُ إِلَيْهَا مِن نَوَافِذَ مَصَالِحِهِ، لَا مِن عُمْقِ جِرَاحِهَا.
فَنَحْنُ لَسْنَا فِي صَدَدِ بِنَاءِ مَدِينَةٍ جَدِيدَةٍ، بَلْ فِي مُهِمَّةِ إِنْقَاذِ المَدِينَةِ مِنَ التَّحَوُّلِ إِلَى صُورَةٍ بَاهِتَةٍ عَنْ ذَاتِهَا.
هٰذَا لَيْسَ إِنْغِلَاقًا، بَلْ وَعْيٌ عَمِيقٌ بِأَنَّ الهُوِيَّةَ تُرْوَى مِنَ الجُذُورِ، وَالجَذْرُ هُنَا هُوَ هٰذِهِ الرُّوحُ الفَحِيصِيَّةُ الَّتِي قَاوَمَتِ الزَّمَنَ.
نُخْتِمُ وَنَقُولُ:
فَحِيصُنَا لَا تُقْرَأُ بِالعَيْنِ وَحْدَهَا، بَلْ تُلْمَسُ بِالرُّوحِ.
لَيْسَتْ مَجَرَّدَ أَرْصِفَةٍ وَفَعَالِيَّاتٍ، بَلْ نَفَسٌ نَقِيٌّ وَمَشْتَرَكٌ، لَا يُقَاسُ بِمَقَاعِدَ تُنْتَزَعُ أَوْ تُمْنَحُ.
فَرجَاؤُنَا أَنْ نَصْبُوَ إِلَى وَحْدَةٍ فِي تَطْوِيرِ الفَحِيصِ وَمُسْتَقْبَلِهَا، رُغْمَ مَا سَنَشْهَدُهُ مِن تَنَافُسٍ دِيمُقْرَاطِيٍّ، وهو من ضرورات الحياة العامة.
لَكِنْ، لَا يَجُوزُ أَنْ تَتَحَوَّلَ الضَّرُورَةُ إِلَى قَطِيعَةٍ، وَلَا أَنْ يُخْتَزَلَ السَّعْيُ لِخِدْمَةِ المَدِينَةِ فِي فَوْزٍ أَوْ خَسَارَةٍ.
فَمَا جَدْوَى الانْتِصَارِ السِّيَاسِيِّ إِذَا تَرَاخَى نَسِيجُ المَدِينَةِ؟
وَمَا نَفْعُ الظَّفَرِ بِالمَوَاقِعِ إِذَا خَسِرْنَا القِيَمَ وَالأَرْوَاحَ الَّتِي نُرِيدُهَا لِلْغَدِ؟
دُعَاءٌ وَرَجَاءٌ
فَلْيَتَذَكَّرْ كُلُّ مَسْؤُولٍ، وَكُلُّ أَبٍ، وَكُلُّ مُرَبٍّ، وَكُلُّ فَاعِلٍ فِي الحَقْلِ العَامِّ:
إِنَّ الفَحِيصَ لَيْسَتْ لَكَ، وَلَا لِي، بَلْ لَنَا جَمِيعًا.
وَأَنَّهَا لَنْ تُحْمَى إِلَّا إِذَا كَانَتْ قَضِيَّتَنَا المُشْتَرَكَةَ، وَصُورَتَنَا أَمَامَ اللهِ، وَوَعْدَنَا لِأَوْلَادِنَا.
وَاقْبَلُوا مِنا بِغَيْرَةٍ أَبَوِيَّةٍ، وَمَسؤُولِيَّةٍ، لِقَاءً يَجْمَعُنَا بِحِضْنِ الكَنِيسَةِ، نَتَطَلَّعُ فيهِ لِغَدِ الفَحيصِ وَبُنْيَانِهَا ووحدتِها.
حمى اللهُ أَرْدُنَّنَا المُبارَكَ، بِقِيادَتِنا الهاشميةِ المحروسةِ بِعَيْنِ اللهِ، فِي ظِلِّ جَلالَةِ مَلِيكِنا المُفدّى، عَبْدِ اللهِ الثَّانِي ابْنِ الحُسَيْنِ المُعَظَّمِ، وَرَفَعَ شَأْنَ مَدِينَتِنَا الفَحِيصِ، رِفْعَةً فَوْقَ رِفْعَةٍ.