حلقة نقاشية بعنوان "أصوات من غزة" تزامنا مع اليوم العالمي للمرأة

 استضافت حاضنة أعمال مؤسسة إنجاز mySTARTUP ومنتدى المفكرين العالميين 'أثينا 40'، حلقة نقاشية، بعنوان 'أصوات من غزة'، وذلك ضمن محادثة 'أثينا 40' العالمية السنوية، التي تستضيفها الأردن ضمن حاضنة أعمال مؤسسة إنجاز للعام السادس على التوالي، وتتناول مواضيع عديدة تهم المرأة والمجتمع.

وتقيم 'أثينا 40'، هذه الحلقات النقاشية في دول عدة حول العالم، بالتزامن مع اليوم العالمي للمرأة، في الثامن من آذار (مارس) من كل عام، إذ تتناول هذه الحلقات أبرز إنجازات النساء، والصعوبات الاجتماعية والنفسية والاقتصادية كل عام، فيما يتزامن الحديث هذه السنة مع الصعوبات التي تواجه النساء في غزة أثناء الحرب.

وأدار الحلقة النقاشية ميري نزال بطاينة، بحضور الدكتورة تانيا الحاج حسن من منظمة 'أطباء بلا حدود' كمتحدثة في الحلقة، حيث نقلت الحلقة معاناة النساء في غزة، من جراء الجوع والعطش والخوف، بالإضافة إلى مشاعر الفقد التي انتابتهن مع استشهاد العديد من الأطفال والأهل والأقارب.

وتحدث المشاركون أيضا عن الوحشية التي يمارسها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين بشكل عام، والنساء والأطفال بشكل خاص، إضافة إلى نقص المواد الطبية، وسوء التغذية والإبادة الجماعية لسكان قطاع غزة.

في بداية الحلقة النقاشية، تحدثت الرئيسة التنفيذية لمؤسسة 'إنجاز' ديمة البيبي، عن الأخبار الموجعة التي تتناقلها وسائل الإعلام بشكل يومي، بما تحمله الأرقام والإحصاءات عن استشهاد الغزيين والفلسطينيين وأعداد جرحاهم.

وبينت البيبي، أنه على الرغم من الألم الذي يصيب الأشقاء في غزة، إلا أن اليوم مخصص لروايات مجموعة من النساء حول العالم، ضمن عدد من التخصصات والجنسيات، من خلال عمل مسرحي 'مونولوج' قام على إعداده مؤسسة عشتار لإنتاج وتدريب المسرح، يتحدث بقصص حقيقية تداولها أصحابها، ممن يعيشون تحت وطأة الحرب على غزة، منهم من استشهد بعد هذه الكلمات التي وصفت أوجاعهم، ويستذكرون فيها أيامهم الجميلة قبل الحرب، وكيف استيقظوا على الدمار والإبادة، وما توالى بعدها من خوف وجوع وعطش وقتل وكل السلوكيات الوحشية التي تعرضوا لها، وخوفهم على من يحبون.

وعرض 'المونولوج' من خلال تقنية الاتصال المرئي سيدات من حول العالم يروين قصصا متداولة عن أطفال ونساء من غزة يعيشون الحرب اليوم، ومنهم من قضى دفاعا عن وطنه، مشيرين إلى قصص تعبر عن الحياة قبل الحرب ومدى روعتها مع الأهل والأصدقاء، وكيف جاءت الحرب لتنهي الحياة التي عرفوها.

وأظهر 'المونولوج' قصة أخرى، روت الخوف في أعينهن عندما ينظر الأهل لبعضهم بعضا، فجميعهم خائفون ويريدون النجاة، وهم ينظرون بأعين تحمل الكثير من الكلام الذي لا يقال، وبين العرض مشكلة نقص المواد الطبية التي فقدت في غزة ما يعني عدم وجود فرصة للعيش مع انتشار الأمراض، وعدم وجود علاجات للإصابات الخطيرة التي توصلهم إلى الموت، كذلك الأسعار الجنونية وشح الطعام والمواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب، وكأن الموت يأتيهم من كل حدب وصوب.

الحلقة النقاشية التي أدارتها ميري نزال بطاينة، وتحدثت من خلالها طبيبة الأطفال تانيا الحاج حسن، التي تعمل في منظمة 'أطباء بلا حدود'، وتواجدت في غزة والضفة الغربية كمدربة طبية لدى العديد من المنظمات، وهي أيضا أحد مؤسسي حساب وسائل التواصل الاجتماعي 'أصوات الأطباء في غزة'، الذي يشارك باستشارات مباشرة مع المتخصصين في الرعاية الصحية في غزة.

وتحدثت الحاج حسن عن الصعوبات التي يعانيها الغزيون اليوم مع نقص الإمدادات الطبية، ما يعني تجريد الأطباء بالكامل من جميع أدوات الطب الحديث لعلاج المرضى، ومعظمهم من النساء والأطفال، والذين يعانون من إصابات وحروق خطيرة، وتؤكد من خلال تقارير معتمدة أن هناك نقصا حادا بأدوية التخدير، وليس هناك ما يكفي من المضادات الحيوية لعلاج التهابات الجروح، أو ما يكفي من الضمادات، إضافة إلى المجاعة والإبادة الجماعية التي يتعرض إليها الغزيون، مع صعوبات توفر الطعام، وتدهور الوضع الاقتصادي. 

لكن الحاج حسن تؤكد، أن هذا لا يعني فقدان الأمل، فهناك أعمال يجب القيام بها، فعلى الرغم من ازدياد عدد الشهداء والجرحى، إلا أن هناك عددا كبيرا من الأشخاص يعيشون اليوم بالملاجئ والمخيمات، بالتالي يجب التوصل إلى طريقة يمكن من خلالها مساعدتهم، والاستمرار بالحياة، وتوفير المواد الأساسية والإغاثية لهم، وذكرت الحاج حسن أن الناس في غزة بدأوا يشعرون بانعدام الأمل حتى في أحاديثهم ويومياتهم، فالخوف والحزن والدمار والمرض جعلت الكثير منهم يعيشون من دون الكلام مع من هم حولهم.

وبينت أن الكثير من الشخصيات التي تعاطفت مع غزة وفلسطين تعرضوا للمضايقات والصعوبات في بلدانهم مع تهديدهم بقطع أرزاقهم، مؤكدة على الاستمرارية في تحفز الآخرين لمساندة الاشقاء في غزة، وبالتالي إحداث الفرق، فالكثير من المؤسسات أوقفت تمويلها لدولة الاحتلال والتعاملات الاقتصادية معها جراء مواقف الناس في تلك البلدان.