اخبار الاردن
موقع كل يوم -زاد الاردن الاخباري
نشر بتاريخ: ١٤ تشرين الأول ٢٠٢٥
زاد الاردن الاخباري -
كشف تقرير صادر عن معهد 'غالوب' العالمي حول المشاعر الإنسانية لعام 2024، أن الأردنيين من أكثر شعوب العالم شعورًا بالحزن، بنسبة بلغت نحو 43% بين فئة البالغين، ما وضع الأردن في المرتبة السابعة عالميًا والأولى عربيًا في مؤشر المشاعر السلبية.
ويُعدّ هذا التقرير من أكثر الدراسات شمولاً في رصد الحالة العاطفية للشعوب، حيث شمل أكثر من 140 دولة، وارتكز على استطلاعات رأي تقيس مستويات المشاعر اليومية لدى الأفراد، مثل السعادة، والغضب، والقلق، والحزن، والإجهاد.
الأردن في صدارة المشاعر السلبية عربياً
بحسب التقرير، تصدّر الأردن قائمة الدول العربية في نسبة انتشار الحزن بين مواطنيه، متقدّمًا على العديد من الدول التي تعاني من أزمات اقتصادية أو سياسية، ما يسلط الضوء على التحديات الاجتماعية والمعيشية والنفسية التي يواجهها المواطن الأردني في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وارتفاع تكاليف المعيشة والضغوط اليومية.
تشاد في صدارة الحزن عالميًا
وأشار التقرير إلى أن تشاد سجّلت أعلى نسبة حزن على مستوى العالم خلال عام 2024، في مستوى قياسي يعكس حجم المعاناة العاطفية التي يعيشها سكانها، خصوصًا في ظل هشاشة مؤسساتها واستمرار الأزمات الداخلية.
وجاءت بعدها دول مثل سيراليون، وليبيريا، وغينيا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وهي جميعها دول عانت أو ما تزال تعاني من النزاعات المسلحة، وعدم الاستقرار السياسي والاجتماعي.
دلالات التقرير
ويرى خبراء علم الاجتماع أن ارتفاع نسب الحزن في الأردن لا يرتبط فقط بالعوامل الاقتصادية، بل أيضًا بعوامل ثقافية ونفسية متراكمة، منها ضعف الشعور بالأمان الوظيفي، وتراجع التفاؤل بالمستقبل، وضغوط الحياة اليومية، إلى جانب القلق من الأوضاع الإقليمية المحيطة.
كما يشير محللون إلى أن النتائج تفرض على الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني إعادة النظر في الخطط الوطنية للصحة النفسية والاجتماعية، وتوسيع برامج الدعم والإرشاد النفسي، خاصة لفئة الشباب التي تُظهر مؤشرات مرتفعة من القلق والإحباط.
السعادة ليست غائبة.. لكنها متأرجحة
وفي مقابل مؤشرات الحزن، بيّن التقرير أن الأردنيين ما زالوا يحتفظون بمستوى من الرضا الاجتماعي والانتماء الأسري أعلى من المتوسط في المنطقة، ما يشير إلى أن مشاعر السعادة لا تغيب كليًا، لكنها تتأرجح تبعًا للظروف الاقتصادية والسياسية، وتظل مرتبطة بمدى الإحساس بالعدالة وتكافؤ الفرص.
خلاصة
تقرير “غالوب” يعيد طرح سؤال مهم حول جودة الحياة في الأردن والمنطقة: كيف يمكن تعزيز السعادة المجتمعية في بيئة يطغى عليها الضغط الاقتصادي؟
الإجابة، بحسب مختصين، تبدأ من سياسات اقتصادية عادلة، وتعليم نوعي، ورعاية صحية نفسية شاملة، قادرة على تحويل التحديات إلى طاقة أمل وإنتاج.