اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ٢٨ أيلول ٢٠٢٥
أيلول الهاشمي… يحتضن ميلاد أميرتين
دكتوره ناديا محمد نصير / أخصائيه العلاج النفسي
في أواخر أيلول، يزداد دفء السماء فوق عمّان كأنها تشارك الأردنيين احتفالهم، ويضيء القصر الهاشمي بفرحة مضاعفة. يوم السادس والعشرين والسابع والعشرين من سبتمبر ليسا كأي يومين في الروزنامة، بل نافذتان للبهجة والفخر، ففي الأولى ولدت الأميرة سلمى بنت عبد الله الثاني، وفي الثانية جاءت أختها الأميرة إيمان. مناسبتان متتاليتان، كخيطين من نور، يضيئان القلب قبل القصر، ويجمعان حولهما حب شعب كامل.
الأميرة سلمى، ابنة العام 2000، غادرت سنوات طفولتها سريعًا نحو الإنجاز. جمعت بين الدراسة المتفوقة في جامعة جنوب كاليفورنيا، وبين شغفها بالانتماء للوطن، فكانت أول فتاة أردنية تحلّق بطائرة مقاتلة بعد تخرجها من أكاديمية ساندهيرست العسكرية. لم تكن مجرد أميرة في لقبها، بل رسالة حيّة بأن الطموح لا يعرف جنسًا ولا عمرًا، وأن ابنة الأردن قادرة أن تكتب تاريخًا يشبه صلابتها ورقتها معًا.
وبالقرب منها دومًا، شقيقتها الأميرة إيمان، التي ولدت بعد يوم واحد فقط من تاريخ ميلادها. إيمان لم تعد فقط الأميرة الرقيقة التي اعتاد الأردنيون رؤيتها بجانب والدتها الملكة رانيا في المناسبات، بل أصبحت اليوم أمًا تحتضن صغيرتها 'أمينة'، لتفتح فصلًا جديدًا من الحب والعطاء. لحظة الأمومة عندها لم تكن حدثًا عابرًا، بل كانت بداية حكاية عائلية جديدة زادت البيت الهاشمي نورًا وبركة. فقد كتبت الملكة رانيا بصدق مشاعرها:
'إيمان ريحانة الدار صارت أم.. الحمد لله زادت بركة البيت وفرحتنا بالغالية أمينة قد الدنيا.'
بهذه الكلمات، عبّرت الملكة عن دفء الأمومة عبر جيلين: من قلب أمّ إلى قلب ابنتها التي صارت أمًا بدورها. وتجلّت المحبة أكثر في تهنئتها بعيد ميلاد الأميرتين حين خاطبتهما بقولها:
(عيد ميلاد سعيد لأغلى ابنتين في حياتي مع أن بكل صراحة حفيداتي عم ينافسوكم بالغلاوة).
الأردنيون في هذه الأيام لا يكتفون بالتهنئة الرسمية، بل يملأون فضاءهم بالدعاء والكلمة الطيبة. فكل صورة تُنشر، وكل خبر يُتداول، هو انعكاس لعلاقة حب صادقة بين الشعب وقيادته، علاقة تجاوزت البروتوكول لتصبح قرابة وجدانية. في أعياد ميلاد الأميرتين، يشعر الأردني أنه يحتفل ببناته، وأن نجاحاتهما وابتساماتهما امتداد طبيعي لروحه وأمله.
وإذا كان العمر يُقاس بالسنوات، فإن حياة الأميرتين تُقاس بالأثر. ففي خطى سلمى، نجد شجاعة فتاة تطير بطائرة مقاتلة، وفي حياة إيمان اليوم نرى حنان الأمومة، ومسؤولية جديدة تضيف بعدًا أعمق لحضورها. هي صورة وطن ينهض كل يوم بأبنائه وبناته، ويستمد من قصصهم إلهامًا لا ينتهي.
إن عيد ميلاد سلمى وإيمان ليس مناسبة عابرة؛ هو قصيدة حب تتجدد في سماء الأردن، ورسالة تقول إن الغد أجمل، ما دام فيه وجوه شابة تحمل الحلم، وتزرع الأمل. وفي هذه المناسبة المضيئة، نتقدم بخالص التهاني والتبريكات لسموهما، متمنين لهما دوام الصحة والسعادة .