دراسة إماراتية تكشف: أجندات مختلفة في الاتصال الحكومي بين أبوظبي والشارقة

السوسنة - كشفت دراسة أكاديمية حديثة أعدّها كل من أ.د. خلف الطاهات ود. أحمد المنصوري من قسم الإعلام والصناعات الإبداعية بجامعة الإمارات العربية المتحدة، عن تباينات لافتة في أنماط وأجندات الاتصال الحكومي الرقمي بين حكومتي أبوظبي والشارقة، كما تمارسها مكاتبهما الإعلامية الرسمية عبر منصة 'تويتر'.

وهدفت الدراسة، التي اعتمدت أسلوب تحليل المضمون الكمي، إلى قياس حجم اهتمام المكاتب الإعلامية الرقمية بتعزيز الاتصال الحكومي، وتحديد أبرز الأولويات والموضوعات التي تركز عليها هذه الحسابات، وذلك من خلال تحليل شامل لـ256 تغريدة نُشرت خلال الفترة من 26 فبراير إلى 26 مارس 2023.

وأظهرت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية في طبيعة الأجندات الاتصالية؛ إذ ركز مكتب أبوظبي للإعلام على الموضوعات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بنسبة 28%، بينما أعطى مكتب الشارقة الإعلامي الأولوية للموضوعات الثقافية والتراثية بنسبة 40%.

كما أظهرت الدراسة أن حساب حكومة أبوظبي يتواصل مع الجمهور باللغتين العربية والإنجليزية، بعكس حساب الشارقة الذي يستخدم اللغة العربية فقط في تواصله الرقمي، ما يعكس اتجاهاً مختلفاً في استهداف الجماهير.

وفيما يتعلق بمستوى التفاعل، اولى مكتب أبوظبي للإعلام اهتماما اكبر من حيث عدد التفاعلات والانتشار، إلى جانب انتظامه في النشر بمعدل يزيد عن أربع تغريدات يومياً. كما تميزت تغريداته بتعدد الأهداف وتنوع الوسائط المستخدمة، مثل الفيديوهات والروابط التفاعلية.

و تواكب الدراسة النشاط المتزايد لحسابات كبار القادة والمسؤولين في دولة الإمارات، مما يعكس الثقة العالية بمنصات التواصل كأدوات فعالة للتفاعل مع المواطنين. وأوصت الدراسة بإجراء دراسات مقارنة شاملة تغطي بقية المكاتب الإعلامية في الإمارات السبع، وتوسيع نطاق البحث ليشمل مقارنة بين أنماط الاتصال الحكومي في دولة الإمارات ودول الخليج الأخرى، من أجل تحديد موقع النموذج الإماراتي ضمن السياقات الإقليمية المتشابهة.

كما شددت الدراسة على أن تغريدات المكاتب الإعلامية تعكس بوضوح هوية كل إمارة؛ حيث تركز أبوظبي على البعد الاقتصادي والاستثماري بوصفها مركزاً مالياً عالمياً، فيما تحرص الشارقة على ترسيخ هويتها الثقافية والتراثية.

إقرأ أيضًا: