اخبار الاردن
موقع كل يوم -وكالة جراسا الاخبارية
نشر بتاريخ: ١٧ تموز ٢٠٢٥
أكد مختصون في قطاع الزراعة والأمن الغذائي، أن ورشات المرحلة الثانية من رؤية التحديث الاقتصادي، المنعقدة في الديوان الملكي الهاشمي، تمثّل منبراً مهماً لتقييم ما تحقق من منجزات في القطاع، ورصداً دقيقاً للتحديات الراهنة، وعلى رأسها الأمن الغذائي.
وأكد خبراء في أحاديث صحفية أن القطاع الزراعي أحد الركائز الاستراتيجية للنمو الاقتصادي، لما له من دور محوري في دعم الصناعات ذات القيمة المضافة، وتعزيز الصادرات، وتحقيق التنمية المستدامة في المناطق الريفية.
وأكد الخبير في الشأن الزراعي والأمن الغذائي الدكتور فاضل الزعبي، أن المرحلة الأولى من تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي أظهرت بشكل جلي وواضح حجم التقدم المحرز في القطاعين الزراعي والغذائي، مشيرًا إلى أن 'الأرقام تشهد'، على ارتفاع إسهام هذا القطاع في الصادرات الغذائية بنسبة تفوق ما كان متحققًا سابقًا، كما تسهم اليوم بنسبة أعلى في الناتج المحلي الإجمالي مقارنة بالسنوات التي سبقت إطلاق الرؤية.
ولفت الزعبي إلى أن قطاع الأمن الغذائي شهد تطورًا مؤسسيًا ملموسًا، موضحًا أن 'البداية كانت فكرة، واليوم لدينا مجلس أمن غذائي، وإدارة قانونية، ومركز معلومات خاص بالأمن الغذائي، ونظام وطني متكامل، إلى جانب لجان متخصصة تُعنى بالهدر والفقد الغذائي'.
وأشار إلى أن هذه البنى التحتية تمثل تحولًا نوعيًا نحو تحقيق أمن غذائي وطني مستدام.
وأوضح الزعبي، أن وزارة الزراعة بادرت بإطلاق عدد من المشاريع النوعية ضمن إطار التجمعات الصناعية، والتي شملت مراحل التجميع والفرز والتعبئة والتغليف، مبينًا أن ستة مجمعات صناعية تم طرحها للاستثمار في مناطق متعددة، مثل أرحاب وسرحان، وبدأت بوادر الاستثمار تتجه نحو مشاريع إنتاج البنجر وغيره، ما يعكس استجابة ملموسة وتحديثًا فعليًا في البنية الزراعية الصناعية.
وشدد الزعبي على أن التحديات لا تزال قائمة، لافتًا إلى أن التمويل لا يزال يشكل العقبة الأبرز أمام تسريع وتيرة التنمية في القطاع الزراعي، فضلًا عن التحدي المتفاقم المتمثل بتغير المناخ، الذي وصفه بأنه 'أصبح أكثر قسوة مما كان عليه في السابق، وتأثيره بات مضاعفًا'، ما يستلزم – بحسب الزعبي – 'خطوات تسارعية لمواجهته، ولا سبيل لذلك إلا عبر التكنولوجيا الحديثة'.
وأضاف الزعبي، أن القطاع الخاص هو صاحب الأدوات الحقيقية للإنتاج الزراعي، مشيرًا إلى أنه يمتلك معظم حلقات سلسلة القيمة، من مدخلات الإنتاج إلى الزراعة والتسويق والتصنيع، وصولًا إلى التصدير، قائلا إن: 'الحكومة قد تتدخل في تنظيم الأسواق المركزية، لكن جوهر العملية الإنتاجية والتسويقية والتصنيعية هو بيد القطاع الخاص'.
وأكد، أن على القطاع الخاص أن يرفع من سقف طموحاته ويزيد استثماراته حتى يكون على مستوى الطموح الذي حددته الرؤية، مشيدًا في الوقت ذاته بدور الحكومة التي قامت بـ'تمكين وتيسير البيئة عبر إجراءات تحفيزية وتشريعية وتنظيمية'.
وختم الزعبي حديثه بالتأكيد على أن ما تحقق خلال السنوات الثلاث الماضية يدعو إلى الرضا، قائلاً: 'بوصفي خبيرًا في هذا القطاع، فإنني راضٍ عن النتائج التي ظهرت خلال هذه الفترة، وإذا ما قارنا ما أنجز خلال السنوات الثلاث الماضية بما كان عليه الحال في السنوات التي سبقتها، فإننا نسير بخطى متسارعة وصحيحة نحو تحقيق التنمية الزراعية المنشودة'.
بدوره، أكد أحد مستثمري القطاع الزراعي، أن نتائج رؤية التحديث الاقتصادي بدأت تظهر بشكل فعلي وتنعكس على الواقع، قائلاً: 'بدأنا نلمس ثمار هذه الرؤية، فهي تمنحنا الأمل، وتوفّر خططاً واضحة للمستثمرين، بل وتُحسّن من نفسية المستثمر حين يشعر أن هناك دولة ترعاه وتدعمه.'