اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
ما 'حدا' اعتذر
د. ذوقان عبيدات
أسوأ ما يمكن وصفه في هذه الأيام هو ما نتعرض له من تضليل. ففي العلاقات الدولية تجتمع الدول عبر الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية التابعة لها، لمناقشة سلوكيات تقوم بها دول، أو مجموعات، أو أفراد من انتهاكات للقانون الدولي. ومن خبرتي في اليونيسكو أن إسرائيل هي أكثر الدول التي تتعرض لإدانات من غالبية الدول. وهذا ينسجم مع ما تتعرض له دولة العصابات الصهيونية في معظم المنظمات والمحافل الدولية.
(١)
الاستنكار، الشجب، الإدانة
تستخدم الدبلوماسية عددًا من مصطلحات الإدانة مثل: الشجب، والاستنكار، والإدانة. وجميع هذه المصطلحات على خطورتها لا تحمل أي طابع تنفيذي.فالاستنكار هو تعبير ناعم في مواجهة سلوك عدواني.
أما الشجب، فهو رفض، وعدم قبول للسلوك المتهم.أما الإدانة، فهي أقوى لغةٍ دبلوماسية. ولذلك تسعى إسرائيل، ومن يحميها لتجنب صدور إدانة دولية حتى لو كانت استنكارًا، وهو أضعف الإيمان!!
(٢)
بين الأسف والاعتذار
في الحديث العادي، وفي المعنى اللغوي، الأسف هو تعبير عن تعاطف مع شخص حدثت له مشكلة ما، مثل: وفاة صديق، حريق، خسارة؛ نقول: نأسف لما أصابك! فالمتأسف لا علاقة له بما حدث، ولا يتحمل أي مسؤولية.
وفي اللغة الإنجليزية يقولون: Sorry. أما الاعتذار، فالمعتذر يقدم اعتذاره لفعل قام به، ويعلن تحمله مسؤولية ما قام به، ويقدم التعويض الأخلاقي والمادي للخسائر الناتجة. وباللغة الإنجليزية؛ Apology .
فالأسف تعاطف، بينما الاعتذار ندم ومسؤولية، وتسديد حسابات، ودفع فواتير الحدث، والاعتذار يجب أن يكون موثقًا،
وليس جزءًا من حديث عابر!!
إنه إعلان مادي وأخلاقي .
(٣)
أشيع في العالم أن اسرائيل اعتذرت. بل وأعلنت قطر ذلك، وروّج الإعلام الخليجي، وفي مقدمته الجزيرة أن إسرائيل قدمت اعتذارًا رسميًا.راق ذلك لعديدين من منافقي دول الخليج، ومن معجبي السلوك الإسرائيلي . صدعونا بأنّ إسرائيل اعتذرت. والحقيقة أن ترامب قال
كلمةsorry, وهذا ما قاله نتنياهو.حرفيًا.
إذن: تأسّفَ نتنياهو، ولم يعتذر.
وكأن 'قطر' تعرضت لحادث سير لا علاقة له به!
(٤)
ضحِكوا علينا!!
إسرائيل أعلنت أسفها. ولم تعتذر،
فلماذا هذا الفرح العربي بإنجاز وهمي غير حقيقي. الأسف ليس اعتذارًا إطلاقًا!!
هل المطلوب حفظ الملف، وأخْذ الحادث بوصفه قضاءً وقدرًا؟
كفى! كفى ! كفى تضليلًا.، وجهالة أو تجاهلّا.
إنهم يخدعوننا!! هذا عدوان وليس حادث سير!!
فهمت عليّ؟!!