لاعبو المنتخب يعيشون "النجومية".. والجمهور يزين المدرجات بعد تراجع "القوات المحمولة"

بدأ نجوم المنتخب الوطني لكرة القدم، يعيشون أدوار النجومية في الشارع الرياضي المحلي، بعد ارتفاع شعبيتهم بين الجماهير، في ظل النتائج الأخيرة التي حققها منتخب النشامى في كأس آسيا الأخيرة في قطر.

وبات نجوم المنتخب الوطني يعيشون في الشارع الرياضي المحلي، ملذة نجومية نجوم عالميين عندما يحتشد الجمهور حولهم لالتقاط الصور أو الفوز بتوقيع.. وما تجمهر الناس حول موسى التعمري عقب مباراة الأردن وباكستان إلا شاهدا على ارتفاع شعبية لاعبي المنتخب الذين باتوا يتقنون لعب دور النجوم العالميين، عندما تعلموا أصول التوقيع على القمصان، أو رمي القميص أو الكرات للجمهور، وما شابه من حركات تهدف إلى إرضاء المعجبين والمحبين والعاشقين.

عقب بطولة كأس آسيا، أصبح نجوم المنتخب أكثر شعبية، وبات الجميع يشير إليهم بالبنان، بل إن نسبة الدعوات لهم لحضور حفل غداء أو عشاء أو افتتاح محل، وما شابه من هذه الخطوات، في ارتفاع كبير، حتى أن عددا من أصحاب الشعبية الكبيرة في المنتخب، باتوا يتسللون إلى بعض الأماكن، خوفا من التعرف عليهم، فيما كان هناك لاعبون آخرون يعمدون إلى خطوات معاكسة تظهرهم في الشارع من أجل التلذذ بالشعبية.

وعلق الكثيرون على شعبية اللاعبين، بتأكيد أحقيتهم في الفوز بحب الجمهور، مع ملاحظات على ضرورة ألا يتسبب ذلك في غرورهم، خاصة في ظل بوادر لظهور ذلك عند البعض، وفق تعبير الجمهور.

جمهور و'قوات محمولة'

الجمهور الكبير الذي زين مدرجات ستاد عمان الدولي، في لقاء الأردن والباكستان، أول من أمس، ضمن تصفيات كأس العالم، شكل في غالبيته الجمهور الحقيقي العاشق للمنتخب الوطني لكرة القدم، بعيدا عن القوات المحمولة من الجماهير التي كان يؤتى بها للتواجد في المدرجات خلال مباريات النشامى في العديد من المنافسات.

قبل مباراة باكستان، تسابقت الجماهير بمحض إرادتها وبحماس كبير على شراء التذاكر، لتشجيع اللاعبين في المباراة، ومتابعتهم على أرض الواقع، بعد أن ارتفعت شعبية نجوم المنتخب، بعد العروض المتميزة والنتائج اللافتة في بطولة كأس آسيا التي اختتمت الشهر الماضي في قطر، وحل فيها منتخب النشامى في المركز الثاني خلف المنتخب القطري الشقيق.

في سنوات سابقة عجاف، لم يكن المنتخب الوطني بقادر على تحقيق طموحات الشارع الرياضي إلا في مراحل محددة، الأمر الذي أفقده الشعبية المطلوبة، وبالتالي التأثير سلبا على متابعته من قبل الجماهير التي لم تكن ترغب في متابعة مباريات النشامى في المدرجات في الكثير من المناسبات، ما كان يجبر المعنيين على الاستعانة بجماهير “مصطنعة” و”قوات محمولة” تأتي من مؤسسات وشركات رسمية، لتجلس في المدرجات لمدة ساعتين لتشجيع المنتخب، قبل أن تنهي واجبها وتعود إلى مؤسساتها.

في الكثير من المباريات، لم يكن الجمهور الأردني متشجعا لتكبد عناء البحث عن تذاكر والتواجد في المدرجات في مباريات المنتخب، بسبب سوء النتائج وعدم الثقة بقدرة اللاعبين على تحقيق الإنجاز، فكان من الطبيعي أن يتم حشد القوات المحمولة للتواجد في المدرجات، لتزيين الملعب وتشجيع اللاعبين.

بعد بطولة كأس آسيا الأخيرة في قطر، تغيرت الصورة، وانقلب الحال، وبات المشجع الأردني يهرول للحصول على تذكرة لمباراة منتخب النشامى، حيث ينجح في بعض الأحيان ويفشل في أحيان أخرى، ولكن اللافت أن الجمهور الحقيقي هو الذي يبحث عن التذاكر، ليشكل جمهورا حقيقيا محبا للنشامى، جاء من تلقاء نفسه وبدافع حب المنتخب، لتشجيع اللاعبين وتحفيزهم، وليس بدوافع وظروف أخرى.

ربما كانت القوات المحمولة من الجماهير، جاهزة للحضور في مباراة النشامى أمام باكستان، ولكن إقبال الشارع الرياضي على شراء التذاكر، قلص من نفوذ هذه القوات المحمولة في الحضور، بعدما تنافست الجماهير على شراء تذاكر المباراة التي انتهت بمهرجان أهداف أردني وصل إلى 7 أهداف نظيفة.

الشاهد في الموضوع، أن الجمهور الأردني بات أكثر اهتماما بمتابعة المنتخب الوطني، ومستعد لتكبد عناء الحضور إلى الملعب لتشجيع اللاعبين، حيث منحت مشاركة النشامى في كأس آسيا الأخيرة، دافعا كبيرا للمحبين للعودة إلى المدرجات، إلى جانب ارتفاع نجومية اللاعبين الذين باتوا يعيشون دور النجومية التي يعيشها نجوم عالميون.

وتشهد تدريبات المنتخب الوطني التي جرت مؤخرا في عمان، على ارتفاع شعبية المنتخب واللاعبين، من خلال حجم المحبين الذين يحضرون إلى الملعب أملا بالفوز بصورة مع نجم، أو الحصول على توقيعه، أو استراق نظرة على تدريب منتخب النشامى، وهو مشهد غير مسبوق وغير معتاد في الكثير من مفاصل مسيرة المنتخب.

ويؤكد المشجع أحمد العاصي، في تصريح لـ”الغد”، أن حضوره لمباراة باكستان، أول من أمس، كان برغبة قوية، سعيا لتشجيع المنتخب ومشاهدة الأهداف الكثيرة التي كانت متوقعة.

وأضاف “أعترف أنني كنت أخشى الذهاب إلى ستاد عمان أو ملعب القويسمة، لتشجيع المنتخب، خوفا من الانتكاسات، ولكن الآن أذهب للملعب بقلب قوي، بعد الاطمئنان على المنتخب في ضوء نتائج بطولة كأس آسيا الأخيرة”.

يشار إلى أن عددا من عشاق المنتخب أكدوا فشلهم في شراء تذاكر لحضور مباراة المنتخب أمام باكستان، مؤكدين حماسهم من الآن، لحضور مباراة المنتخب أمام طاجكستان التي تجري في عمان خلال شهر حزيران (يونيو) المقبل، والتي ستكون بمثابة إعلان تأهل المنتخب للدور الثاني من تصفيات كأس العالم.

'النشامى' يتطلع لمهرجان أهداف أمام باكستان في تصفيات المونديال الليلة