اخبار الاردن
موقع كل يوم -وكالة رم للأنباء
نشر بتاريخ: ١٩ أيار ٢٠٢٥
رم -
بقلم:- عاطف أبوحجر
الزواج ليس مجرد فرحة،بطاقة دعوة،حفلة وبدلة وفستان ابيض وقالب جاتو ١٢ طابق،والبوم صور،وخبر ينشر على وسائل التواصل الاجتماعي. إنه قرار مصيري يغيّر مجرى حياتك بالكامل. شريكة حياتك قد تكون مصدر سعادتك وسندك، وقد تكون سبب شقائك ومعاناتك. لذا، فكّر بعقلك قبل قلبك، وبهدوء قبل أن تستسلم للعاطفة.
ابتعد عن الفتاة العنيدة، التي تصرّ على أن تكون كلمتها هي الأخيرة دائمًا، وترى الطاعة ضعفًا، والمسايرة تنازلًا. إن كانت متسلطة وتُصرّ على أن تُدار الأمور كما تشاء، فلن تنعم معها براحة ولا استقرار. واحذر من التي تتفاخر بوظيفتها أو شهادتها أو أفكار استقتها من مؤثرات التواصل الاجتماعي؛ فهذه لا تبحث عن شريك حياة، بل عن تابع.
وتجنّب من تنشر كل تفاصيل حياتها على 'فيسبوك' و'الستوري'، من صباح الخير حتى أدقّ الخلافات الأسرية؛ فهذه لا تُحسن صون الخصوصية، وتُضخّم المشاكل إلى حد لا يُطاق.
وانتبه من الفتاة التي نشأت في بيت لا يُحترم فيه الأب، أو حيث كان الأب صامتًا لا كلمة له، والأم هي المتحكمة بكل صغيرة وكبيرة، من الخطبة إلى الطلاق، ومن الحنّة إلى ختان الطفل! في مثل هذا البيت، يغيب الرجل، وتتشكل شخصية بناته على ذات النهج؛ حريات غير منضبطة، خروجات دون إذن، أراجيل وسهرات... أما دور الرجل؟ فهو عبارة عن رجل كرسي!
الفتاة التي لم تتربَّ على وجود قيادة في البيت، لن تحترم رجلاً في يوم من الأيام.
وإياك والمادية؛ تلك التي تقيس كل شيء بالدينار، أو التي تغترّ بجمالها أو قوامها، وتظن أنك يجب أن تسعى دومًا لإرضائها. وابتعد عن الهشة نفسيًا، التي تؤثر بها الكلمات المعسولة، ويمكن لأي أحد أن يغرّر بها.
الزوجة الحقيقية ليست بالضرورة خريجة جامعات أو ذات منصب أو صاحبة أناقة ملفتة. الزوجة الحقيقية هي من تعرف كيف تكون أنثى حقيقية معك؛ من تحترمك، وتقدّرك، وتحافظ على بيتها وكلمتها.
ولك أيتها الفتاة أقول،إذا لم تعرفي أن تقولي 'حاضر'، أو 'حقك عليّ'، أو 'زَعلك عندي بالدنيا'، وإن كنتِ ترين في الطاعة ضعفًا، وتحبين المكابرة، فالزواج لا يناسبك. الطاعة ليست ذلًا؛ بل محبة، بها تدخلين قلب الرجل، وتكسبين احترامه ومودّته. الجمال لا يكفي، والدين لا يُقاس بالمظهر فقط، فالأخلاق والاحترام والتفاهم أساس كل علاقة ناجحة.
ولا تصدقي من يقول لك: 'كوني قوية ولا تتنازلي'، فالقوة الحقيقية ليست في الصوت العالي ولا في الكبرياء الأجوف، بل في القدرة على الاحتواء، والمسامحة، والبناء لا الهدم.
الزواج ليس ساحة معركة، بل شراكة وسكن ومودة ورحمة. والمرأة التي تعرف كيف تحتوي زوجها وتدعمه وتسانده، تصبح تاجًا فوق رأسه، وإن كانت بسيطة في مظهرها. أما التي تنافسك وتتصدى لك، فهي من تكسر ظهرك قبل قلبك.
فكر جيدًا، واختر بعناية، واسأل عن الأصل والتربية، لا عن الجمال والوظيفة فقط... حتى لا يُكشف ظهرك، ويحين الندم حين لا ينفع الندم.