اخبار الاردن
موقع كل يوم -زاد الاردن الاخباري
نشر بتاريخ: ٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
زاد الاردن الاخباري -
تحت اسم يوم 'القميص البرتقالي'، تحيي كندا سنويا في 30 سبتمبر ذكرى مدارس السكان الأصليين الداخلية. هذه المدارس عملت منذ ثلاثينيات القرن التاسع عشر على قطع أي صلة للأطفال بجذورهم.
هذه المدارس الداخلية الخاصة كانت تعمل في كندا منذ زمن طويل، ولم يُعلق آخرها إلا عام 1996.
على مدى أكثر من قرن ونصف انتزع أطفال السكان الأصليين من الجنسين من أسرهم وأرسلوا قسرا إلى هذه المدارس الداخلية ليعيشوا منعزلين ويتعلموا القيم الأوروبية ويندمجوا في هذا المجتمع 'الجديد'.
اختير يوم 30 سبتمبر لإحياء هذه المناسبة لأنه اليوم الذي كان يرسل فيه أطفال سكان كندا الأصليين إلى المدارس الداخلية الخاصة، فيما تحمل تسمية يوم 'القميص البرتقالي' معان مرتبطة بهذه الطريقة العنيفة للمسخ الثقافي.
هذا الاسم مستوحى من حدث مرت به 'فيليس يبستاد'، وهي امراة تنتمي إلى واحدة من 'الأمم الأولى' في كندا.
حين كانت في السادسة من عمرها، اشترت لها جدتها قميصا برتقاليا فاقعا قبل أن تُقاد إلى المدرسة الداخلية. عند وصولها إلى هناك، أجبرت والأطفال الآخرين على تغيير ملابسهم وارتداء الزي الرسمي.
فيليس ويبستاد، وتعد إحدى الناجيات من هذه المدارس الداخلية الخاصة بالسكان الأصليين، بادرت إلى تنظيم حملة 'يوم القميص البرتقالي' عام 2013.
جمعية رؤساء الأمم الأولى تبنت الفكرة وأعلنت 30 سبتمبر من كل عام يوما لإحياء هذه الذكرى التي سُميت 'يوم القميص البرتقالي'.
مدرسة جوردون في مقاطعة ساسكاتشوان، وهي آخر مدرسة داخلية كانت تُدار على المستوى الفيدرالي أغلقت في عام 1996. بعد اثني عشر عاما، أي في عام 2008، قدمت الحكومة الكندية اعتذارا علنيا لعائلات 'الأمم الأولى' المتضررة من نظام المدارس الداخلية الخاصة.
لكن لا يستطيع أي اعتذار أن يعيد الزمن إلى الوراء، أو يعوض مئات الإلاف من الأطفال الذين انتزعوا من أسرهم وحرموا من لغتهم وثقافتهم وحرموا بالقوة من حقوقهم وجذورهم.
خلال عقود طويلة أرسل ما يقرب من 150.000 طفل، أي ما يُعادل 30% تقريبًا من أطفال سكان كندا الأصليين إلى هذه المدارس الداخلية.
بين عامي 2008 – 2015 عملت لجنة تسمى 'الحقيقة والمصالحة' على هذه القضية، وأتاحت الفرصة للمتضررين بشكل مباشر أو غير مباشر من سياسات المدارس الداخلية، لرواية قصصهم وتجاربهم!
أما الاحتفاء بيوم 'القميص البرتقالي' فأريد منه زيادة الوعي بتأثير نظام المدارس الداخلية على السكان الأصليين، وكذلك إحياء ذكرى الناجين من المدارس الداخلية وعائلاتهم، وتشجيع المصالحة بين الكنديين الأصليين وغير الأصليين. على أي حال، قد يكون كل ذلك مهما لمنع تكرار ما جرى.
من جانب آخر، رُصدت العديد من العواقب السلبية الناجمة عن نظام المدارس الداخلية لأطفال سكان كندا الأصليين من بينها، تدهور الصحة البدنية والنفسية لشريحة كبيرة من التلاميذ الذين انتزعوا من بيئتهم الأصلية. كما عانى العديد من هؤلاء من سوء التغذية، ومن رعاية طبية غير كافية، وظروف معيشية غير صحية، ما أدى إلى تفشي الأمراض.
من المضاعفات الخطيرة أيضا، ارتفاع معدلات الوفيات بين السكان الأصليين. العديد من أطفال السكان الأصليين لقوا حتفهم في المدارس الداخلية بسبب المعاملة القاسية والإهمال.
علاوة على ذلك، مُنع الأطفال الأصليون بشكل تام من استخدام لغتهم الأم أو مراعاة عاداتهم الثقافية ما أدى إلى فقدان الهوية الثقافية. واجه الأطفال صعوبات في التكيف مع الواقع الجديد في هذه المدارس الداخلية، كما اقتصرت نشاطات التلاميذ بدرجة كبيرة على الصلاة والعمل البدني والخياطة وغسل الملابس والحرف اليدوية وزراعة المحاصيل.
علق هؤلاء المُستلبون ثقافيا بين عالمين. عالمهم الذي أبعدوا عنه، والعالم الجديد الذي عجزوا عن الاندماج به، وفي نفس الوقت واجهوا ألوانا من التمييز العنصري.
الأدهى انكشف في مارس عام 2021، حين عُثر على مقبرة جماعية مجهولة بالقرب من مدرسة داخلية 'هندية' سابقة في مقاطعة كولومبيا البريطانية. مقبرة مجهولة من عظام الأطفال ضمت أكثر من 200 قبر.