"وادي الأردن": حجم مخزون المياه الحالي في سدود المملكة جيد

عمان- فيما يؤمل أن تشهد مختلف المناطق، مزيدا من الهطولات المطرية الفترة المتبقية من الموسم الشتوي، أكد الأمين العام لسلطة وادي الأردن هشام الحيصة 'أن حجم مخزون المياه الحالي في مختلف سدود المملكة جيد'.

وأبدى الحيصة، في تصريحات لـ'الغد'، أمله، بتحسن مخازين المياه الحالي في السدود كافة، والبالغ نحو 136 مليون م3، معادلا ما نسبته 47 % من إجمالي سعتها التخزينية، والبالغة 288.128 مليون، مبينا أن كميات تخزين المياه 'مطمئنة للمزارعين'، مضيفا أنها 'تلبي الكميات المتفق عليها'.

وكشف الحيصة، في تصريحات سابقة، عن توجه 'وادي الأردن' نحو إجراء دراسات ومشاورات لإنشاء سدود 'تحت أرضية'، تتناسب والطبيعة الجغرافية لمنطقة البوادي الأردنية.

ويهدف هذا التوجه، الى الاستفادة من أكبر كميات من مياه الأمطار في المناطق الصحراوية، والاستغلال الأمثل للهطولات المطرية، وصولا إلى شحن الأحواض الجوفية، والاستفادة من مياه الأمطار.

وأشار الحيصة، الى أهمية تعظيم الاستفادة من الهطولات المطرية وفق مثل هذه التوجهات الجديدة.

وتسعى وزارة المياه والري الى تنفيذ استراتيجية زيادة الطاقة التخزينية في السدود، لتصل إلى 400 مليون م3 بحلول العام المقبل، إذ ركزت استراتيجية قطاع المياه الأردني المحدثة، على التوسع باستخدام المياه غير التقليدية، وتطوير المصادر المائية عبر الحصاد المائي، وتعزيز زيادة تخزين السدود.

وأكدت سلطة وادي الأردن، في وقت سابق، أهمية المحافظة على مخازين السدود لذلك الغرض، ودورها برفد المياه الجوفية بمخزون مياه متجدد، للحفاظ على مخزونها الإستراتيجي، نتيجة تعرضها للاستنزاف بشكل كبير.

وتعد السدود من أهم المرافق المائية الفاعلة في قطاع المياه، كونها ذات أهمية إستراتيجية، بخاصة لما تعانيه المملكة من محدودية الموارد المائية، وشح تغذيتها نتيجة لتناقص وتذبذب معدل هطل الأمطار في الأعوام الأخيرة، وتزايد الطلب على المياه في ظل الازدياد السكاني المطرد، وانتعاش الحياة الاقتصادية في مختلف المجالات.

وعادة ما يكون تأثير الأمطار الجيد على المياه الجوفية واضحا، في حال استمرار الهطول لتغذية الطبقات الجوفية العميقة من الأرض، في حين يكون تأثير تلك الأمطار 'محدودا' على تلك المياه عند انحباس الأمطار.

ويستمر الموسم المطري حتى 10 أيار (مايو) المقبل، وسط تفاؤل بأن يشهد الشهران المقبلان؛ آذار (مارس) ونيسان (إبريل)، أداء مطريا أفضل مقارنة بما سجله الموسم حتى الآن، ويرفع من آمال تعويض مخازين السدود التي بقيت رهينة لانحباس مطري طال أمده على مدار مواسم مضت.

ويعتمد تحسين أوضاع مخزون السدود على تحسن الجريان السطحي للمياه، عبر استمرارية هطل الأمطار المتزامن مع انخفاض درجات الحرارة.

ويعتمد الأردن في موارده المائية بشكل رئيس، على الأمطار التي تتفاوت من منطقة لأخرى، حيث تلعب التضاريس دورا مهما في توزيع الهطل المطري.

ورغم ما شهدته مختلف مناطق المملكة من هطولات مطرية متواصلة إثر تأثرها بمنخفض جوي على مدار يومين متتاليين، ما تزال السدود بحاجة الى تدفقات إضافية من الهطل المطري، لتعويض شح التدفقات المائية الواصلة إليها، إثر الانحباس الذي عانت السدود من تبعاته، وانعكاس الهطل على تعزيز مخازينها.

وعبرت مصادر وزارة المياه والري، في وقت سابق، عن أملها بأن يكون الموسم الشتوي الحالي 2023-2024، غنيا وذا أداء جيد، لافتة إلى المضي بتنفيذ خطط 'المياه' بنهج ثابت ووفق برامج محددة، والهادفة بأكملها إلى توفير كميات المياه المدورة من خلال تقليل الفاقد، بنوعيه الإداري والفيزيائي، وذلك توازيا ومحاولات تأمين مصادر مياه جديدة.

وأكدت الوزارة أهمية المحافظة على مخازين السدود الحالية، لدورها في رفد المياه الجوفية بمخزون مياه متجدد، للحفاظ على مخزونها الإستراتيجي، نتيجة تعرضها للاستنزاف بشكل كبير.

وتنعكس التوقعات بتجدد مرور منخفضات جوية، بشكل مباشر، على ارتفاع هامش الأريحية حيال إسالة الوزارة، المياه للمزارعين بشكل عام في منطقة وادي الأردن لأغراض الري ومساهمة استمرارية الهطول المطري على رطوبة التربة.

من ناحيته، أشار مدير إدارة الأرصاد الجوية رائد رافد آل خطاب، خلال تقييمه للأداء المطري في شباط (فبراير) الماضي للموسم المطري الحالي 2023-2024، الى تراجع في هذا الأداء بأغلب المناطق، باستثناء أجزاء من المناطق الشرقية والجنوبية الشرقية، بما فيها الأغوار الجنوبية، إذ شهدت تحسناً في الأداء المطري الشهر الحالي.

وعادة ما تشكل مجاميع الأمطار التي تهطل على مناطق المملكة في شباط (فبراير) بين 20 و25 % من المعدل الموسمي العام، وفق آل خطاب.

واعتبر مدير 'الأرصاد الجوية'، أنه ورغم هذا التراجع، فإن أداء الموسم المطري الحالي حتى نهاية الشهر الماضي، ما يزال 'حول معدلاته العامة، وأعلى في مثل هذا الوقت من السنة في أغلب مناطق المملكة، باستثناء أجزاء من المناطق الجنوبية والشرقية والتي يعد الأداء المطري فيها ضعيفا، ودون معدلاته العامة حتى نهاية الشهر، فيما حققت أجزاء من المناطق الوسطى الشرقية والشمالية بما فيها الأغوار الشمالية، معدلها الموسمي العام كاملاً، وتجاوزته في بعض أجزائها'.

وتشير السجلات المناخية للمواسم المطرية خلال 100 موسم مطري في مطار عمان المدني، الى أن انتهاء الموسم المطري في المملكة، يكون عادة خلال الفترة بين 2 و31 من أيار (مايو)، وباحتمالية تصل الى 66 %، في وقت تشكل فيه نسبة مجموع الأمطار التي تهطل على مناطق المملكة بعد نهاية شباط (فبراير) وحتى نهاية الموسم المطري بشكل عام، تتراوح بين 19 و22 % من الموسم المطري العام.