اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ٢ تشرين الثاني ٢٠٢٥
حجب الثقة عن الحكومات بات من الماضي ، صفّقوا لها ماشئتم أيها النواب .. وهذا ما أباح به عبد الهادي المجالي #عاجل
كتب د. محمد أبو بكر
نوابنا غاية في الإحترام والكياسة ، حتى رئيس الحكومة جعفر حسان بعد إلقاء كلمته في افتتاح الدورة العادية ، صفّق له غالبية النواب ، وضع طبيعي في بلد كالأردن ، ولكن لا يمكن حدوث ذلك في الديمقراطيات الغربية .
ماعلينا .. دعهم يصفّقون ، هذا شأنهم ، ولكن مايثير هو قول أحد النواب ؛ بأن المجلس قد يحجب الثقة عن الحكومة بعد مناقشة الموازنة إن لم تقدم على رفع الرواتب ، هنا .. ضحكت ، وربما سمع الجيران أصوات هذه الضحكة المجلجلة ، كم من المرات هدد النواب بحجب الثقة ، في سنوات غابرة ؟ وختامها كان مسكا وحلاوة للحكومة ، ثم الانطلاق نحو رئيس الوزراء والمباركة له بالثقة ، عدا عن التبويس ، كان الله في عون رؤساء حكومات الأردن ، فآلاف القبلات تطبع على الخدّين من النواب فقط ، ناهيك عن غيرهم من المسؤولين ، وحتى الشعب .
قبل ست سنوات كان لي حوار امتد لساعات عديدة مع المرحوم عبد الهادي المجالي ، قد يختلف كثيرون حول الرجل ، فمثل هذه الشخصية العامة والجدلية تستحق أن نختلف حولها ، لأنه باختصار .. مختلف عن الآخرين ، الذين باتوا نسخا كربونية عن بعضهم البعض .
كان جزءا من الحوار حول المجالس النيابية ، وهو الرئيس المخضرم ، والسياسي الحاذق ، والذي خبر العمل العام لعقود عديدة ، المجالي أشار إلى أنه كثيرا ماكان يغضب من رؤساء الحكومات والوزراء ، بسبب تدخلاتهم التي لا يمكن قبولها في كسب ود النواب ، كانت الحكومات تنجح في ذلك ، ولكن ليس مع الجميع ، وكل حكومة لديها لوبي داخل المجلس .
ويضيف .. كنت كثيرا ما ألتقي مع رئيس الحكومة ، وأخاطبه بالقول .. يا أخي لا يصح تجاوز رئاسة المجلس والإستفراد بالنواب ، يمكنكم الاتصال بي كرئيس للمجلس ، ونناقش ماتريدونه .
فهمت من حديثه رحمه الله ، بأن الحكومات المختلفة ، ومنذ عقود ، تشعر بارتياح كبير حين مناقشة أي شيء ، سواء كان موازنة أو مشروع قانون وغيرهما ، فهي تتمتع بثقل وازن ، رغم مايسمعه الناس من خطابات نيابية رنانة طنانة وتفوق الوصف ، نشعر خلالها كمواطنين بالشفقة على الحكومة ، وفي لحظة نصل إلى نتيجة مفادها أن الحكومة على وشك الإطاحة بها ، وحين التصويت نكتشف كم نحن بسطاء ( هبايل ) ، فالحكومة حازت على الثقة بنسبة تجاوزت الثمانين بالمئة .
وفي كل الأحوال ؛ لست أقف في مواجهة الحكومة ولا المجلس النيابي ، كلهم خير وبركة وما شاء الله عليهم ، مافي أحسن من هيك ، وإذا طلبنا كمواطنين أحسن من هيك بنكون طماعين فعلا!
صفّقوا ما شئتم للحكومة ، قد تستحق ذلك ، صفّقوا حتى للحكومات السابقة ، من رشيد طليع حتى بشر الخصاونة ، ولكن اجعلوا أقدامكم فوق الأرض ، وحجب الثقة عن الحكومات صار من الماضي يا أصحاب السعادة ، فالمجالس الحالية رضيت بأن تكون على ماهي عليه اليوم .. وسامحونا!












































