اخبار الاردن
موقع كل يوم -وكالة مدار الساعة الإخبارية
نشر بتاريخ: ١٠ أيار ٢٠٢٥
ليسَ الأردن دولة طارئة في التاريخ، ولا رقمًا عابرًا في الجغرافيا. إنَّه من ثوابت الشرق الأوسط، وركيزة من ركائز الاتزان الإقليمي، اختار عبر تاريخه أن يلتزم برسالة أخلاقية لا تتبدل، وظل وفيًّا لنهجه الإنساني، ملتزمًا بقضايا أمته، وعلى رأسها فلسطين التي بقيت في قلب القرار السياسي والوجداني الأردني، وفي ضمير قيادته الهاشمية الحكيمة.مُنذ اندلاع العدوان على غزة، قدم الأردن نموذجًا نادرًا في العمل الإنساني الصادق؛ قوافل الإغاثة لم تتوقف، والإنزالات الجوية تجاوزت 125 إنزالًا، والجسر الجوي ظل نشطًا بلا انقطاع، حاملًا الغذاء والدواء لأهلنا في غزة، بكل التزام وشرف وأمانة.وسط هذا الجهد، طالعنا تقرير نشره موقع 'ميدل إيست آي'، وتناقلته مواقع إعلامية أخرى تتقاطع معه سياسيًّا، يزعم أنَّ الأردن يتربَّح ويستفيد ماديًّا من المساعدات الإنسانية إلى غزة، وهو ادعاء لا يستند إلى دليل، ويتقاطع مع محاولات سابقة تستهدف الموقف الأردني المستقل، وتصب في إطار حملة تشويه ممنهجة.التقرير اتسم بانعدام المهنية، حيث أرسل الموقع استفساراته إلى الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية مساء يوم الخميس، مُطالبًا بِردٍّ خلال ثلاث ساعات فقط. ورغم ذلك، أوضحت الهيئة، وبشكل مسؤول، أنَّ المساعدات تُنقل مباشرة إلى غزة دون أي اقتطاع أو مساس، وأنَّ الأردن، حكومةً وجيشًا ومؤسسات، هو من يتحمَّل كلفة الإيصال برًّا وجوًّا، دون انتظار مقابل أو دعاية.فالحملة الإعلامية ليست معزولة، بل تأتي ضمن نمط من الهجمات السيبرانية والإعلامية الممنهجة، تستخدم أدوات تضليل رقمي متطورة، تهدف إلى تشويه الحقائق، وبث البلبلة، والنيل من ثقة الأردنيين بدولتهم، وتصوير المواقف النبيلة على أنَّها محط شك أو تهمة.إنَّ استهداف الأردن لا يأتي لأنَّه ضعيف، بل لأنَّه ثابت في قراره، وفيٌّ لمبادئه، وصاحب سيادة حقيقية في زمن المساومات والانبطاح. الهجوم لا يستهدف فعلًا محددًا بقدر ما يستهدف نموذجًا سياسيًّا وأخلاقيًّا لا يُساوم ولا يلين. فحين تعجز بعض الجهات عن تغيير موقف الأردن، تلجأ إلى استهداف رمزيته ومكانته الأخلاقية. فهذهِ الحملة ليست سوى رأس جليد في حربٍ ناعمة، تُدار بأدوات مدروسة لاختراق الحصون المعنوية للدول المستقلة.ونحن لا نقرأ مجرد خبر، بل نواجه أسلوبًا جديدًا من الاستهداف الناعم، يُمارَس تحت غطاء الصحافة، فيما هو أقرب إلى العمليات النفسية والإعلامية المنظمة، هدفها وغايتها زعزعة السردية الوطنية للدولة وتفكيك صورتها أمام شعبها والعالم، وتفريغها من مشروعها المعنوي.ومن هذا المنطلق، واستنادًا إلى مبدأ وتعزيز الشراكة الوطنية، وبناءً على روح الوحدة الوطنية، أعبر عن رأيي لوزارة الاتصال الحكومي بتعزيز وتفعيل منصة 'حقك تعرف'، لتكون منصة استباقية في مواجهة الحملات الإعلامية المغرضة، ترد على الأكاذيب وتكشف خلفياتها، وتصدر خطابًا واضحًا وقويًّا للرأي العام، داخليًّا وخارجيًّا.ونقترح إشراك مؤسسات المجتمع المدني والجامعات في مشروع وطني لمحو الأمية الإعلامية، وتدريب الأجيال الشابة على مقاومة التضليل وتفكيك الروايات الزائفة.فالأردن مستهدف لأنَّه ما زال واقفًا في موقعه، متمسكًا بثوابته، لا يساوم ولا يتراجع، ولا يُقايض إنسانيته مقابل مصالح عابرة. ولأنَّ النُبل حين يُهاجَم، نعلم أنَّ الطريق مستقيم. نحن لا نبحث عن مديح، بل نطالب باحترام الحقيقة، وبأن لا يكون العمل الخيري والإنساني هدفًا لمزاودات مأجورة أو حملات مرتبة.فالأردن لا يُشوَّه، بل يُضيء.
ليسَ الأردن دولة طارئة في التاريخ، ولا رقمًا عابرًا في الجغرافيا. إنَّه من ثوابت الشرق الأوسط، وركيزة من ركائز الاتزان الإقليمي، اختار عبر تاريخه أن يلتزم برسالة أخلاقية لا تتبدل، وظل وفيًّا لنهجه الإنساني، ملتزمًا بقضايا أمته، وعلى رأسها فلسطين التي بقيت في قلب القرار السياسي والوجداني الأردني، وفي ضمير قيادته الهاشمية الحكيمة.
مُنذ اندلاع العدوان على غزة، قدم الأردن نموذجًا نادرًا في العمل الإنساني الصادق؛ قوافل الإغاثة لم تتوقف، والإنزالات الجوية تجاوزت 125 إنزالًا، والجسر الجوي ظل نشطًا بلا انقطاع، حاملًا الغذاء والدواء لأهلنا في غزة، بكل التزام وشرف وأمانة.
وسط هذا الجهد، طالعنا تقرير نشره موقع 'ميدل إيست آي'، وتناقلته مواقع إعلامية أخرى تتقاطع معه سياسيًّا، يزعم أنَّ الأردن يتربَّح ويستفيد ماديًّا من المساعدات الإنسانية إلى غزة، وهو ادعاء لا يستند إلى دليل، ويتقاطع مع محاولات سابقة تستهدف الموقف الأردني المستقل، وتصب في إطار حملة تشويه ممنهجة.
التقرير اتسم بانعدام المهنية، حيث أرسل الموقع استفساراته إلى الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية مساء يوم الخميس، مُطالبًا بِردٍّ خلال ثلاث ساعات فقط. ورغم ذلك، أوضحت الهيئة، وبشكل مسؤول، أنَّ المساعدات تُنقل مباشرة إلى غزة دون أي اقتطاع أو مساس، وأنَّ الأردن، حكومةً وجيشًا ومؤسسات، هو من يتحمَّل كلفة الإيصال برًّا وجوًّا، دون انتظار مقابل أو دعاية.
فالحملة الإعلامية ليست معزولة، بل تأتي ضمن نمط من الهجمات السيبرانية والإعلامية الممنهجة، تستخدم أدوات تضليل رقمي متطورة، تهدف إلى تشويه الحقائق، وبث البلبلة، والنيل من ثقة الأردنيين بدولتهم، وتصوير المواقف النبيلة على أنَّها محط شك أو تهمة.
إنَّ استهداف الأردن لا يأتي لأنَّه ضعيف، بل لأنَّه ثابت في قراره، وفيٌّ لمبادئه، وصاحب سيادة حقيقية في زمن المساومات والانبطاح. الهجوم لا يستهدف فعلًا محددًا بقدر ما يستهدف نموذجًا سياسيًّا وأخلاقيًّا لا يُساوم ولا يلين. فحين تعجز بعض الجهات عن تغيير موقف الأردن، تلجأ إلى استهداف رمزيته ومكانته الأخلاقية. فهذهِ الحملة ليست سوى رأس جليد في حربٍ ناعمة، تُدار بأدوات مدروسة لاختراق الحصون المعنوية للدول المستقلة.
ونحن لا نقرأ مجرد خبر، بل نواجه أسلوبًا جديدًا من الاستهداف الناعم، يُمارَس تحت غطاء الصحافة، فيما هو أقرب إلى العمليات النفسية والإعلامية المنظمة، هدفها وغايتها زعزعة السردية الوطنية للدولة وتفكيك صورتها أمام شعبها والعالم، وتفريغها من مشروعها المعنوي.
ومن هذا المنطلق، واستنادًا إلى مبدأ وتعزيز الشراكة الوطنية، وبناءً على روح الوحدة الوطنية، أعبر عن رأيي لوزارة الاتصال الحكومي بتعزيز وتفعيل منصة 'حقك تعرف'، لتكون منصة استباقية في مواجهة الحملات الإعلامية المغرضة، ترد على الأكاذيب وتكشف خلفياتها، وتصدر خطابًا واضحًا وقويًّا للرأي العام، داخليًّا وخارجيًّا.
ونقترح إشراك مؤسسات المجتمع المدني والجامعات في مشروع وطني لمحو الأمية الإعلامية، وتدريب الأجيال الشابة على مقاومة التضليل وتفكيك الروايات الزائفة.
فالأردن مستهدف لأنَّه ما زال واقفًا في موقعه، متمسكًا بثوابته، لا يساوم ولا يتراجع، ولا يُقايض إنسانيته مقابل مصالح عابرة. ولأنَّ النُبل حين يُهاجَم، نعلم أنَّ الطريق مستقيم. نحن لا نبحث عن مديح، بل نطالب باحترام الحقيقة، وبأن لا يكون العمل الخيري والإنساني هدفًا لمزاودات مأجورة أو حملات مرتبة.
فالأردن لا يُشوَّه، بل يُضيء.